أكد الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين أنه قصف أهدافا في مدينة الحديدة الساحلية ومناطق أخرى في اليمن تقع تحت سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران. وبعد ساعات معدودة، أعلن الجيش على تطبيق تيليغرام أن صاروخين أطلقا من اليمن باتجاه إسرائيل وجرى العمل لاعتراضهما. وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة "ضربت ودمرت بنى تحتية إرهابية تابعة للحوثي الإرهابي. وكان من بين الأهداف موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف"، مضيفة أن ذلك جاء "ردا على الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثي الإرهابي ضد دولة إسرائيل". والأحد، أوردت قناة المسيرة التابعة للحوثيين على منصة اكس أنّ "طيران العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على الحديدة"، قبل أنّ تحدد أنّ الغارات استهدفت "موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة الكهرباء المركزية رأس الكثيب" في المحافظة المطلة على ساحل البحر الأحمر. وجاءت الهجمات بعد أقل من نصف ساعة من إطلاق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيرا على مواقع التواصل الاجتماعي للمتواجدين قرب المواقع المستهدفة. ومن بين الأهداف التي أعلنت إسرائيل أنها ضربتها سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر 2023 ويقول الإسرائيليون إنها زُودت بنظام رادار لتتبع الشحن في البحر الأحمر. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر أكّدوا ارتباطها بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للفلسطينيين. ولاحقا وسعوا دائرة أهدافهم لتشمل سفنا مرتبطة بالولاياتالمتحدة وبريطانيا بعد أن شنت الدولتان حملة عسكرية تهدف إلى تأمين الممر المائي في يناير 2024. وفي مايو الماضي، توصل الحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولاياتالمتحدة أنهى أسابيع من الغارات الأميركية المكثفة ضدهم، لكنهم تعهدوا مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية. من جهتها قالت شركتان للأمن البحري إن طاقم ناقلة بضائع سائبة تديرها اليونان، تعرضت لإطلاق نار وطائرات مسيرة وصواريخ في البحر الأحمر الأحد، اضطر لترك السفينة وأنقذتهم سفينة عابرة، في هجوم قالت إن له سمات هجمات الحوثيين. والهجوم الذي وقع قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن هو الأول الذي ترد بلاغات عنه في الممر الملاحي الحيوي منذ منتصف أبريل. وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة أمبري للأمن البحري في تقريرين أن ثمانية زوارق صغيرة استهدفت السفينة في البداية بإطلاق نار وقذائف صاروخية قبل أن يرد فريق أمني مسلح على السفينة بإطلاق النار. وقالت أمبري في تحذير منفصل إن السفينة تعرضت لاحقا لهجوم من أربع وحدات بحرية مسيرة. وأضافت "اصطدمت اثنتان من الوحدات البحرية المسيرة بجانب السفينة مما ألحق أضرارا بحمولتها". وقال مسؤولون في شركتي الأمن البحري ديابلوس وأمبري في نشرة منفصلة إن السفينة تعرضت في وقت لاحق لهجوم من قبل أربعة زوارق مسيرة سطحية وتم استهدافها بصواريخ. وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية إن الهجوم أدى إلى نشوب حريق على متن السفينة. وقالت مصادر أمنية بحرية إن المياه تسربت إلى السفينة واضطر طاقمها إلى التخلي عنها. وأكدت شركة "ستيم شيبينج" المشغلة للسفينة هذه المعلومات لرويترز. وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية إن جميع أفراد الطاقم بخير بعد أن أنقذتهم سفينة تجارية عابرة. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم، لكن أمبري قالت إن تقييمها يشير إلى أن السفينة "ينطبق عليها المعايير التي حددها الحوثيون لاستهداف السفن".