بدلت خيام مركز إيواء النازحين في أحد المسارحة حياة من يقطنها، إذ أجبرت ظروف المواجهات الدائرة بين القوات المسلحة والمعتدين على الشريط الحدودي أكثر من 3 آلاف مواطن على ترك قراهم التي يصل عددها إلى 42 قرية وهجرة حدودية. ففي الخيمة 48 في مخيم الإيواء التي تكتظ بأسرة فني السيارات أبو محمد وأفراد عائلته ال13، يجمعون على أن حياتهم انقلبت في المخيم، إذ بعد أن كانت حياتهم مليئة بالحركة بين الجبال والأودية والحياة التي تعتمد على الزراعة وتربية الماشية، حدت الخيام من حركة الناس ووفرت لهم بالمقابل غذاء مضمونا بدون تعب. ويقول رب الأسرة (أبو محمد) النازح من قرية المضرب، إن العمليات العسكرية التي تشنها القوات المسلحة ضد المتسللين أزالت العبء المعيشي عنه وأفراد أسرته، مشيرا إلى أن حياته كانت تسير ببطء، مفصلا أنه يعمل فني سيارات (ميكانيكي)، فيما أبناؤه يرعون قطيع الماشية الذي يملكه، ويعيشيون مما يبيعونه من ماشية وبما يجنيه من أموال لقاء عمله في إصلاح السيارات. ويقضي أبو محمد (56 عاما)، نهاره في المخيم لمتابعة توفير الغذاء والماء لأولاده من الجهات الخيرية، فيما يتسمر ليلا أمام الفضائيات لمتابعة الأخبار، ولا يخفي أبو محمد حلمه في الحصول على الجنسية السعودية. وفي الخيمة 51، التي يسكنها يحيى مجرشي وزوجته وابنهما الصغير، يظهر مجرشي ندمه الشديد على قرار تركه العمل في القوات المسلحة، «كنت في تبوك قبل نحو عامين وقررت العودة إلى الخشل، نظرا لوجود أمي وأخوتي وماشيتي التي ورثتها عن والدي»، مضيفا «عندما أشاهد الجنود في أرض المعركة أتحسر لأنني لست واحدا ممن يدافعون عن الوطن». ويحتوي مخيم الإيواء في أحد المسارحة على متطلبات الحياة العصرية من ماء وكهرباء ومراكز صحية وتتواجد مكاتب لغالبية الجهات الحكومية.