ورغم أن عدنان ابراهيم يعتمد في طرحه على أسلوب تضليلي - تضليلي بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد الدلالة! - رغم كل هذا إلا أن هناك من الطيبين من معدومي المعرفة أو - في أحسن الاحوال!- من ذوي المعرفة الشرعية والتاريخية المتدنية ممن تلفهم البراءة وتلتهمهم الشعارات هناك منهم من يغتر بطرحه ويتعاطى معه بدرجة عالية من القبول لا لشيء إلا لمجرد دعوى المعرفة فيه، وتظاهره بالانفتاح المتسامح وهي دعوى فارغة إلا من هذه الشعارات الجوفاء ومن هذا التزييف الذي يأبى إلا أن يلازم عدنان حتى بات ركيزة أساسية تشكل قوام خطابه العبثي!. هذا العداء المستعر من قبل عدنان لعلماء السلف الكرام وتبرمه الدائم من تلك الفعاليات، وهذا الشعور الاستئصالي الذي يأبى أن يفارقه يتفانى عدنان كثيرا في مواراته والتستر عليه من خلال التلبس بضده، أي التلبس - ادعاء!- بالمعرفة والتظاهر بالوفاء لمتطلبات المنهج ومستلزمات البحث الحر ومقتضيات الحياد، هذه المشاعر السلبية المحركة ورغم تلك المحاولات المستميتة لإخفاء معالمها وتحاشي تبِعة التلبس بها إلا أنها تأبى إلا الظهور وبشكل سافر أحيانا لتكشف الأوراق وتُسقط القشور وتعري هذاالطلاء الخارجي المغشوش وهذا الانحراف الاحترافي الذي طالما كان عدنان يتظاهر بمحاربته!. هذا العدوان المتأصل ليس ضد هؤلاء العظماء فقط بل هو في الأصل ضد المنهج نفسه؛ ولذا فهو يسعى ووفق أخلاقيات تتنافى بالضرورة مع فقهيات الجرح والتعديل، يسعى لتشويه هذا المنهج من خلال تشويه فعالياته التنظيرية وتوظيف مشاركاته في مختلف المنابر الاعلامية لترويج التهم الجائرة وتسويق الأكاذيب المضللة ضدهم. وأنهم لا يلتزمون بالحقائق الموضوعية وأنهم يمارسون أشكالا من التزييف (تزييف بمعاييره الخاصة!) وهذا ما يوجب علينا - وفقا لرأيه - أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر من تلك المؤلفات الصفراء وما تنطوي عليه من مخالفات لأساسيات التشريع ومفردات الدين المحكمة!. علماء عظام بحجم أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير من تلك القامات العلمية السامقة هي محل اتهام عند عدنان ابراهيم، وهو ليس اتهاما يخرجها عن دائرة المعرفة فحسب بل ويخرجها عن دائرة الرشد وينأى بها عن مدارات البعد النفسي المعتدل، ولا ريب أنه حينما يدين تلك الأسماء اللامعة والتي ارتضتها الأمة كمرجع معرفي عالي الاعتبار، فلا شك أنه بذلك الأسلوب قد تجاوز إدانة أولئك العلماء إلى إدانة هذه الأمة التي ارتضتهم وصوتت لتنصيبهم. هو بهذا الأسلوب يعمل على تجهيل هذه الشعوب الكبيرة وتسفيهها وتقزيم خياراتها، لأنها هي من صدّرت أولئك الأعلام ورضيت بالاحتكام إلى كافة مشغولاتهم في عالم المعرفة الرحب!. ما عليك حينما تسمع منه قصة ما سوى الاتجاه إلى أقرب مصدر معرفي له اعتباره، وحينئذ سيبدو لك عدنان في العراء على حقيقته ستلحظ - حتى ولو لم تكن ممن لا ينفكون عن القراءة والتقصي المعرفي الممنهج - ستلحظ حجم هذا الافتراء التلفيقي الذي ليس له أصل من الواقع، وأحيانا قد يكون له أصل لكن تم الننفخ فيه واختلاق ما يوسع مداراته ويكسبه الجاذبية والشيوع والإضافة عليه، ومن ثم توظيفه وبآلية تخل بالمصداقية! سترى بأم عينيك وستلحظ حتى ولو كنت ضعيف الملاحظة حجم هذه الفبركات العدنانية المتخيلة والمتكئة أحيانا على شيء من معطيات اللغة واحتمالاتها الوضعية والسياقية والمجازية، وستدرك حينئذ أن ما تناهى إلى سمعك من قصص ليست في الكثير منها إلا أوهاما غثائية ولونا من الثرثرة الهذيانية التي يشتغل عليها عدنان كطُعم يصطاد به بعض المغفلين الذين باتوا غنيمة باردة كثيرا ما نجح هذا الطرح في استدراجهم واقتناصهم لمراده!.