بدأت تطغى قضية الزوجين الأميركيين، ماتيو وغريس هوانغ، المتهمين من قبل السلطات القطرية بالاتجار في البشر على خلفية وفاة طفلة سبق لهما أن تبنياها من غانا، باهتمام بعض وسائل الإعلام وجماعات حقوقية في الولاياتالمتحدة. ويخضع الزوجان،اللذان انتقلا للعيش في الدوحة في العام الماضي بعد تحصل ماتيو على وظيفة مهندس بمشروعين مرتبطين بالتحضير لمونديال 2022، للمحاكمة في قطر، بسبب وفاة تلك الطفلة التي تبنياها، وكانت تبلغ من العمر 8 أعوام، وتدعى غلوريا.
يقول المسؤولون القطريون إن غلوريا خضعت لعملية تجويع بشكل متعمد، ليتمكن الزوجان من الاتجار بأعضائها. بينما اختلفت الرواية من الجانب الآخر، حيث أوضح الزوجان أنهما تبنيا 3 أطفال أفارقة، منهم غلوريا من غانا، عندما كانت تبلغ من العمر 4 أعوام. ومنذ تبنيها، وهي تعاني من اضطراب في تناول الطعام، وهي مشكلة تشيع بين الأطفال، الذين يخضعون للتبني، وسبق لهم الإصابة بسوء التغذية.
ويقبع الزوجان، الوافدان من لوس أنجلوس، في السجن، بانتظار استكمال إجراءات المحاكمة، ومن ثم صدور حكم قد يصل إلى الإعدام. فيما أكدا أنهما استمرا في محاولة معالجة مشكلات غلوريا حين توفت بشكل غير متوقع في 15 من يناير الماضي.
لكن تشريح جثة الطفلة، الذي أجري في قطر، أشار إلى أن سبب الوفاة هو الجفاف ومرض الهزال، بعدما تبيّن أن الضلوع والوركين والعمود الفقري لدى الطفلة بارزون بشكل واضح، ما جعل المسؤولين في الدوحة يتهمون الزوجين بالقتل مع سبق الإصرار والتعمد.
وتبيّن من التحقيقات أن الزوجين جلبا الأطفال لكي يتاجرا بأعضائهم أو ليخضعوهم لتجارب طبية. غير أن القائمين على مؤسسة إنوسينس بروجكت في كاليفورنيا ووكالة دافيد هاوس، الذين يعملون سويًا من أجل إطلاق سراح الزوجين، أوضحوا أن تلك الاتهامات "الظالمة" ناتجة في حقيقة الأمر من حالة من سوء الفهم الثقافي، وهو ما يتضح من تركيز الجانب القطري على عدم وجود سبب منطقي، يدفع الزوجين إلى تبني أطفال ليسوا "حسان المظهر"، ولا يشاركونهما "صفاتهما الوراثية".
أضاف هؤلاء المسؤولون "يتضح أن المحققين في قطر قلقون للغاية بشأن الاتجار بالبشر. لكن يبدو أنهم لم يعرفوا أن العمليات الخاصة بتبني الأطفال من بلدان أخرى ومن خلفيات عرقية أخرى تعتبر عمليات شائعة في الولاياتالمتحدة".
هذا وكانت غلوريا، التي تعرّضت لسوء تغذية شديد في بداية طفولتها، ترفض أن تتناول الطعام على مدار أيام عدة، ثم كانت تأكل بنهم أو تتحصل على غذاء من مصادر غريبة، مثل علب القمامة أو الغرباء، وهو السلوك الذي عزاه الزوجان ماتيو وغريس هوانغ إلى تنشئتها الفقيرة، وبذلا بالفعل مجهودات كبيرة لتغييره. وهو سلوك ليس بغريب على الأطفال، الذين يتم تبنيهم، وكانوا يعانون من سوء تغذية حاد.
وقال مؤيدون للزوجين في أميركا إن تلك التشخيصات ليست ممكنة، ولا تراعي سابق معاناة الطفلة الطويلة من اضطرابات الأكل وسوء التغذية، التي أثارت مخاوف صحية لها مدى حياتها. وأشارت صحيفة نيويورك دايلي نيوز إلى أن السفارة القطرية في واشنطن لم ترد على مكالمات هاتفية ورسائل عبر البريد الإلكتروني من أجل الحصول على تعليق بهذا الشأن.