لقد أثارت الارتفاعات الأخيرة التي شهدتها سوق الأسهم مؤخرا تساؤلا عريضا على ألسنة المتعاملين وهو هل هذه الارتفاعات المتتابعة بالسوق أتت استجابة وتفاعلا مع النتائج المالية للشركات للعام المنصرم والتي كانت في المجمل إيجابية للغاية، أم أنها في الواقع جاءت نتيجة دخول سيولة ساخنة مضاربية كانت موجهة للقطاع العقاري طيلة الفترة الماضية!! حيث واصل المؤشر العام للسوق صعوده للأسبوع الرابع على التوالي، إذ اختتم تعاملاته الأسبوعية فوق مستوى ال 6800 نقطة وذلك لأول مرة منذ مايقارب العامين!! الواقع أنه من خلال المتابعة الدقيقة لمجريات تداولات سوق الأسهم السعودية خلال الأشهرالماضية، نلاحظ إغفال البعد الاستثماري والعقلاني في التعاطي مع سوق الأسهم السعودية وتغليب خيار المضاربة من قبل مختلف أطياف المتعاملين بالسوق وذلك لأسباب عدة قد لا يتسع المقام هنا لذكرها والتي من أهمها فقدان الثقة بآليات ومعطيات السوق!! حتى أصبحت أسعار أسهم معظم شركات السوق تتحدد ليس بناء على آليات وقوى الطلب والعرض الطبيعية بل بناء على آليات مصطنعة ومفتعلة من قبل مجموعة من المضاربين، وذلك من خلال ظاهرة وثقافة الاحتواء المنظم لأسهم شركات منتقاة وبالتالي تحديد أسعار تلك الأسهم وفقا لأهداف مضاربية بحتة بعيدة عن قوى العرض والطلب. نلاحظ إغفال البعد الاستثماري والعقلاني في التعاطي مع سوق الأسهم السعودية وتغليب خيار المضاربة من قبل مختلف أطياف المتعاملين بالسوق. والواقع أن غياب وترهل الأنظمة الصارمة على مجريات السوق من قبل الجهات الرقابية والإشرافية بسبب عدم تطبيق الأنظمة الرقابية اللازمة وتفعيل معاييرالإفصاح والشفافية الآنية والمستمرة حول واقع ومستقبل شركات السوق حيث لايكفي فقظ إظهارنتائج ربعية باهتة وغيرمدققة بشكل كامل ومن ثم ركون شركات السوق في سبات طويل حتى ظهورالنتائج المالية المراجعة والمدققة في نهاية العام، قد أوجد أرضية خصبة لقيام مثل تلك الممارسات!! كل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها قد جعلت معظم المتعاملين يتبنون إستراتيجية المضاربة بدلا من خيار الأستثمار طويل المدى والذي من المفترض أن تكون من محدداته قوة المركز المالي للشركة وتميز إدارتها ونتائجها المالية. وعليه أصبحنا نلاحظ أن قيم المؤشرالعام وأسعارأسهم شركات السوق لاتستطيع أن تحافظ على مكاسبها بعد كل ارتفاع لفترة أكثر من يومي أو ثلاثة أيام تداول كحد أقصى بخلاف ما كان عليه الحال قبل الانخفاض الكبير في نهاية شهر فبراير من العام 2006. حيث كنا نلاحظ أنه بعد كل ارتداد إيجابي ما نلبث أن نرى موجة من عمليات جني الأرباح السريعة وكأن الجميع لم يعد يثق بما يمكن أن يحمله السوق في قادم الأيام من أخبار أو محفزات. لذا أصبح الجميع يتساءل هل الارتفاعات الأخيرة والمتتالية التي شهدتها السوق تعكس مؤشرات انفراج إيجابية أم أن ظاهرة التبعية في التعاطي مع السوق لا تزال تلوح في الأفق!! [email protected]