قبل سنوات قليلة كان الجمهور العربي يستغرب عدد بعض المسلسلات القادمة من الخارج، والتي يتجاوز عدد حلقاتها خانة الآحاد والعشرات ليصل إلى المئات، وكانت البداية مع المسلسلات المكسيكية التي شهدت طفرة غير عادية على الفضائيات العربية في بداية التسعينيات وتسيدت المشهد حتى بداية الألفية الجديدة، في السنوات الثلاث الأخيرة دخلت الدراما التركية على الخط وحضرت بقوة، واستطاعت أن تجعل الوسط الدرامي العربي يعيد حساباته، ولم يتوان الفنانون العرب في التقليل منها ومن حضورها، وانتقد البعض أسلوب (التمطيط) الذي يجعل عملا واحدا يعرض لمدة سنة دون انقطاع. أخيرا دخلت الدراما السعودية في اللعبة عن طريق مسلسل أيام السراب الذي يعرض على قناة ال(إم بي سي)، الذي بدأت فكرته بالتبلور قبل أربع سنوات، وهي الفترة التي استغرقها التحضير للعمل من خلال ورشة كتابة وإعداد درامي مكونة من مجموعة من المؤلفين هم طالب الدوس، رانيا بيطار، نور شكشكلي ومعصومة المطاوعة، وأتبع تلك المرحلة إنشاء ورشة أخرى للتطوير الدرامي مكونة من حسن عسيري، عمر الديني، مازن طه، علي الأعرج، فؤاد حميرة وعلي سالم، أما الإخراج فكان تحت إدارة المخرج سائد الهواري، الذي قاد خمسة فرق دفعة واحدة وفي نفس الوقت لإنجاز العمل في وقت قياسي. لم يكن المشاهد المحلي الذي تبرمج على مسلسلات ال(30) حلقة، يتخيل في يوم ما أن يصل عرض مسلسل سعودي لمدة سنة كاملة. وبغض النظر عن نجاح تجربة ال(سوب أوبرا) التي تقدمها مؤسسة الصدف من عدمه، إلا أنها خطوة قد تلحقها خطوات متشابهة، خاصة أن المسلسل عانى منذ انطلاقته من عقبات كثيرة، من أهمها أن جميع الفنانين المشاركين يبحثون عن شرف المشاركة في عمل سعودي على الطريقة (المكسيكية)، وعلى الرغم من المشكلات التي حدثت في البداية إلا أن حديث عسيري لشمس” حينها، ورهانه على العمل ذلل الصعوبات التي واجهت الطاقم المشارك به، خاصة أن المسألة بالنسبة له ولرفيق دربه عمر الديني تعد بمنزلة التحدي. وإن كانت الأصوات القادمة من داخل المسلسل تؤكد النجاح وتراهن عليه إلا أنه من الصعب الحكم على العمل في الفترة الحالية خاصة أننا لم نصل إلى 10 في المئة من عدد الحلقات.