لا شيء يدل الزائر لمدينة حائل على أن برجي برزان يحملان قيمة أثرية كبيرة، فالإهمال الذي يعانيان منه وتهدّم الأسوار المحيطة بهما جعل منهما مكباً لنفايات المارة والعابثين. وطالب عدد كبير من الأهالي أمانة منطقة حائل والهيئة العامة للسياحة والآثار بالاهتمام بالبرجين كأحد أهم الأماكن التاريخية السياحية في حائل، إذ شيّدا عام 1808، مشيرين إلى قيمة المواقع التاريخية المحيطة بالأبراج أيضاً، ومن أهمها أسواق برزان التقليدية المعروفة بنكهتها التراثية. وذكر الباحث في شؤون الآثار خالد المغير أن البرجين كانا يحيطان بقصر كان يسمى قصر برزان، وهو مبني من الطين وارتفاعه 70 قدماً (21 متراً)، وكان في جانب مدينة حائل وأصبح داخلها قبل أن يهدم عام 1381 ه. ودعا إلى زيادة الاهتمام بالبرجين وحمايتهما من العبث. وطالب محمد التركي هيئة السياحة بالتركيز على مواقع الآثار والتراث العمراني ذات الأهمية التاريخية والوطنية، بما فيها برجا برزان التاريخيان، من خلال عدم ترك هذه المواقع عرضة للتدمير والإهمال «لاسيما وأن التراث العمراني هو أحد الرموز الأساسية لتطوّر الإنسان عبر التاريخ، وأداة للتعبير عن القدرات التي وصل إليها الإنسان للتغلّب على بيئته المحيطة به»، مشيراً إلى أهمية إحداث نقلة في التعامل مع المعالم التراثية كبعد حضاري وديني واقتصادي وسياسي، والمحافظة على التراث العمراني وتأهيله وتنميته باعتباره مسؤولية جماعية. وشدد فهد العنزي على ضرورة إيجاد برامج تسهم في زيادة الوعي بأهمية المواقع التراثية والمحافظة عليها والتشجيع على استثمارها بطريقة صحيحة ومفيدة، لافتاً إلى أن برجي برزان مؤهلان ليلعبا دوراً كبيراً في هذا المجال. وحاولت «الحياة» الحصول على تعليق من مدير جهاز السياحة في منطقة حائل مبارك السلامة عن وضع أبراج برزان لكنه اعتذر، معللاً ذلك بأنه من اختصاص مدير الآثار سعد الرويسان الذي لم يجب على الاتصالات المتكررة. من جهته، ذكر المدير العام للنظافة العامة في أمانة منطقة حائل محمد الباتع أن مسؤولي النظافة لا يملكون صلاحية دخول البرجين لتنظيفهما من الداخل من النفايات في حال وجودها. وأضاف: «هناك توجيه لرفع مستوى النظافة في كل الأحياء بما فيها حي برزان الذي يقع فيه برجا برزان، من خلال توفير المعدات والآليات والعمالة في المواقع التي تشهد خللاً في النظافة، والعمل على تداركه من خلال رفع المخلفات والنفايات من تلك المواقع»، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً على مستوى النظافة في حائل، إذ شرع قسم النظافة في الأمانة في رسم الخطط والاستراتيجيات التي تضمن خفض مستوى المخلفات داخل الأحياء والطرق الداخلية والرئيسية، تجنباً لحدوث الأضرار الناجمة عن عدم الالتزام بالنظافة.