عهدية السيّد: نكهة رمضان كانت أجمل بكثير

بينت رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية عهدية السيد، أن الأخلاق الإسلامية في رمضان يجب أن تكون هي نفسها أخلاق المسلم طيلة العام، لأن الدين المعاملة، وأشارت عهدية في حوار مع «عكاظ» إلى أن جائحة «كورونا» أصبحت درساً مستفاداً للجميع، ففي السابق كانت هناك أمور تافهة وسطحية يركز عليها المجتمع ذهبت مع الريح، فإلى نص الحوار:
• كيف استعددتِ لشهر رمضان؟ ‏
•• استعدادي لشهر رمضان مثل كل عام.. استعداد لشهر فضيل، شهر من أشهر السنة التي ينتظرها كل مسلم لأنه يذكرنا بكل المبادئ والقيم التي تربينا عليها، طبعا من ناحية مائدة الطعام، لأن المشتريات تتغير فهناك طعام معين مطلوب على المائدة وضروري جدا في هذا الشهر الفضيل.
• ما أوّل رمضان صمته.. وكم كان عمرك؟
•• لا أتذكر بالضبط أول رمضان صمته، لكن أتوقع كان عمري 7 سنوات، وأتوقع أن الصيام بدأ بصيام نص يوم حتى أصبح الصوم كاملا بعد أسبوع، كانت أياما حلوة والعودة من المدرسة إلى البيت وانتظار أطباق والدتي الشهية كانت من أروع الذكريات.
• ماذا فقدتِ من رمضان الماضي، وماذا تحتاجين في رمضان الحالي؟
•• رمضان الماضي فقدت فيه لمة بيت الوالدة وفقدته هذا العام أيضا بسبب كورونا وتفشي هذا الوباء.. طعم رمضان تغير ولكنها تجربة يختبرنا من خلالها الله سبحانه وتعالى، فاقدون لمة الأسرة الكبيرة ولكن الحفاظ على حياتنا وحياة من نحب وحياة الآخرين أهم بكثير من اللمة، وأولى سنوات الصيام.. وملمح لا أنساه...عند الفطور.. حديث الشيخ الطنطاوي رحمه الله.. فكل يوم نستمع إلى قصة بسيطة كانت دروسا تربينا عليها.. ما زالت صورته وصوته يذكراني بطفولتي في رمضان.
• إلى ماذا تحنين في رمضان؟
•• أحن في كل رمضان ومنذ 15 عاما إلى وجود والدي معنا على مائدة الفطور... دائما في اللحظات الجميلة الإنسان يفتقد أغلى ما يملك وكان والدي -رحمه الله- أغلى ما تملك أسرتنا الجميلة، وأدعو الله دائما أن يحفظ والدتي التي تقوم بدور الأب والأم... ومهما كبرنا فنحن أطفال عند والدينا.
• ماذا افتقدتِ في رمضان؟
•• أفتقد المسلسلات المصرية من الزمن الجميل.. نكهة رمضان كانت أجمل بكثير.
• عادة رمضانية تخليتِ عنها؟
•• لا أتابع المسلسلات إلا إذا كانت تاريخية دينية... لم أتخلّ عن أي عادات ولكن أفتقد منظر المسحراتي وهو يدور على البيوت ليذكر الناس بموعد السحور... أفتقد منظر القرقيعان في منتصف رمضان... اندثرت أجمل العادات والتقاليد المرتبطة بهذا الشهر.
• طبق رمضاني لا يغيب عن مائدتك؟
•• الطبق الرمضاني الوحيد الذي لا يغيب عن مائدتي هو الهريس أجيد عمله طبعا ولكن كلما أفكر في القيام بعمل الهريس يبعث الأهل والأصدقاء بطبق الهريس يوميا، الكباب البحريني أيضا لا يغيب عن مائدة رمضان.
• هل تصومين عن مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان؟
•• لا أصوم عن مواقع التواصل الاجتماعي، فهي مصدر للأخبار، ومصدر لقياس نبض الشارع في قضايا كثيرة، وحياتي المهنية مرتبطة بالأخبار والتحاليل فلا يمكنني أن أبتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي.
• لو أسقطنا العام الماضي من سجلات حياتنا.. هل هناك سنون أخرى تودين ألا تحسب من عمرك؟
•• لو أسقطنا العام الماضي من حياتنا فنكون قد أسقطنا تجربة علمتنا أن نقدر كل نعم الله، لا أسقط السنة الماضية ولا أي سنة في حياتي لأنني أؤمن بالقضاء والقدر في كل شيء، هذا الوباء رغم مساوئه فقد علمنا قيمة من نحب، قيمة نعمة الحياة، وقيمة الصحة والعافية، وتعلمنا أن هناك أمورا كثيرة تافهة في حياتنا أعطيناها أكثر من حقها.
• هل تتكيّفين معها لو استمرت الجائحة؟
•• طبعا سأتكيف مع الجائحة لو استمرت، ليس من أولوياتي السفر أو المشاركة في مؤتمرات وفعاليات يحضرها الآلاف، وأولوياتي الحفاظ على حياتي وحياة الآخرين، فالحياة عاجلا أم آجلا ستعود إلى طبيعتها.
• في التلفزيون، هل تتابعين الأعمال الجديدة أم أنه لم يعد هناك ما يغريك؟
•• لم يعد هناك على شاشات التلفزيون ما أريد أن أقضي وقتي في متابعته، ذهب الزمن الجميل في الفن العربي ومن وجهة نظري لن يعود.
• ما أثر وقع كلمة «عن بعد» على سمعك؟
•• بكل بساطة منعنا من أن يكون بين البشر تواصل حقيقي، فلا شيء ممكن أن يعوض التعامل مع الزملاء والأصدقاء بطريقة مباشرة، فالعلاقات الأسرية تأثرت، ولا نستطيع أن نحتفي بمن يتزوج أو يرزق بطفل، كما لا نستطيع أن نقوم بالواجب مع من فقد أحدا، علاقاتنا الإنسانية تأثرت كثيرا بهذه الجائحة ولكنها تبقى اختبارا لنا جميعا.
• أول شيء ستفعلينه بعد العودة لحياتنا الطبيعية دون كمامات؟
•• سأعود إلى احتضان أولادي... والدتي.. إخوتي... افتقدت السلام باليد، أخذ صديقاتي بالأحضان، على المستوى المهني فإن فعاليات جمعية الصحفيين البحرينية ستعود وبقوة.
• ما الطبق الرمضاني الذي أعدته والدتك وتودين أن تذوقيه بذات الطعم؟
•• جميع أطباق والدتي جميلة وأعشق كل طبق تلمسه أيادي والدتي الحبيبة الغالية، وما زالت تضع الكريم الكراميل المفضل لدي في الطبق الذي كنت آكل منه منذ الصغر، والدتي تعلم كم أحب الكريم كراميل التي تعده هي، وسهمي دائما محفوظ لي في طبقي المفضل.
• كيف تتصورين العالم إثر انتهاء الجائحة؟
•• أتصور عالما آخر بعد الكورونا تعلم الناس درسا، هناك أمور تافهة وسطحية كثيرة كان الناس يركزون عليها، ذهبت مع الريح تعلم الناس قيمة ما هو أهم بكثير من كل شيء.. العلاقات الإنسانية فقط.
• ما الذي دفعك خلال العامين 2020 و2021.. لتنفّس الصعداء؟
•• تنفست الصعداء بعد كل اختبار كورونا قمت به وقام به كل عزيز وغال وكانت النتيجة سلبية، أصبحت النتيجة السلبية تفرح قلوبنا، الدرس هو أن لا شيء أهم من نعمة الصحة، وسافرت عدة مرات إلى دبي فكان هذا له الأثر الكبير على نفسيتي، عضويتي في مجلس أمناء هيئة المرأة العربية ومقرها دبي كانت فرصة لتنفس الصعداء.
• تطبيق في هاتفك تعيشين فيه وقتاً أكثر من جيرانه على شاشة الهاتف؟
•• دون تردد Netflix دون منافس وأشاهد فيه المسلسلات التاريخية، وطبعا «تويتر» و«الانستغرام»، و«نبض» أهم تطبيق بالنسبة لي كمصدر للأخبار.
• خُلق رمضاني تودين لو أنه يستمر طيلة ال11 شهراً الباقية؟
•• أخلاقنا في رمضان يجب أن تكون أخلاقنا طيلة العام، الدين معاملة، فديننا جميل جدا وزرع فينا مبادئ وقيما كبيرة، لا يجب أن يشعر الإنسان بالفقير فقط في رمضان.
• ما علاقة رمضان بالسهر؟
•• علاقات رمضان بالسهر تغيرت.
• ماذا ترددين عادة بينك وبين نفسك؟
•• ‏أردد الكثير بيني وبين نفسي.