لا أعتقد أن من المنطق أن أتحدث عن كرة القدم ولا عن الاتحاد أو الدوري والبطولات ولا عن منافسة الهلال والنصر داخل الملعب وخارجه دون الحديث عن الأجواء المفعمة بتحديات مواجهة الوباء العالمي «كوفيد19»، باعتباره حديث الساعة. ففي الوقت الذي كانت فيه السعودية أكثر الدول مهددة بمثل هذه الأوبئة بحجة موسم الحج والعمرة المفتوح طيلة العام لدول العالم الإسلامي الفقيرة والأكثر فقرا في العالم وفي الوقت الذي كان يشكك العالم بقدرتنا وإمكاناتنا بما توصلنا له من علم وإدارة وفكر وقبل ذلك رؤية وطن، وجد العالم نفسه معزولا ومذهولا أمام الخطوات السعودية الوقائية والاحترازية والتنفيذية على أرض الواقع. هذا النجاح والقرار الشجاع الذي أصدرته القيادة الرشيدة لمولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله- لا يقل إطلاقًا عن أعظم القرارات التاريخية التي شهدها العالم عبر تاريخه، بل وأثبت أن المملكة صاحبة نظرية شرق أوسط يتفوق على أوروبا الجديدة كانت جادة وقادرة على ذلك، فكل ما أقرته ورغم صعوبته مجتمعيا وأمنيا واقتصاديا ذللت في سبيل تطبيقه كل الصعوبات والعثرات ولم يتبق لها سوى الرهان الأخير المتمثل في وعي مجتمعها وقدرة إنسانها السعودي في مواجهة هذه التحديات والالتزام التام بتنفيذ آلية الحميائية المفروضة توعويًا وثقافيًا. وفي الجهة التي أجد نفسي ممثلا عنها، تفاعلت وزارة الرياضة تفاعلًا سبق قرارات فيفا في تصفيات المونديال وسبق قرار الويفا في بطولة دوري الأبطال وحققت العلامة الكاملة بخطواتها المتدرجة ومنها منع حضور الجماهير ثم إيقاف النشاط الرياضي ثم نشر فعاليات منزلية عبر مبادرة اللجنة الأولمبية (تمرين البيت). نحن نقف الآن ولم تقف بعض البرامج تعيد الأحاديث عن الحكام والانضباط، لم تقف بعض الأطروحات عن التاريخ «ومن قتل كليب جساس أم غروره ؟» في وقت لن يعود فيه كليب. الرهان على وعي الناس رهان كبير وليس بالسهل لاختلاف أفكارهم وثقافتهم وأيضًا طرق تفكيرهم، وهو ما نعيشه الآن خلال هذه الفترة الحرجة وهي أيام معدودة ستثبت بعدها السعودية العظمى وقيادتها الرشيدة وإنسانها الواعي بأحقيتهم في إدارة العالم ومعالجة أزماته أيضا. وأخيرا حتى أمنح مقالتي صبغتها المعتادة فإن فترة التوقف الرياضي فرصة ثمينة للاتحاد ومدربه الجديد بالاستفادة من الوقت وفرض نهج فني مختلف يتشرب فيه اللاعبون خطط مدربهم ويتعلمون تطبيق نظرياته ويلعبون كرة قدم حقيقية إن كانوا يملكون مقوماتها. FawazAlshreef@