فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نزهة في سبعة أيام
نشر في اليوم يوم 27 - 09 - 2012

في هذه الصفحة، نبحر أسبوعيًا مع كاتبنا الرشيق، نجيب الزامل، مستدعيًا يومياته، التي يلخصها لقراء (اليوم) في سبع تجارب ذهنية وفكرية، يثري بها الأفق السياسي والفلسفي والتاريخي والجغرافي والثقافي. إنها تجربة يتحمّلها الزامل وربما نتحمّلها نحن بإسقاطاتها، وتداعياتها وخلفياتها، حتى لا يكون في العقل «شيءٌ من حتى».
الأنبياءُ يبهروننا ويأخذون بمجامع قلوبنا بتجسيدهم أروع ما في الإنسانية وأجمل وأرقى ما في البشر من مشاعر الحب وتفهم ظروف ومواقف الآخرين. يشهد الله أني أحبك يا رسول الله «عيسى بن مريم» وأنت من قلت لما جاءتك خاطئة وهي «مريم المجدلية»، وأصر اليهود الذين تظاهروا أنهم معك، بفتوى رجمها لإعجازك وتحديك ، وتجمهر الناسُ يلتقطون الأحجارَ لرجمها فوقفت بينهم وبينها وقلتَ: « من كان منكم بلا خطيئةٍ فليرمها بحجر». ولمريم المجدلية في المشهد الإنجيلي دور أكبر في حياة المسيح حتى صلبه.. وشاعت أساطير مسيحية أنه تزوجها.. ولا يسع المقام هنا للشرح. إن الشعور الذي أكنّهُ لك يا نبي الله عيسى لا يفوقه إلا حبي وإعجابي بأفضل البشر، محمد صلى الله عليه وسلم. كثير من قصص بالرحمة والعدل تجعلني أشهق بالبكاء، أتوجد مثالية وعدل ورحمة كهذه في قلب بشري؟ من الحوادث التي لما تمر بذهني تفتحُ سدَّ الدموع فتجري بلا توقف، قصة المرأة الزانية التي اعترفت أمام نبينا الأكرم عن فعلها وأنها صادقة التوبة وتريد أن يحاكمها رسول الله، والقصة تعرفونها، ومؤثرة إنما المؤثر حقا أنه بعد أن كرر عليها الرسول الحبيب التأكد من الخطيئة يريد في قلبه أن يجنبها الرجم، أصرت على موقفها، وسمع الرسولُ وهو راجعٌ بعد إقامة الحد عليها رجلا يحتج بأن شيئا من دم المرأة وقع على ثوبه فنجَّسَه، فانتهره الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: « لو قُسّمت توبةُ هذه المرأة على أهل المدينة لو سعتهم.» يا الله.. ها أنا أبكي مرة أخرى.
اليوم الثاني: لو عاد لأصلح كل مشاكل العالم وحل على الدنيا السلام..
في لقاءٍ غير رسمي دعتني له جماعة في دبي وكان المدعوون كلهم غربيين من المفكرين وموظفي السوق المالية ومديري المشروعات، وغرض الجماعة ربط الصداقات مع الجاليات، والأجمل أن المنسق وصاحب الفكرة كان قد حضر أحد مؤتمرات «التوست ماستر» في فندق «موفنبك» في الخبر، وكنت المتحدث الرئيس وكانت كلمتي بعنوان «ربط الجزر المتفرقة في البحر الوطني.» وكنت أقصد الجزر الجاليات الأجنبية التي تعمل عندنا في المملكة والتي تمثل ما لا يقل عن أربعين بلدا وكيف نترابط معهم على مستوى الأفراد، ونعطيهم الصورة التي نريد أن تنتقل عنا بالعالم، وكنت أقول: لا المعارض ولا حملات الدعاية تنفع في تجميل الصورة بل الأكثر تأثيرا وتصديقا هو النقل الفردي، عندما تعود الجاليات لبلادها هنا تتكون الصورة التي ستثبت عنا. المهم أن الشاب الاماراتي – والذي يعمل ذلك تطوعا- التقط الفكرة وأقنع أحد الوجهاء بتبنيها وصار جمعٌ دوريٌ كبير «نسبيا» من الطبقة الأكثر تأثيرا في الجاليات الموجودة بالإمارات. المهم جاء الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتحدث رجل يبدو من لهجته أنه اسكتلندي وقال بما معناه فلنفرض أن نبيكم أصلح بطريقته، فعندنا مفكرون يصلحون وضرب مثالا على ذلك «جان جاك روسو» معلم أوربا معنى وقيمة الحرية. كنت على التويتر أكتب لأحبابي سلسلة اسمها «خفايا الفكر الغربي» نتعرض فيها لأخلاقيات كبار مفكري اوربا وأمريكا المسجلة والمثبتة من متفرقات وسيَر مرويّة.. وتحدثت عن مثالب «روسو» ، ولكني رديت على الرجل الاسكتلندي المتوثب وقلت: «إن فكر «جان جاك روسو» على رأسي، وكان فكره من عنده، ورسولنا يوحى إليه، على أنها نقطة لن أشغلك بها. وسألته إن كان يعلم ما كتبه ثلة من الفرنسيين والإنجليز ومحاضر البوليس المحفوظة حتى الآن عن صفات متدنية لروسو. نعم هذا الرجل تدِينُ له كل فرنسا بقيام ثورتها الشهيرة بل أني أقول زيادةً إن فرنسا حملت كلها الشعلة التي أضاءها روسو. لكن الانبياء يُقتدى أيضا وبشكل اساس بأخلاقياتهم الشخصية، وكان الرسول محمد صلوات الله عليه نقياً كما قال صاحبكم الاسكتلندي إيرت ماكمودون، وكان طاهرا كما قال الأيرلندي أوسكار وايلد، وكان أعلى من بقية البشر كما قال توينبي المؤرخ العظيم، ومن أكثر خلق الله رُقيا وطيبةً وزهداً وصدقاً وأمانة كما كتب الزعيم الهندي الهندوسي «جواهر لال نهرو» في كتابه «حديث موجز عن التاريخ». وترى أن ولا مسلم ذكر روسو بعيب أو قام بالسخرية به. بينما كان «روسو» عابثا خائنا لزوجته تيريز التي انجبت ابناءه الخمسة، وكان متمردا قاسي القلب لدرجة أنه رمى أولاده الخمسة كلهم في ملجأ الأيتام مع أنه كان رخيا ماليا عالة على المجتمع الفرنسي الذي يجاهر بالحرية له. قد يكون روسو مغيرا اجتماعيا ولكن لا يمكن ابدا أن يجاري الأنبياء بل العكس في صفاته الشخصية، ومات روسو طريدا بعد أن هرب من العدالة إلى إنجلترا، لم نعرف حتى الآن بعد عودته من منفاه الإنجليزي كيف مات بدقة، قيل أنه جُن بآخر سنواته بنقل عن روايات مع من عاش معه في مقاطعة إيمانونفيل التي اختبأ بها.. وقيل أنه مات منتحرا بعد هذيان لسنوات. ولذا فهو لا يمكن أن يصل لمصاف الصالحين، ومع ذلك لم نسبّ روسو، بل يحظى عندنا بتقدير وإعجاب، ونصفه مع المنجزين الكبار. صدق برناردشو: «لو يرجع نبي الإسلام محمد لأصلح كل مشاكل العالم وحلّ على الدنيا السلام.
اليوم الثالث:مدينة غوثام ليست مدينة الرجل الوطواط.. بل السمك الوطواط!
مدينة «غوثام» التي اشتهرت عن طريق قصص مجلات رسوم الرجل الوطواط ، وبعد ذلك بأفلام أخرجتها عاصمة صناعة السينما هوليوود، مجرد خرافة، ليست حقيقية. ولكن هناك جوثام سيتي مشهورة عند ناس معينين من عشاق أروع الجمال بالأرض، وهم غواصو أعماق البحار الكورالية. غوثام هذه هي في جزيرة من أرخبيل فيجي، وفيجي مرمية في تيه المحيط الهادي الشاسع شرق القارة الأوسترالية وشمال نيوزيلاند مشكّلة معهما ومجموعة من الأرخبيلات الأقيانوس البحري العظيم. وغوثام سيتي تتمتع بأجمل سواحل الدنيا وأروع سواحل ضحلة ومتوسطة العمق لصخور المرجان، وتداخل حيوانات الأسفنج وأسراب من ملايين الأسماك الصغيرة الملتفعة بكل الألون، مما يشكل قوس قزح بالأعماق يذهل الغواصين، حتى أن عالم البحار «جان ميشيل كوستو» دمعت عيناه من فرط نشوته بجمال قلما يراه بشر. في هذه المنطقة تُختصَر بحارُ ومحيطاتُ العالم بأحيائه البحرية وتكويناته الجرفية، يوجد به كل أنواع الحيتان من الحوت الأزرق الجبار، إلى الحوت الأحدب، وبه من ضواري الأسماك من البراكودا إلى كل أنواع اسماك القرش التي تدور في محيط حدود المنطقة الكورالية وكأنها حرس الحدود. ولا تسأل عن طعم صيده الأعجب لذة. كنت مرةً في فيجي، وكان يباع اللوبستر الجوثامي أضعاف سعر المحلي في فيجي الذي تُصطاد به مجاميع اللوبستر ولكن لا تتمتع بذائقته اللاسعة اللذة بلحمة الأبيض الهش الذي يذوب كحلوى شعر البنات، ولا سلطعون البحر «القبقب» فالجوثامي يأتي كبيرا دسما بلون وردي فاقع، وقرقعة الأرجل بلحمها الكتاني الأبيض بالأضراس متعة تعجب محبي الغذاء البحري ، كما به أنواع من الهامور الكبير المرقط بألوان مختلفة ويعملون منه في فيجي سيخا سمكيا كما يعد الأتراك والشوام لحم الشاورما.. والطعم ليس من هذه الدنيا. كل أنواع الربيان من العملاق حتى الحشو الصغير وأسماك الكنعد المختلفة وما نسميه الحمام والصافي متعة للناظرين والغواصين والآكلين. ويبقى أن الغوص هناك محظور إلا على من لديه رخصة غوص دولية مصرحة لأعماق أقلها 22 مترا، وأكثرها 46 مترا حسب الخبرة ونوع الشهادة. وتبقى أسماك غربية وفريدة ببحر اللازورد الجوثامي أسماك شرسة تشبه شكل الوطاويط حتى في سباحتها وكأنها تطير، لا يقربها الصيادون المحليون لأنها تقذف شيئا مؤلما كالسهام ويعتقد أيضا المحليون أنها تحرس كنوز أعماق البحر. يمكنك أن تطير من أي مطار بالخليج إلى سنغافورة ثم فيجي مباشرة أو عبر نيوزيلاند لتصل مطار «نادي» في فيجي، ثم تأخذ قاربا إلى جزيرة «مانا» حيث تقع جوثام سيتي برحلة بحرية تستغرق ساعتين أو بطائرة صغيرة برحلة جوية تستغرق 20 دقيقة. إن رحلة لبحر الكنوز وإبهار الجمال البحري بكوراله ومخلوقات جرفه الهائل التنوع يجعلك ترجع مؤمنا أن هذا الكوكب يجب أن يحمى من التلوث والضياع.
اليوم الرابع: كتاب: قصة من أغرب القصص بدأتها أم منحرفة، وأنهاها ابنها المحروم
من يتتبع الحركة الأدبية خصوصا الروائية في انجلترا يستغرب أن كاتبا ظهر فجأه كأنه بزغ من الأعماق، ثم عاد للأعماق ولم يخرج وهو الأديب «نايجل نيكلسون» والمتوفَّى في العام 2004م. انتشرت له قصص عدة منها كتابٌ أثار نقاشا في الأوساط النقدية عن أكثر كاتبتين جدليتين بالأدب الإنجليزي «جين أوستن» و»فرجينيا وولف». إلا أن قصته التي ارتفع شاهقا بها ثم غاب، هي قصة غرائبية عنوانها:» صورة لزواج Portrait 0f a marriage». والقصة لها قصة أغرب. بعد أن ماتت أم نايجل في العام 1962 وهي الوجيهة الاجتماعية «فيتا ساكفيل وست»، افتقدها ابنها الوحيد الذي حرم من حنانها وكان له مع أمه شئون وشجون وكأنهم الد الأعداء تارة، ومرة أقرب الأصدقاء، إلا أنه كان دوما متعلقا شغوفا بها، ولم تبادله الأم قطرة حنان، فكان حبها كله موجها لشخص آخر.. لامرأة شهيرة بالأوساط آنذاك اسمها «فيوليت تريفوسس»! ثم أن الابن نايجل راح يبحث في كل درج ومكان يخصها بالمنزل من فرط الشوق وشدة الفرقان، حتى وجد ملفا مضمخاً بالورد الجاف المعطر، ولما فتحه جحظت عيناه، فقد كانت مذكرات أمه كتبتها ولم تكملها، وصدم صدمة نفسية أدخلته مستشفى نفسياً لما علم من مذكرات أمه أنها كانت تكره زواجها وتكره أباه هارولد نيكلسون. ثم قرأ وتوجع أكثر من تعدد خيانة الأم لأبيه مع «نساء!» كثيرات منهن «فرجينيا وولف» اللي ما تستحي على وجهها، لأنها ذكرت علاقتهما الحميمة في قصة معروفة بعنوان «أورلاندو»، وكذلك تعدد خيانات الأب لأمه.. والعجيب والمقرف أن كليهما كان يخون الآخر مع نفس جنسه. على أن غرائبيات القصة لم تنته. جلس الابن «نايجل» وأكمل قصة مذكرات أمّه متلبسا روحها وشخصيتها مرة ناقدا عاتبا، ومرة مبررا متفهما، ومرة حاقدا غاضبا، وشرح العلاقات المنحرفة لأمه وكأنها من كتبت. إن «نايجل نيكلسون» يتمتع بموهبة تصويرية كتابية خارقة ويُدرّس أسلوبُه لمن يريد أن يغوص في متعة صنع الأسلوب المبهر، فلا عجب أن تكون القصة مدهشة الروعة رغم وقاحتها، وتفصح عن تهتك الوسطين الارستقراطي والثقافي في المجتمع البريطاني العالي الأنفة المُغْرِق المحافظة.. سطحيا. في العام 1990 قامت المحطة الشهيرة «بي بي سي»بتصوير الكتاب بمسلسل تلفزيوني طويل، وأعد السيناريو نايجل نفسه مع صديقته بينولوبي.. التي هجرته أيضا.. لأجل الهرب مع فتاةٍ أخرى!!
اليوم الخامس: ترجمة لقصيدة أجنبية بتصرف- سأحبكِ حبيبتي حتى يُعلَّقُ البحرُ على حبل كي يجف!
I'll love you, dear, I'll love you Till China and Africa meet, And the river jumps over the mountain And the salmon sing in the street, «I'll love till the ocean Is folded and hung up to dry And the seven stars go squawking Like geese about the sky. «The years shall run like rabbits, For in my arms I hold The Flower of the Ages, And the first love of the world. أحبك.. يا عزيزتي.. سأحبك يا غاليتي.. حتى تلتقي الصينُ بإفريقيا أحبك يا عزيزتي حتى تقفز الأنهارُ فوق الجبال، وحتى ترقص أسماكُ السلمون في قارعة الطرق.. أحبك يا غاليتي حتى يُلَفَّ المحيطُ ويعصر كالقماش، ثم يُعَلَّقُ على الحبل كي يجف. أحبكِ حتى تطلق النجومُ زعيقاً، وتتحول لتطير أسراباً من الأوز تجوبُ السماء الزمنُ معك يمرّ سريعاً .. والسنون تجري وتنط كالأرانب ولكني.. يا حبيبتي، أحمل زهرةَ الآمادِ، زهرة الحبِّ الخالد.. وفي قلبي حبُّ العالمِ الأوّل! صحّ لسانه..
اليوم السادس: كتاب: قصة من أغرب القصص بدأتها أم منحرفة، وأنهاها ابنها المحروم
من يتتبع الحركة الأدبية خصوصا الروائية في انجلترا يستغرب أن كاتبا ظهر فجأه كأنه بزغ من الأعماق، ثم عاد للأعماق ولم يخرج وهو الأديب «نايجل نيكلسون» والمتوفَّى في العام 2004م. انتشرت له قصص عدة منها كتابٌ أثار نقاشا في الأوساط النقدية عن أكثر كاتبتين جدليتين بالأدب الإنجليزي «جين أوستن» و»فرجينيا وولف». إلا أن قصته التي ارتفع شاهقا بها ثم غاب، هي قصة غرائبية عنوانها:» صورة لزواج Portrait 0f a marriage». والقصة لها قصة أغرب. بعد أن ماتت أم نايجل في العام 1962 وهي الوجيهة الاجتماعية «فيتا ساكفيل وست»، افتقدها ابنها الوحيد الذي حرم من حنانها وكان له مع أمه شئون وشجون وكأنهم الد الأعداء تارة، ومرة أقرب الأصدقاء، إلا أنه كان دوما متعلقا شغوفا بها، ولم تبادله الأم قطرة حنان، فكان حبها كله موجها لشخص آخر.. لامرأة شهيرة بالأوساط آنذاك اسمها «فيوليت تريفوسس»! ثم أن الابن نايجل راح يبحث في كل درج ومكان يخصها بالمنزل من فرط الشوق وشدة الفرقان، حتى وجد ملفا مضمخاً بالورد الجاف المعطر، ولما فتحه جحظت عيناه، فقد كانت مذكرات أمه كتبتها ولم تكملها، وصدم صدمة نفسية أدخلته مستشفى نفسياً لما علم من مذكرات أمه أنها كانت تكره زواجها وتكره أباه هارولد نيكلسون. ثم قرأ وتوجع أكثر من تعدد خيانة الأم لأبيه مع «نساء!» كثيرات منهن «فرجينيا وولف» اللي ما تستحي على وجهها، لأنها ذكرت علاقتهما الحميمة في قصة معروفة بعنوان «أورلاندو»، وكذلك تعدد خيانات الأب لأمه.. والعجيب والمقرف أن كليهما كان يخون الآخر مع نفس جنسه. على أن غرائبيات القصة لم تنته. جلس الابن «نايجل» وأكمل قصة مذكرات أمّه متلبسا روحها وشخصيتها مرة ناقدا عاتبا، ومرة مبررا متفهما، ومرة حاقدا غاضبا، وشرح العلاقات المنحرفة لأمه وكأنها من كتبت. إن «نايجل نيكلسون» يتمتع بموهبة تصويرية كتابية خارقة ويُدرّس أسلوبُه لمن يريد أن يغوص في متعة صنع الأسلوب المبهر، فلا عجب أن تكون القصة مدهشة الروعة رغم وقاحتها، وتفصح عن تهتك الوسطين الارستقراطي والثقافي في المجتمع البريطاني العالي الأنفة المُغْرِق المحافظة.. سطحيا. في العام 1990 قامت المحطة الشهيرة «بي بي سي»بتصوير الكتاب بمسلسل تلفزيوني طويل، وأعد السيناريو نايجل نفسه مع صديقته بينولوبي.. التي هجرته أيضا.. لأجل الهرب مع فتاةٍ أخرى!!
اليوم السابع: غموض الوجود
«أليكس ريكس ساندج» العالم الفلكي والفيزائي الرياضي الذي رحل في العام 2010م من أعظم رجال العلم بزماننا، وهو أول من حدد بدقة نسبية عمر الكون، يقول متحدثاًعن الإيمان بعد نكران:» إنه علمي العميق الذي قادني إلى إدراك مدى تعقيد العالم تعقيدا لا يمكن لأي علم أن يفسره نهائيا. مستحيل! فقط عبر الإيمان الرباني استطعتُ أن أفهم غموض الوجود.»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.