لم تكتمل فرحة عدد من معلمي إحدى المدارس الخاصة في رأس تنورة بمناسبة قبولهم كمتعاقدين في ذات المدرسة لدرجة أن أحد المعلمين استقبل في الأمس خطاب تكليفه وبعده بيوم يتفاجأ بنبأ عدم صلاحيته للتعليم، ولم يقف الحال عند هذا المعلم، بل شمل هذا القرار التعسفي أكثر من معلم سعودي. أحداث هذه القضية يرويها عدد من المعلمين السعوديين المتعاقدين في إحدى مدارس رأس تنورة الأهلية، حيث عزوا قرارات عدم صلاحيتهم للعمل إلى الأسلوب غير التربوي الذي يعاملهم به مدير مكتب التربية في رأس تنورة الذي ينظر إليهم بنظرة دونية لدرجة أنه قال لأحدهم : (ليتك بقيت هناك!). المعلم عبدالله شراحيلي أتى من جيزان حاملاً في قلبه الفرحة الكبيرة بعد قبوله في هذه المدارس الأهلية، إلا أنه اصطدم بتسلط هذا المسؤول حسبما أفاد حيث يقول عبدالله: في أول زيارة لمدير مكتب التربية برأس تنورة لي في الفصل قال لي: إنني غير صالح للتدريس، وسألني: من أي منطقة فأجبته قائلا له : من منطقة جازان وكانت نظرته لي نظرة استهزاء وسخرية وسألني مرة أخرى : هل عندك دبلوم تربوي؟ فقلت: لا، ويضيف عبد الله قائلاً : وبعد أسابيع زارني مرة ثانية وقال: إنك غير صالح للتدريس فالتزمت الصمت وبعد انتهائه من اللقاء قال لي: هل أكتب انك غير صالح للتدريس فقلت: أحكم بما تريد، ويشير المعلم عبده جعفري بقوله : جاء مدير مكتب التربية لزيارتي في أول يوم أباشر فيه الدوام الرسمي، وقد تفاجأت به جالسا في أول حصة أدخلها في المدرسة، توكلت على الله ودخلت الفصل وبدأت الشرح وفي منتصف الحصة حاول إحراجي أمام الطلاب ببعض الأسئلة قائلاً : من أين أنت؟ فقلت : من جازان، فقال: ولماذا لم تبق في جازان؟ لم أرد عليه فقال لي: الحق بي عند المدير بعد الحصة، ثم قال: أنت لا تصلح لأن تكون معلما، وهو لا يدرك أننا قدمنا من جازان باحثين عن مصدر للرزق. من جانب آخر ذكر الوكيل الشرعي للمدارس عبدالله الزهراني إن منسوبي تلك المدارس يعانون تسلط هذا المسؤول (مدير مكتب التربية برأس تنورة)، حيث تجاوز صلاحياته مستغلاً نفوذه ومنصبه بدخول شقة عدد من معلمي إحدى المدارس الأهلية في ساعة متأخرة من الليل دون موافقة ملاك المدارس أو مديري المدارس أو تحديد الموعد مسبقاً ما دفع بعضاً من المعلمين للاستنجاد بملاك المدارس يطالبونهم بسرعة التدخل وحمايتهم من الاستجواب القسري، وقد قام ملاك المدارس بتكليف الوكيل الشرعي بطلب تدخل الجهات المختصة في كف هذا التجاوز غير النظامي، وقد تم رصده بحضور الوكيل الشرعي لملاك المدارس وكان مستخدماً سيارة وزارة التربية والتعليم ومتوشحاً بطاقة العمل على صدره ومدعياً أن إدارة التعليم كلفته رسمياً بالتحقيق مع المعلمين، والصحيح أنه ليس لإدارة التربية والتعليم اختصاص بالتحقيق ولو كان للتعليم حق في ذلك فإن له ضوابط وعلى رأسها إبلاغ ملاك المدارس مسبقاً بهذا القرار، وأن يكون في المقرات الرسمية كالمدرسة أو الإدارة، وأن يتم ذلك في ساعات الدوام الرسمية وليس في ساعات الليل المتأخرة، وأن يكون دور المسؤول حياديا يسعى للحقائق ويبتعد عن الشخصنة وقلب الحقائق والتحريض، وقد طالب المعلمون المتضررون إدارة التربية والتعليم بإنصافهم من تسلط هذا المسؤول ووضع حد لانتهاكاته خصوصيات المعلمين ومحاسبته على تجاوزه صلاحيات عمله، وفي اتصال أجرته «اليوم» مع الناطق الإعلامي للإدارة العامة للتربية والتعليم خالد الحماد أشار الحماد الى أن القضية منظورة في قسم التعليم الأهلي، وسوف نتخذ الإجراء الصارم الذي يردع هذا المسؤول في حال انتهت القضية ضده.