قالت دائرة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي: إن الاتفاق النووي ينطوي على مخاطر، ولكنه يضمن عدم حيازة إيران لسلاح نووي في السنوات العشر القادمة، بحسب تقرير أعدته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» إلى المستوى السياسي. ويشير إلى أن إحدى النقاط الإشكالية في الاتفاق تتصل باليوم الذي ينتهي فيه سريان الاتفاق، حيث تخشى إسرائيل أن إيران تستطيع الوصول إلى قدرات نووية عالية جدًا خلال عدة أسابيع من انتهاء سريان الاتفاق، في حين أنه من الناحية العملية يمنعها من حيازة سلاح نووي في العقد القريب، وأن أحد المخاطر المركزية في الاتفاق الذي وقعت عليه الدول العظمى مع طهران هو أنه يحول إيران إلى دولة مؤهلة في المجتمع الدولي بعد عقود من العقوبات. ويقول الجيش الإسرائيلي: إنه في إطار قناة المحادثات بشأن البرنامج النووي، فإن الولاياتالمتحدة تجري حوارًا مع إيران في قضايا أخرى مرتبطة بقضايا إقليمية، الأمر الذي زاد من نفوذ إيران في المنطقة. وتقول الاستخبارات العسكرية: إن الاتفاق لا يغير طابع الصراعات في الشرق الأوسط، فحسب وإنما يزيد من حدة التوتر بين إيران وجيرانها العرب. وتعتبر الاستخبارات العسكرية «أمان» أن هناك نقاطًا إيجابية في الاتفاق، وأولها أن إيران ستكون بدون قدرات عسكرية نووية في السنوات القادمة، في حال تمت المصادقة عليها والتزمت إيران به. كما أنها بحسب الاستخبارات العسكرية لن تعمل على الدفع بعمليات إرهابية مباشرة ضد إسرائيل، وإنما ستكون منضبطة أكثر بشكل نسبي. إلى ذلك أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الاستخبارات العسكرية تنوي في الفترة القريبة مضاعفة نشاطها للتيقن من أن إيران لا تخرق بنود الاتفاق. وتضيف الاستخبارات العسكرية أنه في أعقاب الاتفاق، فإن دولًا في الشرق الأوسط بدأت تتسلح بتكنولوجيا متطورة ووسائل قتالية من الولاياتالمتحدةروسيا ودول غربية أخرى مثل فرنسا. وفي هذا السياقِ، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن الجيش الإسرائيلي بعث برسائل إلى الولاياتالمتحدة تعترض على تسليح الدول العربية. وتعتبر قيادة الشمال العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن «تسليح الجيش اللبناني بصواريخ مضادة للدبابات، من قبل الولاياتالمتحدة يعتبر إشكاليًا نظرًا للواقع الأمني في المنطقة، وخاصة بعد تعزز العلاقات بين حزب الله والجيش اللبناني». وفي دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» يقدرون أن للاتفاق النووي أيضًا جوانب إيجابية من ناحية اسرائيل، وذلك في خلاف تام مع الخط الذي يعرضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء الحكومة ودبلوماسيون اسرائيليون. ويظهر التقدير في وثيقة نصف سنوية تصدر عن شعبة الاستخبارات، عرضت في الايام الاخيرة على القيادة السياسية. وضمن امور اخرى قدر كُتّاب الوثيقة بأنه يحتمل أن يمنع الاتفاق ايران من حيازة سلاح نووي، وبالتوازي يقدرون بأن جهود جمع المعلومات ضد الايرانيين ستتصاعد في أرجاء العالم بعد التوقيع عليه. وبالنسبة لحزب الله تقدر شعبة الاستخبارات أن المنظمة الغارقة في الحرب الاهلية في سوريا، تمتنع عن حرب واسعة حيال اسرائيل، ولكنها لا تخشى من تصعيد محلي. ويجري الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع تدريبًا عسكريًا واسع النطاق في هضبة الجولان، يحاكي فيه اجتياح بري محدود في الأراضي السورية. وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي: إن هذا التدريب والسيناريو الذي يحاكيه يأتي في أعقاب تصاعد قوة تنظيمات مسلحة في سوريا وعلى ضوء تقديرات بأن الهدوء عند خط وقف إطلاق في الجولان قابل للتغير في أية لحظة. ويواصل الجيش الاسرائيلي الاستعداد للتطورات الامنية، ففي الاسبوع الماضي انتهت مناورة واسعة النطاق للفرقة 210 في هضبة الجولان، تضمنت اعدادًا للقوات لهجوم في مجال سوريا، اذا حاولت احدى المنظمات تنفيذ خطوة عسكرية ضد اسرائيل. «نحن نعد أنفسنا لكل شيء»، قال مصدر كبير في الفرقة 210، التي ترابط على حدود فلسطينالمحتلة مع سوريا. «نحن نعرف أن هذا لن يحصل غدًا، ولكن هذا بالتأكيد يمكن أن يحصل»، وشرح المصدر أنه في الوقت الذي تقاتل فيه المنظمات المختلفة في سوريا الواحدة ضد الأخرى يحتمل أن من يقف جانبًا، أي اسرائيل ستتضرر. وعلى حد قوله فإن الهدف الأولي لهذه المنظمات هو في كل الاحوال جر اسرائيل الى داخل القتال في سوريا. وعن الواقع الامني في سوريا قال المصدر: «أنه في الجبهة جنوبسوريا ولد جيل جديد تربى لليوم التالي لبشار الأسد، وجبهة النصرة نجحت في الوصول هناك الى إنجاز في أنها بنت شبكة تعليم، وطب وحتى محاكم تعمل هناك».