حظي المغامر السعودي محمد الملحم باختياره من قبل شركة "اكساو" من بين عدد من أثرياء العالم لخوض رحلة فضائية هي الأولى من نوعها عبر أول طائرة تجارية ستحلق الى الفضاء الخارجي ليسجل اسمه كأول عربي بعد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان آل سعود في عالم الفضاء. وذكر الملحم أن التجربة ستكون على مرحلتين المرحلة الاولى هي مرحلة تجربة (انعدام الجاذبية) وستكون بمدينة شيكاغو الأمريكية وسوف تكون مع عدة أشخاص أوربيين بطائرة سفر خالية تصل إلى مرحلة في السماء تنعدم فيها الجاذبية عن طريق إسقاط أفقي للطائرة وارتفاع عامودي بحيث تكون درجة الجاذبية المعدمة (صفر) متركزة بذيل الطائرة وسيتكرر هذا الشعور 15 مرة بحيث سيختبرون من خلاله شعور رائد الفضاء الفعلي في العالم الخارجي. ويأمل محمد الملحم بهذه المغامرة أن يرفع علم المملكة إن شاء الله وجعْله يسبح معه بفترة الانعدام، وستكون هذه المرحلة بمثابة تمهيد شخصي له للمرحلة القادمة واختبار لضغط الدم وقدرته بالتحكم اللياقي وستكون مدة الرحلة ساعتين. أما التجربة الثانية فستكون عبر استقلال مركبة صممتها شركة "إكس اور" تحمل محركا صاروخيا تستطيع من خلاله الانطلاق لمسافة 80 إلى 100 كيلو متر (100،000 قدم) بحيث ستخترق المركبة حاجز الصوت أسرع بثلاث مرات، وستخرج من حاجز الغلاف الجوي وتقرب من خط (كارامان) الذي تنعدم فيه الجاذبية وسيكون شكل الكرة الارضية حينها منظراً يدعو الى التأمل في ملكوت الله وستكون المدة الفعلية التي سيمكثها الملحم في الفضاء الخارجي هي 17 دقيقة. وستكون هذ التجربة في عام 2016 م حيث اتفقت شركة "إكسو" المتعاقدة مؤخراً مع وكالة ناسا للفضاء مع الملحم بمراسلات عديدة على توفير مقعد له ضمن طائرتها التجارية التي خاضت عدة تجارب ناجحة لمحركها الصاروخي، علماً أن المركبة مخصصة لمقعد واحد وهو للطيار وللراكب والذي تسابق عليها الكثير من دول العالم رغم أن قيمة هذا المقعد تصل الى اكثر من 100 ألف دولار أمريكي. ويقول الملحم: "بفضل من الله وقع الاختيار علي رغم عدم توفر كامل المبلغ بالوقت الحالي (365 ألف ريال سعودي)، لكن وجود الداعمين لمثل هذه التجارب يشكل تعزيزاً كبيرا لي لتحقيق هذا الانجاز وبهذه التجربة سوف أكون أول شخص يستقل مركبة ويتمنى ان يعود لأهله وأحبائه منها سالماً معافى -بإذن الله-". وأضاف الملحم: "الهدف من هذه التجربة هو تحقيق إنجاز وطني واطلاق إشارة خضراء للعديد من الناس والمجتمعات العربية للالتفات لعلم وعالم الفضاء، والتعمق في أسراره، والمساهمة بتنمية وطننا بهذا المجال، واكتشاف وتأمل قدرة الله سبحانه في عجائب هذا الكون الفسيح". وكما يأمل الملحم أن يجد الدعم المطلوب من الدولة لتيسير وتسهيل المتطلبات له للمشاركة بالسفر إلى (محطة الفضاء الدولية) ليخطو خُطى صاحب السمو الأمير سلطان بن سلمان في رحلته STS-51-G (مهمة ديسكفري 51 جي) التي تكللت بالنجاح عام 1985م. والجدير بالذكر أن الملحم ممن لديهم الشغف الكبير في حب المغامرة ومعانقة الخطورة، فقد سبق له القفز من طائرات حربية سقوطا حرّا عدة مرات، وقد سافر في مطلع العام الجاري إلى القطب الشمالي المتجمد شمال النرويج، ليشاهد الظاهرة الكونية الفريدة (الشفق القطبي) بألوانها الزاهية، ويختبر هناك درجة حرارة 35 تحت الصفر ليكون أول سعودي يصل الى جزيرة هونسيسن شمال مدينة ترومسو، ويسعى بنهاية هذا العام السفر إلى القطب الجنوبي المتجمد البقعة التي تخلو من الحياة البشرية والمنطقة التي تكون فيها (نهاية العالم) للعيش في درجة حرارة 50 تحت الصفر، وتكرار تجربة التسلق الثلجية واستكشاف الحياة بجمال تفاصيلها وغموضها مع مجموعة من المغامرين الشباب. الطائرة في المرحلة الثانية