عكاظ اليوم - السعودية المرأة ذلك الكائن الأنثوي؛ التي لا تغيب إلا لتحضر، ولا تحضر إلا لكي تغيب، لذلك تجد الفلاسفة والأدباء؛ والعُشّاق والحالمون ملأوا الكُتب حِكماً وأمثالاً، تُحاول أن تستشرف رائحة المرأة، هذا المخلوق المُحيّر، التي كلما اقترب الرجل من فهم نفسيتها وعقليتها، شعر أنّه ابتعد عنها، وكُلّما ابتعد عنها شعر بأنّه يميل إلى الاغتراب، وقد لخّص أحد الرّاسخين في محراب المرأة شيئاً مِن تفاعلاتها وتناقضاتها في حزمة "اللا شيئات"، مُحاولاً قِراءة ملامح هذه الزهرة البشريّة، القابلة للانكسار والانفجار. يقول أحدهم: (لا شيء يذبح المرأة كزفافها إلى رجل، وفي قلبها آخر، ولا شيء يُعرِّي المرأة، كنظرة اشتياق مِن عين رجُل تعشقه حدّ الجنُون، ولا شيء يُهين المرأة، كمُقارنات تُعقد بينها وبين أُخرى ظهرت في حياة من تُحبّ، ولا شيء يُرعب المرأة، كإحساسها بأن حكايتها مؤقّتة وأنّها حتماً مُفارقة، ولا شيء يُربك المرأة، كوقوفها في حضرة رجل يخفق قلبها لذِكرهِ وعِطره، ولا شيء يُعيد مُراهقة المرأة، كحِكاية حُب مفاجئة في خريف العمر، ولا شيء يُحيي طفولة المرأة، كتدليلها على يدي رجل يهمّها أمره، ولا شيء يسرق عُمر المرأة، كانغماس سنواتها في حِكاية بلا أمل، ولا شيء يُطفئ نضارة المرأة، كحُرقة الفراق). ويُمكن للمرء أن يُضيف أنه: (لا شيء يُسعد المرأة، مثل إهدائها باقة ورد، أو عقد ألماس، ولا شيء يُذهلها، مِثل أن يتفرّغ الرجل لتدليلها وإسعادها، عبر إعطائها قطعة مِن الحلوى، أو شذرة مِن آيس كريم، أو كوباً مِن مشروب لذيذ، ولا شيء يُباغتها، مِثل ظهور شعرات بيضاء في مفرقها على حِين غفلة مِن المرآة، ولا شيء أحبُّ إليها، مِن كلِمات الغزل وعِبارات الحُبّ التي تقول كُلّ شيء). في النهاية أقول: يا لهذه المرأة التي جعلت الرؤوس والكؤوس تنتصب، والعقول تنجذب إلى حيث المُتعة والسّعادة، حِين يمتزج المُحبّ بحبيبه، والبعيد بقريبه.