قضية أن تمنح المرأة للرجال إجازة في تلاوة القرآن قضية جدلية، رفضها بعض خشية الفتنة وطلبا لسد الذرائع، وأجازها آخرون بإمكانية مشروطة، تفترض انتفاء عناصر الفتنة من الطرفين، كالزينة والخضوع بالقول، وذلك بحسب ما جاء في التحقيق التالي من "مكة أون لاين": يرى أستاذ العلوم الشرعية بجامعة الملك سعود نايف أبا الخيل أن إجازة المرأة للقراءلم ترد عن السلف،فيما أوضح المشرف التربوب في إدارة التوعية الإسلامية بتعليم الشرقية سعد الغامدي جواز ذلك ،لكن بشروط شرعية. وأقرت عائشة عبداللطيف من قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة الدمام بأنها حصلت على الإجازة عن طريق خديجة محروس وعبر دروس خاصة تلقتها في المنزل، برواية حفص عن عاصم، بالمشافهة والقراءة حفظا، وبعد التمام اختبرت بمتن ابن الجزري حفظا، كما كان هناك اختبار كامل لأحكام التجويد. شروط واضحة --------------- وفي السياق ذاته، قالت المحاضرة بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتورة ماجدة باجابر، إن غياب المجازات بالقراءات السبع والعشر هو أن غالبية دور التحفيظ لا تجيز ذلك، بل بقراءة حفص فحسب، وكنا طلبنا من الشيخ أحمد المعصراوي وغيره من المشايخ في ملتقى قراء العالم الإسلامي الذي عقد في جامعة الملك سعود النظر في هذا الأمر. وبينت أنه لا بأس بإجازة النساء للرجال والعكس بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة والتزام الحجاب الشرعي دون إبداء الزينة وعدم الخضوع في القول، وأمن الفتنة. الصحابيات يعلمن ---------------- وأضافت إذا أمنت الفتنة من الطرفين فلا مانع من تعلم المرأة من الرجل ومثله بأخذ الرجل العلم عن المرأة. وقد نقل في السير والتراجم مشاركة فضليات النساء في طلب العلم والتحديث على مدى قرون، بل سمع من بعضهن الأعلام من مشاهير المحدثين. وثبت في بعض السياقات أن ذلك كان من وراء حجاب. وبينت أن الصحابة كانوا يسألون أم المؤمنين عائشة من وراء حجاب. مشيرة إلى أن سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله أفتى بجواز أخذ المرأة الإجازة من الرجل وعرض قراءتها عليه مع الحجاب ووجود المحرم. وكنت بناء على هذه الفتوى قد عرضت على عدد من المشايخ القراء أجزاء من القرآن مرتلة فما ألفيت منهم إلا النزاهة والنصح. فتاوى توضيحية --------------- ولفتت إلى مسألة يلاحظها من تأمل الفتاوى الصادرة عن اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز بخصوص تلاوة المرأة أمام الرجال غير المحارم وهي التفريق بين الفتوى بجواز قراءة المرأة أو جماعة النساء أمام الرجل للتعلم أو نحوه، وبين كراهة رفع صوتها بالتلاوة حال وجود رجال أجانب خشية وقوع الفتنة. ودعت إلى أهمية التنبه لهذا، خصوصا في بعض المسابقات التي تقام، وقد يحصل في بعضها تجاوزات ، فالأصل سد الذرائع؛ وقالت إن اللجنة الدائمة أجابت في الفتوى رقم 5413 عن سؤال حول حكم إقامة مباريات ترتيل القرآن بالنسبة للنساء بحضور الرجال، بأن ترتيل البنات للقرآن بحضور الرجال لا يجوز، لما يخشى في ذلك من الفتنة بهن. فأرجو التأمل والتفريق بين هذا وذاك. من النساء المجيزات -------------------- المقرئة أم السعد: مقرئة مصرية، أشهر من قرأ عليها الشيخ عادل الكلباني، تواجدت في السعودية سنة كاملة، وهناك منحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من السعودية وخارجها، إلا أن قراء الداخل كانوا يخفون ذلك لاعتبارات دينية. ولدت 1925م في محافظة المنوفية، وأصابها العمى في عامها الأول، حفظت القرآن وهي في سن ال15 على يد الشيخة «نفيسة بنت أبو العلا»، تزوجت أقرب تلاميذها إليها الشيخ محمد نعمان. "لم يرد عن السلف أن امرأة أعطت إجازة للرجال في قراءة القرآن بداية من أمهات المؤمنين، لأن الأصل في المرأة القرار في البيت لقوله تعالى (وقرن في بيوتكن) والأفضل أن تطلب المرأة العلم الكامل في بيتها. وأنه لا حاجة لأن تعطي المرأة الإجازة لرجل في القراءة، للابتعاد عن الشبهات ولوجود عدد كبير من الرجال الذين يعطونها." نايف أبا الخيل "يجوز للمرأة أن تمنح الرجل إجازة في القراءة بشرط وجود محرم شرعي وأن تأمن الفتنة ويكون ذلك من وراء حجاب، ولكن الأصل في القراءة للرجال، وأن نساء كثيرات حصلن على إجازة في القراءة من الأزهر." سعد الغامدي