يعد فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، -أول فرع يتم إنشاؤه للمكتبة في آسيا-، إضافة كبيرة لتطور العلاقات الثقافية السعودية - الصينية، الممتدة منذ آلاف السنين. ويجسد فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين رمزا للصداقة السعودية - الصينية، وجسرا للتواصل الثقافي والمعرفي بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية، ومصدرا من مصادر المعرفة عن المملكة للباحثين والدارسين في الصين، ودعم برامج تعليم اللغة العربية في أعرق الجامعات الصينية. وبدأت فكرة إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين خلال زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - للصين عام 1426ه/ 2006م، وأعقب ذلك صدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 14 /2 /1430ه الذي تضمن تفويض معالي أمين عام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في التباحث مع الجانب الصيني بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين المكتبة وجامعة بكين حول إجراءات إنشاء الفرع. وفي إطار دعم القيادة الرشيدة جهود المكتبة في خدمة الثقافة العربية والإسلامية، صدر قرار مجلس الوزراء متضمنا الموافقة على اعتماد إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وكذلك اعتماد ميزانية سنوية لتشغيل الفرع، وأشرفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على جميع مراحل إنشاء وتجهيز الفرع في موقع متميز بالقرب من المدخل الرئيسي للجامعة. وفي الثامن من شهر صفر عام 1437ه أقيم احتفال كبير لوضع حجر الأساس للمشروع بحضور نخبة من المسؤولين في البلدين. ويقع فرع المكتبة على مساحة قدرها 13 ألف متر مربع، ويتكون من 6 أدوار ويضم قاعات للقراءة والاطلاع تتسع لأكثر من 100 باحث وزائر وتستوعب ما يزيد على 200 ألف كتاب ومادة معرفية بمساحة قدرها 500 متر مربع، وقاعة للمحاضرات ومركزا للمعارض المتخصصة، إضافة إلى مركز للدراسات العربية الصينية ومكتبة للمخطوطات القديمة في جامعة بكين، ومكاتب إدارية. وتتولى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خلال فرعها في جامعة بكين، وفقاً لاتفاقية تنفيذ المشروع، تقديم خدمات الاطلاع للرواد والباحثين وطلاب الجامعة، وتزويد الفرع بالكتب والمراجع وأوعية المعلومات المطبوعة والإلكترونية، وتنفيذ برامج علمية وثقافية متخصصة.