شهدت الحقبة الزمنية التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، المزيد من الإنجازات الحضارية، حيث تُضاف هذه الصفحات المشرقة إلى صفحات مسيرة تمتد عشرات السنين بأقدام ثابتة، وفي ظلال قيم عالية قامت على أساس متين من شريعتنا الإسلامية الغرَاء، تنفحها نسائم الأمن والإيمان والازدهار في جوانب الحياة، وقد أغناها- تلك الحقب- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالمآثر الفياضة بالعطاءات، فجاءت نضرة، لأنها سُقيت بمياه المحبة العذبة من شعب عاهد قادته على الولاء بالمشاعر الصادقة التي يكتنفها الوفاء، فكانت مسيرة ولا تزال - ولله الحمدُ- دؤوبة لا تعرف الخور ولا الكسل، ولا يعتريها الخمول أو الملل. أجل، لقد تمتعت قيادتنا بالخبرة الرشيدة، وبالوعي الثاقب، وعي الأفكار السديدة لكل متطلبات المواقف الداخلية والخارجية، ولا يسع المجال للإفاضة في سرد سيرة قادة هذا الوطن الغالي، فالتاريخ رصد الكثير من الإنجازات الإيجابية التي سعد بها المواطنون، والمواقف الواعية في المحافل الدولية ليبقى اسم المملكة في صدر دواوين الرفعة والعزة والقوة. لقد عاشت قيادتنا الرشيدة وهي تحمل المهمات الثقال للمحافظة على مكانة المملكة بين الأمم وقد تمتعت بالمزايا التي تكون الشخصية المتميزة في عالم لا يحترم إلا أصحاب الحضور الفاعل عند الملمات والأحداث الجِسام. ولقد أحسن أحد الأخوة ممن كتبوا في هذا الشأن فقال: (المتابع لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الفترة القليلة الماضية، يجد نفسة أمام قائد فذ، يتمتع بالحكمة والرأي الثاقب وبُعد النظر وسعة الاطلاع، والتروي في قراءة المشهد قبل اتخاذ القرار المناسب، وقد تجلت كل هذه الصفحات مجتمعة، في عدة مواقف مصيرية، أبرزها وقوفه إلى جانب الأشقاء في دولة اليمن عند ما امتدت الأطماع الفارسية إلى قلب العاصمة صنعاء، فأبى الملك إلا أن يتصدى بعاصفة الحزم لجميع محاولات الاعتداء الآثم، وقاد تحالفاً دولياً لشن حملة لردع المعتدين ووضع حد لأطماعهم وظلمهم وهو ما جعل أبناء الأمتين العربية والإسلامية يشعرون بالفخر والقوة في حالة نادرة قلما تحدث، لشعورهم أن أمتهم تمتلك قوة رادعة تدافع عن الحق وتواجه الظلم بأيدي أبنائها). أجل هذا هو قائدنا وهذه هي الرؤية الثاقبة البصيرة والإدارة الحكيمة للأمور، في أيام تشهد العديد من المتغيرات والتقلبات وما نرى من صراعات واضطربات في منطقتنا، ويبقى حرص قيادتنا على أمن البلاد وحفظ مكانتها هو الحصن الحصين، فمنذُ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا كانت المنجزات الحضارية والاجتماعية والعمرانية لقادتها العظام كبيرة ثرة مباركة تعود بالرخاء على مواطنيها، فلقد حكموا بشريعة الله- سبحانه وتعالى- وعملوا بسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- ولقد أخلصت تلك القيادات الحكيمة لدينها ووطنها وشعبها، بل ولجميع الشعوب الإسلامية في مختلف بقاع الأرض على امتداد تلك السنين، وكانت تلك الحكمة وكان ذلك الوعي هو الهالة الفارعة للتغلب على الصعوبات والمشاكل، وكانت هي الظاهرة المنتصرة، ولقد جاءت الأوامر الملكية الأخيرة استجابة لرؤية الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-، في تلك التعيينات المباركة، فلقد جاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خير خلف لخير سلف، حيث الجرأة في مواطن الحق، والفطنة في حضور الإجراءات، والصواب في رؤية المملكة (2030) التي يرجى منها بمشيئة الله- تعالى وتبارك- الخير والتقدم والرخاء وليس لأصحاب الافتراءات والمتربصين أصحاب الأكاذيب والتخرصات تأثير على روح الأخوة التي لا تمحوها الأيام، ولقد رأينا ذلك الموقف الرائع والتصرف الحكيم أثناء المبايعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حين مبايعته لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهذا يدل على منتهى التفاهم والوفاء والإيثار، وما ذاك الا خير لهذا البلد وأهله، ومن ينسى ما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف من إخلاص وتفان لخدمة هذا الوطن ومواطنيه وجهوده العظيمة في محاربة الإرهاب واستتباب الأمن والأمان في مملكتنا الغالية، بل القضاء على الإرهاب ودحره وتجفيف منابعه واجتثاث جذوره، وسيتمم المسيرة الظافرة لما تحقق من إنجازات أمنية في هذا المجال وغيره صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، ولا عجب في ذلك فلقد تربى وتتلمذ على أيادي حماة الوطن وحراس أمنه، حيث نشأ في كنف جده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز- يرحمه الله-، ووالده صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، ونهل منهما ما يحتاج له من خبرة ودراية أمنية لمواصلة ما تحقق من نجاحات، كما أنه لازم عمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف في إدارته الفذة لمحاربة المخربين فكان أهلاً لتولي قيادة وزارة الداخلية. إن المملكة اليوم تعيش امتدادا مباركا لمسيرة النهج القويم، تحت كنف قيادة حكيمة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ونحن نسأل الله- عز وجل- أن يبارك هذه المسيرة وأن يسدد خطى ملكنا المفدى وحكومتنا الرشيدة، من خلال رؤيتهم الشاملة وخبراتهم الواسعة وانجازاتهم المشهودة وان يديم علينا وعلى وطننا الغالي الأمن والأمان والرخاء والازدهار في ظل حكومتنا الرشيدة،،، والحمد لله رب العالمين. * مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية