يعد فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وهو أول فرع يتم إنشاؤه للمكتبة في آسيا، إضافة كبيرة لتطور العلاقات الثقافية السعودية - الصينية، الممتدة منذ آلاف السنين عبر طريق الحرير وحركة التجارة، التي ترسخت في العصر الحديث، وخصوصاً خلال العقود الأربعة الأخيرة التي شهدت تأسيس علاقات سياسية متكاملة بين البلدين. وبدأت فكرة إنشاء الفرع خلال زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - إلى الصين في 2006، وأعقب ذلك صدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 14-2-1430ه الذي تضمن تفويض الأمين العام للمكتبة في التباحث مع الجانب الصيني بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين الجانبين حول إجراءات إنشاء الفرع، التي تم توقيعها رسمياً بحضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ورئيس الصين السابق هو جنيتاو في 10 شباط (فبراير) 2009. وفي الثامن من شهر صفر 1437ه أقيم احتفال كبير لوضع حجر الأساس للمشروع بحضور نخبة من المسؤولين في البلدين، ووصف نائب رئيس جامعة بكين لي يان سونغ في كلمة ألقاها خلال الحفلة حجر أساس فرع مكتبة الملك عبدالعزيز بالجامعة بأنه ليس حجراً عادياً، بل رمز للصداقة بين الشعبين وطريق للمزيد من التبادل الثقافي بين البلدين. ويقع فرع المكتبة على مساحة 13 ألف متر مربع، ويتكون من 6 أدوار ويضم قاعات للقراءة والاطلاع تتسع لأكثر من 100 باحث وزائر وتستوعب ما يزيد على 200 ألف كتاب ومادة معرفية بمساحة قدرها 500 متر مربع، وقاعة للمحاضرات ومركزاً للمعارض المتخصصة، إضافة إلى مركز للدراسات العربية الصينية ومكتبة للمخطوطات القديمة في جامعة بكين، ومكاتب إدارية تتسع لأكثر من 40 موظفاً.