صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية بأن ما ذكره الرئيس الفرنسي في لقائه مع قناة (بي إف إم التلفزيونية) بأن المملكة احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هو كلام غير صحيح. وذكر المصدر أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان وتدعم دولة الرئيس الحريري بكافة الوسائل، مضيفًا: إن كافة الشواهد تؤكد أن من يجر لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هو إيران وأدواتها مثل ميليشيا حزب الله الإرهابي المتورط في اغتيال دولة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وقتل مواطنين فرنسيين في لبنان، إضافة إلى مد إيران للميليشيا الإرهابية بما فيها ميليشيا الحوثي بالأسلحة والصواريخ الباليستية التي تستخدمها ضد المدن السعودية. وختم المصدر المسؤول تصريحه بأن المملكة تتطلع للعمل مع الرئيس الفرنسي ماكرون لمواجهة قوى الفوضى والدمار في المنطقة وعلى رأسها إيران وأدواتها. تناقض واضح وشكلت تصريحات ماكرون والأسلوب الذي جاءت به والصورة التي اعطتها، استغراباً في الأوساط السعودية والعربية.وقال المحلل السياسي د. أحمد بن عثمان التويجري: إن ما ذكره الرئيس الفرنسي لقناة (بي إف إم) مستغرب إلى درجة كبيرة، إن كان بالصيغة التي تناولتها وسائل الإعلام، فهو (أولًا) متناقض مع ما قاله وكرره صاحب الشأن الأول رئيس وزراء لبنان السيد سعد الحريري. وهو (ثانيًا) خلاف ما أكدته المملكة في مناسبات كثيرة. مضيفا: «أغلب ظني هو أن الرئيس الفرنسي لم يوفق في التعبير عما أراد إيضاحه أو أن الترجمة لما قاله لم تكن دقيقة، إذ لا يمكن تصور أي شيء سوى ذلك، فالعلاقات السعودية الفرنسية في أحسن حالاتها، والمصالح المشتركة بين البلدين أكبر من أن تحصى، والتعاون في جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية في أوجها ويزداد ويتعمق مع الأيام». وسائل إعلام من ناحيته قال رئيس مركز القرن العربي للدراسات والمحلل السياسي سعد بن عمر: إن مسألة الخوض في زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للمملكة، ومحاولة إخراجها عن خطها إلى كونها احتجازًا، هي مقولة «اخترعتها وسائل إعلام معروفة مواقفها من المملكة، وتأتمر بأمر السفير الإيراني في بيروت، وجاءت شهادة رئيس الوزراء اللبناني لتسكت الأقلام والأفواه الآثمة بأقوال الزور ضد المملكة، ومحاولة إخراج دور المملكة البنيوي في لبنان إلى ما يشبه الدور الإيراني من عدم احترام السيادة اللبنانية والتدخل في شؤونه وهي فوارق أصبح الشعب اللبناني يعيها من جميع فئاته». مصالح ضيقة من جانبه، أفاد الكاتب والمحلل السياسي مبارك آل عاتي بأن «موقف الرئيس الفرنسي مستغرب جدا خصوصا انه يأتي بعد اللقاء الناجح الذي أجراه سمو ولي العهد معه أثناء زيارته لباريس». وأضاف: في اعتقادي ان السبب الذي انطلق من تصريح الرئيس الفرنسي هو مصالح اقتصادية ضيقة مع النظام الإيراني، فهو من الدول الأوروبية التي تعمل وتحاول التمسك باتفاق 5+1 الذي شرع البرنامج النووي وأعطى الضوء الأخضر لإيران بان تستمر في إنتاج القنبلة النووية مخالفة بذلك كل الاتفاقيات الدولية. رهان النووي وأوضح الكاتب والمحلل السياسي آل عاتي أن فرنسا ما زالت بكل آسف تراهن على التمسك بهذا الاتفاق لمصالح اقتصادية بحتة، فهي تحاول الإبقاء على كعكة الشركات الفرنسية داخل السوق الإيراني، رغم أن كبريات الشركات الفرنسية كانت أعقل من ساسة فرنسا، وذلك عندما انسحبت شركة توتال الفرنسية من السوق الإيراني إيمانا منها بان إيران باتت كرتًا قد احترق، وأن المجتمع الدولي بكامله بدأ يصطف مع أمريكا والسعودية ومع الدول المحبة للسلام والرافضة لإرهاب النظام الإيراني. وزاد: فرنسا لا تزال تتشبث بقشة من المغريات الاقتصادية التي عرضها نظام الملالي، لكنها تدرك أن هذا الاتفاق 5+1 بات اتفاقًا ساقطًا وقد بدأت الدول تلفظه تماما لأنها ادركت أن ذلك الاتفاق كان من صالح نظام الملالي. إعادة النظر ويوضح منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار اللبنانية النائب السابق فارس سعيد، في تصريح ل»اليوم» أن «هذا الكلام بعيد عن الدقة والحقيقة وأتمنى على الرئيس ماكرون وهو الرئيس المحترم ويلعب دوراً كبيراً في عملية استقرار المنطقة والشرق الأوسط أن يعيد النظر في هذا الموضوع لأن ما حصل في 4 نوفمبر يعرفه فقط الرئيس الحريري والسعودية ولا أحد ثالث يعلم ما جرى في تلك الفترة كما أننا كلبنانيين نؤكد أن للمملكة أيادي بيضاء على لبنان». مسافة واحدة ويشدد المحلل السياسي اللبناني نوفل ضو، في تصريح ل»اليوم» على أن «الموضوع يجب أن يحسم من قبل المعنيين في لبنان وأن يصدر موقف واضح من الدولة اللبنانية، لأن ما أثاره الرئيس الفرنسي ليس وجهة نظر بل هو موضوع خطير جداً، ويجب أن يأتي الرد على لسان الحكومة اللبنانية وألا يترك هذا الأمر للسجالات ولوجهات النظر، ومطلوب من الرئيس سعد الحريري توضيح هذا الامر بشكل نهائي وكامل وألا يتركه رهن الابتزاز وعمليات المزايدات السياسية أو عمليات اصطناع الأدوار». وذكر المصدر المسؤول بوزارة الخارجية أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان وتدعم دولة الرئيس الحريري بكافة الوسائل