أنا في حيرة من أمري ، أحاول أن اكتب عن خبر جميل نقلته لنا الصحافة حول تبرع شركة ” فاين ” بأول دفعة من المستلزمات الصحية لصالح مستفيدي جمعية ” شمعة أمل ” لذوي الاحتياجات الخاصة . مصدر حيرتي أنني أمام سعادتي بهذه المبادرة الجميلة والراقية من شركة ” فاين ” لدعم المجتمع والقرب منه وتلمس احتياجاته ، وبين شعوري بتقصير القطاع الخاص وما يقدمه من خدمات لمجتمع هو في الأساس السبب الرئيسي لما ينعم به هذا القطاع من خيرات . أنا في صراع بين أرباح الشركات الهائلة والضخمة وبين الغياب المخزي والمخجل عن خدمة المجتمع ، نطمح إلى سماع أن بنك أو شركة أو مؤسسة قد تبنت بناء مدرسة ، أو تكفلت بتجهيز مستشفى أو مركز صحي على الأقل ، أو عمل حديقة مثالية في أحياء سكنية ، وغيرها الكثير من الأفكار التي هي بلا شك واجب اجتماعي يجب أن يقدمه القطاع الخاص للمجتمع ، بلا مِنة ولا تفضل . وبمقابل هذا التجاهل الكبير ، لا شك تظهر ومضات وإضاءات ومبادرات تحيي في قلوبنا الأمل وتحسب لأصحابها والقائمين عليها ، لعل آخرها تبرع شركة ” فاين ” لفئة غالية على المجتمع لها احتياجاتها الخاصة والمكلفة . أعجبتني هذه المبادرة ، وأحييت في قلبي أمل وجود فكر راقي وخيري لدى القائمين على الشركة ، ورغبتهم في خدمة هذه الفئة والمساهمة في رعايتهم ومسح جزء من معاناتهم بما قدموه وبما وعدوا أنهم سيقدمونه لهم ، الجميل في الأمر أن هذا التبرع القادم من شركة مقرها الرئيسي في مدينة جدة لجمعية ” شمعة أمل ” والتي مقرها في مدينة نجران ، أحيت في قلبي أيضاً شعور الترابط بين أبناء هذا الوطن الواحد ، بعيداً عن المناطقية البغيضة التي شوهت وطنيتنا ، وقسمتنا إلى أجزاء متفرقة ، ونحن في النهاية أخوان في بلد واحد ، فما يسعد جدة يسعد نجران ، وما يؤلم تبوك يؤلم الدمام ، وكذلك كل أرجاء هذا الوطن . وكما أحيي هذا الخبر الأمل في القلب بوجود الخير ، اثار لدي الكثير من التساؤلات ، إلى متى غياب القطاع الخاص عن خدمات خيرية خاصة ؟ أين رجال الأعمال عن خير الأعمال ؟ ” فاين ” قدمت درساً إنسانياً واقتصادياً للقطاع الخاص بهذا التبرع ، صدقاً لم تؤثر فيني الإعلانات التجارية لمنتجات الشركات والتي تدفع فيها المبالغ الكبيرة ، كما أثر فيني خبر تبرع شركة ” فاين ” لجمعية ” شمعة أمل ” ، كنت أشاهد الخبر ، وأنا أقول في نفسي ، من الآن وصاعداً سأشتري ” فاين ” فقط ، لأنني أشعر أنني أدعمها لتربح ولتتبرع ، فهنيئاً لها الربح وهنيئاً لنا المساهمة في الدعم . ختاماً نصيحتي للقطاع الخاص ، أعلنوا عن منتجاتكم عن طريق تبرعاتكم ، فهي تصل للقلب أسرع ، ويشعر بها المواطن أكثر . بقلم / محمد بن حسن وعلان خاص بصحيفة نجران نيوز الالكترونية