إطلاق جامعة طيبة لمعرض "مكين" الهندسي    سمو محافظ الطائف يرعى حفل افتتاح المجمع القرآني التعليمي النسائي    قمة عادية.. في ظرف استثنائي    الأهلي يتحدى الهلال والاتحاد يبحث عن «النصر»    الاتحاد في مأزق الخليج.. نقاط الأمان تشعل مواجهة الوحدة والرائد    «عكاظ» تنشر الترتيبات التنظيمية للهيئة السعودية للمياه    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    برعاية ولي العهد.. انطلاق الملتقى العربي لمكافحة الفساد والتحريات المالية    صفُّ الواهمين    «الصحة» تدعو حجاج الداخل لاستكمال جرعات التطعيمات    نريدها قمة القرارات لا التوصيات    مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأمن المجتمعي    71 فناناً وفنانة في معرض «كروما» بجدة    حل وسط مع الوزراء !    محاولة يائسة لاغتيال الشخصية السعودية !    معاً لمستقبل عظيم !    أمير تبوك: ليالي الحصاد والتخرج من أسعد الليالي التي أحضرها لتخريج أبنائي وبناتي    «هاتريك» غريزمان تقود أتلتيكو مدريد للفوز على خيتافي في الدوري الإسباني    استمرار الجسر الجوي الإغاثي إلى غزة    «الحر» يقتل 150 ألف شخص سنوياً    دعوة عربية لمجلس الأمن باتخاد إجراءات سريعة توقف العدوان الإسرائيلي    شتلات شارع الفن    خارطة طريق سعودية - أميركية للتعاون في مجال الطاقة    السعودية مثال يُقتدى    في قمة مواجهات الجولة 32 من «روشن».. ديربي الرياض بروفة نارية لنهائي كأس الملك    توثيق من نوع آخر    خطوة جادة نحو رؤية وزارة الرياضة    القيادة تهنئ رئيس الباراغواي ورئيس وزراء سنغافورة    «حلبة النار»… النزال الأهم في تاريخ الملاكمة    معرض"سيريدو العقاري"أحدث المشاريع السكنية للمواطنين    تعزيز التعاون العدلي مع فرنسا وأستراليا    باكوبن والدقيل يزفون المهندس محمد    عبدالملك الزهراني ينال البكالوريوس    وزير الاستثمار: الاقتصاد السعودي الأسرع نموا وجاذبية    طريق الأمير محمد بن سلمان.. أهم مسار لتنقل الحجاج    خادم الحرمين الشريفين يصدر عددا من الأوامر الملكية    السفير الإيراني يزور «الرياض»    إنتاج الصقور في الحدود الشمالية    "الدرعية" تُعزز شراكاتها الاقتصادية والسياحية    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    السلطات الفرنسية تطارد «الذبابة»    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    سقيا الحاج    بوتين يصل إلى الصين في زيارة «دولة» تستمر يومين    « سعود الطبية»: زراعة PEEK لمريض عانى من كسور الجبهة    لقاح جديد ضد حمى الضنك    مختصون يدعون للحدّ من مخاطر المنصّات وتقوية الثقة في النفس.. المقارنة بمشاهيرالتواصل الاجتماعي معركة خاسرة    5 منافذ في الشرقية تستعد لاستقبال الحجاج    «نافس».. منافع لا تحصى لقياس الأداء التعليمي    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في سباق للمجد.. الجمعة    المزروع يشكر القيادة بمناسبة ترقيته للمرتبة 14    نائب أمير الشرقية يستقبل منتسبي "طويق"    رئيس جمهورية المالديف يُغادر جدة    وزير العدل يلتقي رئيس المجلس الدستوري في فرنسا    «النيابة»: باشرنا 15,500 قضية صلح جنائي أسري.. انتهاء 8 آلاف منها صلحاً    أمير تبوك يثمن للبروفيسور " العطوي " إهدائه لجامعة تبوك مكتبته الخاصة    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج 2374 طالباً وطالبة من «كاساو»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول خليجية مساعدة لأمين الجامعة العربية: المرأة مظلومة عربياً
نشر في اليوم يوم 25 - 09 - 2012

طيلة قرابة 70 دقيقة في الطريق من مصر الجديدة إلى مبنى جامعة الدول العربية، احترت في نوعية الأسئلة التي سأوجهها لأرفع امرأة عربية منصباً في المبنى العتيق على كورتيش النيل، والمطل على ساحة ميدان التحرير. دارت في ذهني مقارنة بين الميدان الشهير الذي أصبح أكبر رمز للتغيير في مصر، وربما العالم العربي، وبين المبنى الذي بلا شك يعج بحركة تغيير وتطوير هائلة، وإن كانت الصورة الذهنية عنه جامدة وبيروقراطية.. وربما تتسم بالسلبية. قبل أيام جاءني صوت السفيرة فائقة بنت سعيد الصالح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية، موافقة على الحوار معها، ورغم أني وصلت قبل موعدي، إلا أنه كان يشغلني جداً، كيف سأدير حواراً مع سيدة بهذا المنصب الرفيع، الذي يعد مكسباً هائلاً لبلدها البحرين أولاً، ثم لمنطقة الخليج العربي ثانياً، ثم للمرأة العربية عموماً. في المصعد، بانتظار الوصول للطابق السابع، كان يشغلني خطورة المنصب، الذي يضم أخطر الملفات العربية التي تطل على ميدان التحرير، من الميدان انطلقت شرارة التغيير بشعارات اجتماعية، وهي غير سياسية بالمرة، وعلى بعد أقل من 100 متر، كانت الغرفة شديدة البساطة، التي تضم المسؤولة الأهم عن هذا الملف الشائك اجتماعياً. أذهلتني حرارة الاستقبال ودفئه، وحرصت الأمين العام المساعد على شرح فكرتها ببساطة وثقة وقدرة على إحداث التغيير، ثم التواضع الجم، والتأكيد على قدرة المرأة العربية عامة، والخليجية خاصة على قيادة دفة العمل بما يناسب طبيعة المرحلة الراهنة، والحديث الصريح والواضح دون لف أو دوران، حتى أن ابتسامتها أخجلتني وأنا أوجه لها أسئلة حادة أو انتقادات عملية.
السفيرة فائقة الصالح، أكدت اعتزازها بدورها، واستعدادها لخدمة بلدها في أي موقع، متجشمة عناء الغربة والابتعاد عن الوطن، وأصرت على أن مسيرة المرأة في منطقة الخليج لا علاقة لها بالإرادة السياسية التي هي موجودة فعلاً، ولكنها نتيجة ظروف اجتماعية، وأن هذه المسيرة ستنتهي بالتفهم والثقة.
اعترفت السفيرة الصالح بالعجز عن تقديم الدعم المباشر في الأزمات العربية الراهنة، خاصة الوضع السوري، وأشفقت على الأطفال السوريين الذين يضيع عامهم الثاني بلا دراسة، وتحدثت وإن كان بمرارة عن الأوضاع العربية الصعبة، التي تعوق التنمية، إلا أنها بدت واثقة من تحقيق 80 بالمائة من خططها وأفكارها خلال فترة منصبها المقررة ب5 سنوات، واعترفت أيضاً بأن المرأة مظلومة عربياً، من حيث الجهل والتعليم والعنف الأسري، داعية لمعالجة هذا الخلل بأسرع وقت، لأنه لا يصح أن يظل نصف المجتمع تحت المعاناة ثم نطلب النهوض والتنمية.
ونوّهت أيضاً بالمشاريع الإصلاحية في بعض الدول العربية، وقالت إن جلالة ملك مملكة البحرين يقود مشروعاً استثنائياً للتحديث والتطوير في كافة المجالات الاجتماعية والتشريعية والحكومية، في المملكة، وأضافت أن أي مشروع نهضوي بحاجة إلى وقت لنرى ثماره، ويكون نابعاً من الاحتياجات الفعلية للمجتمع وليس وفق إملاءات خارجية. (اليوم) التقت بالصالح.. ليكون هذا الحوار:
شكر وتقدير
 أرحب بك على صفحات (اليوم).. هل من كلمة في البداية؟
أشكر لكم هذه الفرصة، ودعني أتحدث كبحرينية وخليجية على صفحات جريدتكم السعودية، التي نرتبط بها في البحرين ارتباطا شعبيا وحكوميا هو الأوثق على مر التاريخ، وأجدها فرصة لأشكر قياداتنا الخليجية وعلى رأسها السعودية والبحرين على دعمهما لكل ما فيه خير أمتنا، وأرجو أن تنقل تقديري لصحيفتكم ولسعادة رئيس التحرير على إتاحة هذه الفرصة الطيبة لي لأكون ضيفة عليكم.
مواطنة عربية
 سؤالي التقليدي الأول.. من هي فائقة سعيد الصالح؟
(تبتسم بنقاء ثم تجيب): مواطنة عربية الانتماء، خليجية الجذور.. بحرينية الأصول، رشحتني بلادي لمنصب الأمين العام المساعد، الحمد لله حظيت البحرين بهذا المنصب من خلال مجلس الجامعة الذى جرى فى 5 سبتمبر الجاري، وتبوأ هذا المنصب ليس مقصدا شخصيا لي بقدر ما هو مقصد للبحرين التى لأول مرة تحصل عليه بتأييد 21 دولة عربية فى مجلس الجامعة من خلال مجلس وزراء الخارجية الذين أيدوا البحرين، وقبل تبوئى هذا المنصب بأربعة أعوام كنت مستشار الامين العام للجامعة، وبدأت عملي مع عمرو موسى وواصلت مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي، وكنت مديرة إدارة التعليم والبحث العلمى وتم تكليفى لمدة 3 سنوات بمهام المجلس الاقتصادى والاجتماعى، أى كان لدي مهام عديدة فى الجامعة وتعلمت في السنوات الأربع الماضية دروسا كثيرة واستفدت، وقبل ان آتي للجامعة كنت فى منصب وكيل مساعد فى وزراة التربية والتعليم البحرينية فى مجال التخطيط والمعلومات، كما عملت فى مجالات مختلفة أغلبها بالتحطيط والمعلومات وهذا بشكل عام.
أول خليجية
 باعتبارك اول خليجية تتبوأ هذا المنصب.. الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية.. ما مشاعرك كامرأة؟
هو اولاً شعور بالفخر بأن استطاعت المرأة الخليجية ان تنطلق للأمام، على المستوى الوطنى حققت الكثير، ولكن نحن بحاجة الى الانطلاق إلى المستوى الإقليمي والدولي، لدينا في البحرين، سابقة مهمة، الشيخة هيا آل خليفة تبوأت منصب أول سفيرة فى الأمم المتحدة، وبالنسبة لى كانت الجامعة العربية ثاني امرأة بحرينية فى منصب اقليميى ودولي، شعوري هو السعادة الغامرة ليس لشخصى ولكن لمنطقة الخليج ولوطني البحرين، هذا المكسب هو مكسب للجميع، مما يدل على اهتمام قيادتنا فى دول مجلس التعاون ومملكة البحرين بدور المرأة وقناعتهم بأن المرأة تستطيع ان تصل إلى مناصب اتخاذ القرارات ليست على المستوى الوطنى فقط بل على المستوى العربي والإقليمى خاصة فى هذه المرحلة الصعبة، وأتطلع إلى تحقيق الكثير من الأمور.
مسيرة المرأة
 باعتبار هذه التجربة الثانية.. كيف ترين مسيرة المرأة الخليجية وهل بالإمكان فتح آفاق جديدة أخرى؟
هناك آمال كبيرة، وانا مقتنعة تماماً بأن المشكلة لا تتعلق بالإرادة السياسية فى دولنا الخليجية، المرأة تحتاج الجرأة والثقة، واقتناعها بأنها قادرة على ان تنطلق إقليمياً ودولياً، وعلى مستوى دول الخليج بصفة عامة، كم أكون سعيدة بمشاركة النساء فى مجلس الجامعة والمجلس الاقتصادي الاجتماعي، ومن الجميل أن تتجه المرأة لهذا الجانب، ولكنها تحتاج إلى التوسع أكثر، من جانب الكم هناك عدد قليل من النساء الخليجيات، في الجامعة العربية فقط انا الأمين العام المساعد ولدينا مديرة واحدة من الإمارات ونحتاج إلى تمثيل أكبر.
قضية مجتمعية
 أفهم منك أنك تلومين المرأة لا الإرادة السياسية؟
لا أحبذ كلمة لوم، انا اتكلم عن ضرورة أن تكون لدى المرأة الجرأة، ولكن ظروف المجتمع ربما تتعارض، بعض النساء العربيات ليس لديهن تطلعات على المستوى الإقليمي والدولي مع أنهن يقدمن التضيحات، لكن تفهم الرجل بأن المرأة تستطيع السفر والمشاركة قضية مجتمعية، الإرادة السياسية موجودة، ولكن علينا أن نتفهم أن التنمية تحتاج إلى دور الرجل والمرأة فهناك رجال يشجعون نساءهم على السفر والعيش بالخارج، والثقة بها، المسألة إذا تعتمد على البيئة المحلية، والدور المجتمعي هو الذي يخلق التشجيع والحافر، عن نفسي لقيت كل التشجيع من الأسرة صدقني أنا لست غريبة عن مصر ولكن بعيدة عن وطنى وأهلي، فتفكيرى في خدمة وطني، وأنا اخدم بلدي في اى مكان أراه مناسباً، وأي منصب يشرف هذا البلد فى اى مكان مستعدة للهجرة إليه.
مظلومة عربياً
 ما رأيك في أقوال بأن المرأة مظلومة عربياً، من حيث الجهل والتعليم والعنف الأسرى.. كيف ترين وضع المرأة عربياً؟
هذا صحيح.. مع الأسف نسبة كبيرة من النساء العربيات يعانين من الأمية، واعتبر ذلك من أهم القضايا التي نعاني منها، لأننا إذا قضينا على أمية المرأة تطور الوضع بداية من الطفل إلى المجتمع كله، حتى صحياً وفكرياً وثقافياً ونفسياً، فالمرأة الجاهلة لا تهتم بصحتها وصحة اطفالها وتكثر الأمراض والعلل، نحن كقطاع اجتماعى أعطينا هذا الجانب أهمية قصوى، فلدينا إدارة للمرأة فى هذا القطاع وأنا مسؤولة عنه ونعمل بالتعاون مع المنظمة العربية للمرأة لمحو امية المرأة العربية.
ملفات كثيرة
 باعتبارك مسؤولة عن هذا القطاع الخطير.. ما جهودكم لتحقيق ذلك؟
هناك ملفات كثيرة وحساسة تتعلق بالمرأة والطفل، والصحة، والشباب والتعليم والهجرة والمغتربين والثقافة وحقوق الإنسان، وهي محل اهتمامنا وتركيزنا، دعنا نعترف أن المرأة كمحور أساسي فى تقاطع مع كل العناصر، نهتم بالنهوض بالمرأة وبكل جدية ونشاط سواء مع المنظمات العربية المتخصصة أو الدولية كالأمم المتحدة، وأخيرا كنا فى اجتماع فى فيينا حول التعاون ما بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظماتها، وعرضنا مشاريع مشتركة للنهوض بالمرأة العربية فى كافة المجالات مثل العنف الأسرى والصحة والتعليم وغيرها.. صدقني لن نستطيع ان نقوم بالعمل منفردين بدون وجود جهات داعمة أخرى مثل الأمم المتحدة ومنظمة المرأة العربية التى تعتبر حديثة العهد انشئت فى 2001 استطاعت فى 11 سنة إنجاز الكثير.
وهنا أسجل تقديري لصاحبة السمو الاميرة سبيكة زوجة جلالة ملك مملكة البحرين، لدورها في تشجيع وتدعيم المرأة البحرينية للدخول فى معترك العمل الإقليمى والدولي.
اتهامات عديدة
 هناك اتهامات كثيرة للجامعة... بأنها تحمل أخطاء غيرها، وهي كمنظمة ليس لديها قرارات توافق تطلعات الشعوب التي لا تعرف عنها؟
جزء من كلامك صحيح، قبل أن آتي للجامعة كانت معلوماتي عنها مختلفة تماماً، اكتشفت أننا نعمل ولا احد يعرف عنا شيئاً، ولا اعرف هل هو خلل إعلامي أم ماذا؟ لكن الواضح، أن كثيرين لا يعرفون وقد يكون خطأ اننا نعمل فى صمت، هدفنا هو المواطن العربي، صحيح أن هناك خطوات وإجراءات نقوم بها كأمانة عامة، لكن دائماً الدول هى سيدة القرارات وليست الامانة العامة، حتى أنشطتنا لا نتخذها بمعزل عن الدول.
الشعوب للأسف لا تشعر بما نقوم به، هذا كان فى السابق، لسنا نحن الذين شعرنا فقط، ولكن القادة انفسهم شعروا بذلك، ولهذا السبب جاء مقترح من سمو أمير دولة الكويت فى قمة دمشق 2008، بأن تعقد قمة اقتصادية تنموية اجتماعية، لأن هذه هي القضايا التى تهم الشارع، القمم العادية موضوعاتها سياسية، والقضايا السياسية جانب، ولكن أين المواطن العربي من ذلك، لذلك تم الاتفاق على عقد قمة خاصة كل سنتين، الأولى عقدت فى الكويت فى 2009 والثانية فى شرم الشيخ 2011، وهناك تحضيرات للقمة الثالثة في الرياض عام 2013، ومن ابرز المشاريع التي تناولتها القمتان السابقتان مبادرة أمير دولة الكويت لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب العديد من المشروعات التنموية الأخرى مثل مشروع الربط البرى والسكك الحديدى والربط الكهربائي، ولكن أى مشروع لا يتم بين يوم وليلة، ولكنه يأخذ زمناً من الوقت. ولقد بدأنا بوضع تقارير حول كل قرار صدر فى القمتين السابقتين، من حيث الإنجازات والمعوقات وإيجاد الحلول ليتم تقديمها أمام القادة لإصدار القرارات بشأنها.
وفي الشأن الاجتماعى لدينا مشروعان للعرض على قمة الرياض 2013، الأول حول الأهداف التنموية الألفية، والتي يهدف إلى تحقيقها بحلول عام 2015، علماً بصعوبة تحقيق ذلك الآن فى الدول العربية فى ظل هذه الظروف التى نمر بها جميعاً، ولكن هناك دولا عربية حققت الكثير، ولكن نحن يهمنا الجميع وليس فقط مجموعة، ونقوم بدراسة ما بعد 2015، فهذا موضوع حساس ونتمنى ان نكون حققنا شيئاً.
لدينا أيضاً موضوع في غاية الأهمية حول الأمراض غير المعدية، والذي يعني بالوضع الصحي للمواطن العربي، لأننا في عصر كثرت فيه الامراض من سكر وقلب وضغط الدم، وهذه أمراض تحتاج إلى وقاية، نسبة كبيرة من حالات الوفيات التى تحدث فى وطننا العربي نتيجة هذه الامراض، نحن نتحدث عن شباب صغير مقبل على الحياة يموتون نتيجة هذه الأمراض، فكيف نقيهم، وموضوع الصحة والصحة الاولية مهم جداً، وسوف نفتح هذ الموضوع فى قمة الرياض ليتخذ القرار المناسب بشأنه.
.. والربيع العربي؟
 أعرف خطورة موقعك، الذي أعتقد أنه يتعلق بأخطر ملف عربي يتعلق بالشعوب.. بل يمكن أن يكون سبباً فيما يُعرف بثورات الربيع العربي الذى قام على 3 محاور.. اثنان منها كانا الفقر والبطالة.. كيف ترين ذلك؟
معك حق.. بالرغم من أنه لدينا إدارة للصحة والمساعدات الإنسانية، إلا أننا مسؤولون عن الجانب الاجتماعى والإنساني، مثلما حدث فى ليبيا وسوريا، أكثر دولتين شعرنا بفظاعة ما حدث فيهما، الجانب السياسي شق آخر ومسؤولية دول. ولكن من الجانب الإنسانى، هناك حملات ووفد من الجامعة قام بزيارة ليبيا وقدم ما يمكن من مساعدة ووضع الحلول، فالفترة الانتقالية هناك صعبة وبحاجة إلى إعادة تأهيل للتحول الديمقراطى، وجامعة الدول العربية مستمرة فى تقديم هذا الدعم، أما بالنسبة إلى سوريا، فسنقوم قريبا بزيارة المخيمات السورية على الحدود مع الأردن، وبما أن الأطفال هم اكثر المتضررين وهم مقبلون على عام دراسي، ضاعت سنة من عمرهم كدراسة وستضيع سنة مجدداً، لذا نحاول القيام بهذه الزيارة للوقوف على اوضاعهم وتقديم ما يمكن بالتعاون مع منظمات أخرى، هناك أكثر من 15 ألف طفل فى مخيمات الأردن فقط، فما بال البقية بالحدود مع لبنان والعراق.
مساعدات إنسانية
 معالي الأمين العام المساعد.. تتحدثين عن زيارات وتفقد وتضامن.. هل تعتقدين ان هذا يكفي..؟
بالطبع لا.. لكني أتكلم عن دورنا كقطاع اجتماعى، اما عن الجامعة فهناك تحركات واسعة، كل قطاع له دور، انا دورى فى جانب المساعدات الإنسانية فى نطاق التنمية الاجتماعية، مع الأسف كجامعة لا نستطيع الوصول إلى موقع الحدث بسبب الظروف التي تعرفها جيداً، والتي لا تسمح بأن نكون فى موقع الحدث للمتابعة وتقديم ما يمكن تقديمه.
خلال فترة عمل المراقبين، كل الدول العربية شكلت وفوداً ذهبت إلى دمشق وكل مناطق سوريا، ثم اضطروا للمغادرة قياساً بالظروف الصعبة، ولو هناك فرصة لتقديم المساعدات فى الداخل بالتأكيد لن يتردد الامين العام لإرسال أى بعثات فى هذ الجانب. الان نحن فى وضع معقد، حتى الأمم المتحدة فى كل مرة تصدر قرارات لكن الحل الجذرى مازال مع مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي لإيجاد مخرج، لن نقف مكتوفي الأيدى طالما نشعر ان هناك فئة سواء من الأطفال والنساء وغيرهم نتركهم ونركز على الداخل على الأقل هم فى الخارج يمكننا تقديم دعم لهم، زيارة واحدة لا تكفى ولكن الزيارة الأولى بمثابة زيارة تفقدية من الجانب الإنساني، وهناك خطط أخرى تتعلق بكيفية توصيل المعونة للشعب البائس، وأتمنى انه فى اسرع وقت ممكن تنتهى هذه الازمة بأقل عدد من الشهداء وإراقة الدماء، لأننا أصبحنا فى وضع كارثي بكل المعايير.
إدارة أزمات
 أفهم من ذلك، أنكم تنتظرون كارثة لتتحركوا، أليست لديكم خطط استباقية لإدارة الازمات وقراءة ما يمكن أن يحدث ومن ثم التعامل؟
ربما يكون معك حق، لكن للعلم قبل أقل من سنة أنشئت إدارة الازمات، ليس لموضوع سوريا او للثورات فقط ولكنها بشكل عام لكافة الأزمات حتى للكوارث الطبيعية العادية أيضاً كالزلازل وغيرها، وهذه الإدارة حديثة الولادة ولكن لديها رؤية ان تكون مرصداً لجميع الاحداث وتتأهب قبل حدوثه كى تتحرك بحرفية، وهذا دور الإدارة التى توضح للامين العام مجمل الأمور حتى يتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
صراحة نحتاج إلى وقت، لنفكر فى التنمية وتنمية انفسنا اجتماعياً لننهض، طالما هناك مشاكل بحجم هذه المشاكل سنكون متخلفين.
مشاريع إصلاحية
 باعتبارك تمسكين بالملف الاجتماعي.. الذي يعد الأخطر، كيف ننهض اجتماعيا واقتصاديا؟
بالإصلاح.. فى اعتقادى، ان هناك عدداً من الدول بدأت بمشاريع إصلاحية مهمة، البحرين، مثلاً بدأت بمشروع إصلاحى رائع، ولكن تحقيقه يكون على خطوات فملك البحرين يقود مشروعاً استثنائياً للتحديث والتطوير في كافة المجالات الاجتماعية والتشريعية والحكومية، فقط علينا أن نعترف أن أي مشروع نهضوي بحاجة إلى وقت لنرى ثماره، ويكون نابعاً من الاحتياجات الفعلية للمجتمع وليس وفق إملاءات خارجية. علينا أيضاً تشجيع التآلف بين الشعوب العربية، بحيث يكون من أولوياتنا، تنمية مجتمعنا اجتماعياً واقتصادياً، شعوبنا العربية من أذكى الشعوب، وعندها القدرة على النهوض ولكن هناك مؤمرات خارجية حتى نبقى مكانك سر، ويجب ان نكون أكثر ذكاء، ونستمر فى تطوير أنفسنا اقتصادياً واجتماعياً.
مشكلة الطفولة
 .. وماذا عن الطفولة؟
عملياً.. لدينا إدارة خاصة بالطفولة، وتهتم بقضايا الأطفال خاصة فى هذه الفترة، التي نعاني فيها من مشاكل جمّة، مثل مشكلة الأساءة للاطفال واستغلالهم، وأطفال الشوارع والتسرب من التعليم وعدم اهتمام ولي الامر بتعليم ابنه، كل ذلك مرتبط بالفقر، فمثلا فى الفلاحين يشتغل الطفل حتى يتغذى بدلاً من أن يتعلم، وهكذا الحلقة متواصلة، هناك الكثير من المشاريع التى نحاول ان نقدمها للأطفال، نحن في الجامعة العربية نعتمد على الدول بالأساس، نضع تصوراً ونقترح برامج ومشاريع ودور الدول ان تتبنى ذلك، ونسعى ان نكون بيت خبرة من خلال المنظمات العربية المتخصصة، التي تقدم المساعدة للدول التى تحتاج إلى العون في مجال رعاية الأطفال.
نعم ولكن؟
 بصراحة.. هل تعتقدين أنكم نجحتم؟
لا يوجد نجاح 100 بالمائة، ولكننا استطعنا من خلال مراقبة الأوضاع معرفة ما يعانيه الأطفال، خاصة في ظروف كتلك التي تمر بها الدول العربية، احيانا نفشل نتيجة هذه الظروف، بالذات فى سوريا.
 هل هذا اعتراف بالفشل؟
لا هذا ليس بشكل عام طبعاً، انا اتكلم عن فشل فى موضوع الأطفال فى سوريا.
يونيسيف عربي!
 عفواً.. لكن الجامعة العربية كأكبر منظمة عاجزة.. وفشلت فى إنشاء حتى يونسيف عربي؟ حضرتك الامين العام المساعد للشؤون الاجتماعية.. وتتحملين مسؤولية اخطر محور لمدة 20 سنة قادمة.
لا لا.. الأحكام لا تكون هكذا.. حتى تتعرف على نظام الجامعة تجد الوضع مختلفاً. اليونسيف منظمة من المنظمات الأممية، لدينا مجلس وزراء الشئون الاجتماعية والامانة الفنية لهذا المجلس فى الامانة العامة، وقضايا المجلس مثل اليونسيف، الهدف واحد، والمسميات مختلفة.
غير صحيح
 ولكن منظمة ك»الأونروا» تقدم إغاثات ومعونات، وتفتتح مدارس نعرفها جميعاً، ولم نسمع عن مدرسة واحدة افتتحتها مؤسسة تابعة للجامعة العربية؟
للتصحيح فقط.. هناك مدارس أنشأتها دول عربية وهي أعضاء فى الجامعة.
 صحيح، ولكنها مدارس باسم دول، وتتبعها، ولكن لم أسمع عن مدرسة واحدة تابعة للجامعة العربية، وصححي لي إذا كنت مخطئاً.
أول شيء، نحن لا نكرر ما يحدث فى الامم المتحدة، فهناك مكتب إقليميى فى اليونسيف موجود بالفعل، وذكرنا انه كان هناك اجتماع تنسيقي وتكاملي بين منظمات الأمم المتحدة والجامعة حتى لا نعمل بمعزل عنهم او العكس، فهم لديهم التمويل الكافي، وهناك مشاريع تقوم بها الجامعة بتمويل من اليونسيف، فهناك اتفاقية تعاون بين الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة والجامعة ومنظماتها المتخصصة نعمل سوياً مع بعضنا البعض، القضية ليست تنافسا إذ كان هناك منظمة تقوم بهذا العمل فما الفائدة من عمل منظمة اخرى تنافسها؟
ليس معنى ان كل منظمة موجودة بحاجة إلى عمل منافسة معها طالما ان هناك تنسيقا وعملا مشتركا، وقبل ان تفكر فى إنشاء منظمة يجب ان نفكر فى فاعلية هذه المنظمة، فليس بالضرورة زيادة عددها كى نجد مائة منظمة بدون فاعلية. ومستقبلاً قد يكون هناك منظمة للطفولة ولكن بحاجة إلى دور فاعل وليس فقط مسمى منظمة عربية للطفولة تعجز عن تقديم أى شيء. وهناك الكثير من المنظمات فقط مجرد اسم.
صدقني.. خلال السنوات الاخيرة، هناك تطور فى تحركات الجامعة بشكل عام.
مرحلة تطوير
 ما خططكم المستقبلية؟
اول شيء بالنسبة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية فهي حالياً فى مرحلة تطوير العمل العربي المشترك، وهذا بقرار قمة سابقة (قمة بغداد) حيث تم تكليف الامين العام بذلك، وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض، ونحن فى مرحلة تطوير هيكلية الامانة والإطار العام للهيكلة استطيع ان اقول ان 99% انتهى، وننتظر قرار الامين العام، وقد يكون هناك تغيير فى بعض الإدارات وعملنا يتركز فى وضع رؤية واضحة ومهام جديدة نتولناها فى ظل الظروف التى تشهدها الدول العربية، فهناك أمور حدثت تتطلب إعادة النظر فى طريقة العمل، وسيتم النظر فيها من خلال لجنة داخلية والتوصيف الوظيفي لكل المهام، ونحن كما قلت فى مرحلة بناء هيكل جديد وعلى أساسه سيكون هناك خطط خماسية لعمل القطاع ككل بما فيه مراعاة أى ازمة او حدث يحصل فى وطننا العربي وكيفية معالجته بطريقة او بأخرى.
طموحي الشخصي
 فائقة الصالح.. البحريينية.. الخليجية.. العربية.. ما طموحك الشخصي؟
طموحى فى منصبي كأمين عام مساعد للشؤون الاجتماعية، فكما تعلم منصبي سيكون لمدة 5 سنوات، آمل أن اضع الخطة الخماسية للقطاع ومن خلالها اتمنى بنهاية الخمس سنوات ان استطيع تحقيق 80 بالمائة من أهداف الخطة، واعتقد انه سيكون جيدا جداً فى ظل هذه الظروف، والاهداف التى سأضعها فى إطار الخطة لن تكون خيالية بحكم ادراكي للواقع العربي وإمكانيتنا، اى سأكون معقولة فى أهدافي لتحقيق المرجو منها، وأن نعمل كفريق عمل واحد نعمل بيد واحدة وأن تكون رؤيتنا لمصلحة شعوبنا العربية وهذا دين على رقبتنا ومنصبنا ليس للوجاهة.
كلمة أخيرة
 ماذا تقولين للمرأة الخليجية والمرأة العربية؟
أحييها وأهنئها على الجهد والعمل الذى تبذله فى منطقة الخليج، وأشجع المرأة لان عندها من المقومات الكثيرة التى تستطيع ان تبذلها لخدمة مجتمعها ووطنها.. ولا تقل بأي حال عن شقيقها الرجل، علينا أن نفهم أن العملية ليست تنافسية بين المرأة والرجل، ولكنها تكاملية، إذا فهمنا ذلك، تغيرت العديد من الصور الذهنية الاجتماعية لدينا.
أقول للمرأة العربية، في البحرين والسعودية والخليج ومصر وجميع الدول العربية، إن التاريخ يكتب من جديد بالثقة وليس بالمؤامرة، بالطموح وليس بالخمول، وما تحقق نسوياً في منطقتنا الخليجية أصبح فخراً لنا جميعاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.