دمشق كانت الفتيلة الساخنة للعرب أيام الأمويين، الفتيلة التي خرج منها ثلاثة إشعاعات: إشعاع نحو شمال إفريقيا، ثم الأندلس. وإشعاع نحو خراسان وبلاد ما وراء النهر. وإشعاع نحو الأناضول والقسطنطينية. وجاء معها سؤال: لماذا نجح فتح الأندلس، وتعثر حصار (...)
في زمن تتسارع فيه التقنية، وتتشعب فيه التعاملات المالية، بات الاحتيال المالي إحدى أخطر الجرائم التي تهدد الاقتصاد الوطني، وتستنزف ثقة المجتمع، وتستدعي استجابة تشريعية متقدمة. ولهذا جاءت الأنظمة السعودية في مقدمة الأنظمة التي واجهت هذه الجريمة (...)
ماذا لو تناثر ذهب على شوارع مدينة من إثر زلزالٍ أنهى حياة البشر؟ أيكون الذهب -لحظتها- كحصى في برية؟ ربما، فالفضل بن الحباب يقول لنا: «أأنشر البزَّ فيمن ليس يعرفه/أم أنثر الدر للعميان في الغلس»، فقيمة الدر بلا عين تخلق قيمتَه كقيمة النصِ بلا عين (...)
توقفت الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، وليس مستغرباً أن يعلن كل طرف انتصاره بها، ولكل منهما سرديته التي يقدمه لأنصاره أو للداخل لديه عمومًا، غير أن هذا التوقف باعتقادي لا يعدو توقفاً هشّاً، فسرعان ما ستجد إسرائيل المبرر من جديد لاستئناف هذه الحرب، (...)
ما الذي يجمع بين بئر ماءٍ في قريةٍ ريفيةٍ أمريكية، ومجلس قضاءٍ في المدينة المنورة في القرن الأول الهجري؟ ربما الجامع نفسه بين عالمة اقتصادٍ تُنقِّب في سلوك المجتمعات الريفية وخليفةٍ إسلامي يقف على حدود النص والاجتهاد، لا يجمعهما إلا مفهوم البُعد (...)
ما الذي يجمع بين بئر ماءٍ في قريةٍ ريفيةٍ أمريكية، ومجلس قضاءٍ في المدينة المنورة في القرن الأول الهجري؟ ربما الجامع نفسه بين عالمة اقتصادٍ تُنقِّب في سلوك المجتمعات الريفية وخليفةٍ إسلامي يقف على حدود النص والاجتهاد، لا يجمعهما إلا مفهوم البُعد (...)
من منا يستطيع دفن الزمن؟ ربما كلنا حين نجعله بلا وظيفة. وهل يخلو زمن من وظيفة ما؟ ربما نعم إذا جردناه من كونه أداة نضبطها، ونُحاسب عليها من شرطة الزمن: الشرطة التي قسمت الزمن إلى حقول وظيفية مدنية: زمن إنتاج، وزمن ضائع، وزمن مستقطع. ومن هذا التقسيم (...)
في مقهى فرنسي ربع واجهته زجاجية كتب محمود درويش: «أنا لغتي»، وهي جملة كأن صاحبها يفتخر، لكنه في الحقيقة يودع الفخر إلى مثواه الأخير؛ فما معنى أن يكون درويش لغته؟
في زمن مضى كانت الكلمات تعرف مكانها؛ فحين يقول جد درويش «شجرة زيتون» فهذا يعني أنها (...)
«لا شك أن المملكة تتابع هذا التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل بقلق كبير، لما له من عواقب وخيمة ستطال أمن المنطقة بأكملها واستقرارها إذا ما استمر الأمر في التصعيد ليتحول إلى مواجهة مفتوحة أو صفرية.»
«تتمتع المملكة بمكانة استثنائية كخادمة للحرمين (...)
يرى ترمب في رسومه وحربه التجارية حمايةً للاقتصاد الأميركي، فإنها قد تمثل فرصة لنا كعرب في الاعتماد على أنفسنا في إنتاج ما نحتاج من غذاء ودواء وسلاح، وسد حاجة الأسواق المحلية وتوطين الصناعة، كما أن السيطرة على الغذاء تُعادل ممارسة القوة.
ولعل ما يهم (...)
قرار ترمب رفع العقوبات عن سورية كان أحد أنجح مستهدفات الزيارة، وأضاف إنجازاً جديدًا للمملكة ودبلوماسيتها وقوتها الناعمة، مما يعكس المكانة القوية لسمو ولي العهد في العلاقات الدولية
لا استقرار أو ازدهاراً اقتصادياً دون استقرار سياسي وبيئة آمنة يطمئن (...)
هنا حكاية من نوعٍ غريب، بطلها الأسماء التي تحمل في رحمها معنيين متضادين، كالجَوْن الذي يُطلق على الأبيض والأسود في آنٍ واحد، وهذه المتضادّات المشتركة لم تكن عابرة في التَّاريخِ، بل أُسيلَت لها الأحبار؛ لأنَّها متعلقةٌ بالأصل، أي حين أطلقنا الجون على (...)
نبي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، والناس يسخرون منه قائلين: «مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق». استنكروا ما رأوا لأن في مخيلتهم منافاة بين البشرية والنبوة، إذ كيف لنبي أن تكون له حياة عادية؟ وكأنهم يقولون لا يمكن أن يخرج العظيم من برواز (...)
(العلاقات السعودية الأميركية معقدة، إذ تنطوي على تحديات كبيرة لكنها تحمل أيضًا إمكانيات هائلة للتعاون، لذا يجب أن تستمر هذه الشراكة في التطور، متجاوزةً الممارسات القديمة نحو مسار جديد يركز على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة)
اختار الرئيس الأميركي (...)
تموج المنطقة العربية هذه الآونة بأحداث وتحديات كبرى قد تكون غير مسبوقة، إذ يقف العالم العربي عند مفترق طرق، تبرز خلاله المملكة العربية السعودية كفاعل رئيسي وصانعة سلام في مواجهة هذه التحديات التي تحيط بالمنطقة، ما بين خطط التهجير الجارية في غزة (...)
يقال بأن ديكارت شكَّ شكًّا مطلقا حتى وصل إلى شيء كلما شك فيه رسخ أكثر وهو (ذاته)، لأنه لا يعرف إلا أنه يشكَ، وكلما شك يتأكد من وجوده، على عكس العالم الخارجي كلما شك فيه لا يتأكد وجوده، فقال: «أنا أشك إذن أنا موجود» المقولة التي تحولت إلى «أنا أفكر»، (...)
على الرغم من أن الأهداف التي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحقيقها من خلال هذه القرارات، مثل تعزيز التصنيع وزيادة الإنتاج المحلي وزيادة إيرادات الحكومة الأمريكية، تبدو مشروعة، فإن الوسائل المتبعة لتحقيقها تفتقر إلى الصواب. إن التداعيات السلبية (...)
في بداية حياته الكتابيّة، وقَّع تشيخوف باسم «رجل بلا طُحال»، والطحالُ عضو في الجسد كأنَّه مصنع جنودٍ لمحاربةِ غزو الأعداء. إنّه مصنع مناعة، إذا فقده الجسد فينتظر الموت على يد أتفه سبب. وأول المعاني التي تَدرج لرجلٍ بلا طحال أنه بلا مناعة، وكاتب بلا (...)
يُقال كان النَّجديون يُثنون على المَرأةِ التي لا تُحدِّث الرجالَ الأجانب، وكُلّما كانت طَرمَاء أمامهم فهو أفضل، ويلفتُ النَّظرَ إلى أنَّ صفةَ الخرس هذه سُمِّيَ بها بناءٌ مُصَغَّر، له قاعدة بفتحاتٍ صغيرة، يُوضَع أعلى بابِ البيتِ النجدي القديم، (...)
«إن المملكة تبرز الآن كجهة فاعلة حاسمة في المشهد الجيوسياسي المتغير، وقد عكس نهجها في العلاقات الدولية أهمية التعامل مع التحديات من خلال الحوار، مدركة أن التواصل الفعال حتى مع الخصوم يعد عنصرًا أساسيًا وأن السياسة هي فن الممكن»
واقع جديد يتشكل الآن (...)
يُعد يوم التأسيس يومًا عظيمًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، ويحتل مكانةً خاصةً في نفوس المواطنين، فقد تعلمنا منه الإصرار، والعزيمة، والقوة، والإرادة، وسطّر فيه أجدادنا أعظم صفحات التاريخ المعاصر، «اقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَرُ... ضلَّ قومٌ (...)
قال بعضُ الغاضبين إنَّ زنادقة الإسلام ثلاثة، اثنان واضحان هما «المعريّ وابن الراوندي»، والثالث غير واضح، وهو «أبو حيَّان التوحيدي»، لأنَّه «مَجْمَج» ولم يُصرّح. والذي يُمجمِج كأنَّه يتمضمض وهو يتحدث، فلا يُدرى ما يقول، لكنَّ الجميع يعرف أنَّ (...)
يذكر التاريخ المسرحي السعودي أن جلالة الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه»، كان التعليم يلقى اهتماماً كبيراً من جلالته منذ توحيد المملكة، وكان من ضمن اهتماماته أيضاً الاطلاع على مخرجات تلك الفترة، حيث كان المسرح المدرسي والحفلات المدرسية من أبرز المناشط (...)
شهد تاريخ المسرح السعودي ومن خلال بدايات المسرح المدرسي بروز عدد من الأسماء التي تسلمت فيما بعد مناصب عليا في الدولة سواء كوزراء أو من في حكمهم من أصحاب المعالي، ومن أبرز الأسماء معالي وزير الدولة الدكتور صالح بن إبراهيم الضراب الذي مثل في تمثيلية» (...)
منذ التنصيب الرسمي لترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية قبل أقل من شهر، بات العالم على موعد مع أربع سنوات عاصفة ومليئة بالمفاجآت لرجل لا أحد يستطيع توقع خطواته القادمة، فترمب يختلف كلياً عمن سبقه من الرؤساء، فلا يسير وفقاً لما هو متبع من خطوات (...)