يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المتصاعد على قطاع غزة، في ظل حصار خانق وتعتيم إعلامي شامل، بينما تتعرض مدينة غزة لليلة ثالثة من القصف المكثف والعمليات العسكرية التي تهدف إلى تفريغها من الفلسطينيين. في مدينة غزة، شهدت أحياؤها قصفاً عنيفاً استهدف المنازل وخيام النازحين، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وسقوط عدد من الجرحى، في ظل استمرار التوغل البري المترافق مع عمليات قصف جوي ومدفعي مكثف. قوات الاحتلال فجّرت الليلة الماضية عربتين مفخختين في منطقتي بركة الشيخ رضوان وشارع النفق، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف شارع النفق، ما أسفر عن أضرار واسعة ووقوع إصابات بين المدنيين. الهجمات شملت أيضاً استهداف منزل عائلة الجملة شرق ساحة الشوا، حيث وصلت طفلة مصابة إلى مستشفى الشفاء الطبي، في مشهد يتكرر يومياً مع تواصل الاعتداءات على المدنيين العزل. الدفاع المدني في غزة وجه نداءً عاجلاً، أكد فيه أن المدينة تتعرض لقصف كثيف من دبابات وطائرات الاحتلال، مستخدماً الأحزمة النارية ضد الفلسطينيين في أحيائهم السكنية. إلى وسط قطاع غزة، حيث قصف طيران الاحتلال محيط شركة الكهرباء في مخيم النصيرات، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في منطقة تعاني أصلاً من انقطاع الكهرباء وتدمير البنية التحتية. وفي خانيونس ودير البلح ومخيم البريج، لم تسلم المناطق التي يزعم الاحتلال أنها آمنة من القصف، حيث تعرضت عشرات المواقع للاستهداف الليلي، ما ضاعف من معاناة عشرات آلاف الفلسطينيين الذين لا يجدون مكاناً آمناً يلجؤون إليه. ولا تزال مدينة غزة لليوم الثالث على التوالي بلا إنترنت أو اتصالات، ضمن سياسة متعمدة من الاحتلال لحجب الصورة الكاملة عما يحدث على الأرض. ومع الحصار المستمر والتجويع الممنهج، تستمر أعداد الشهداء في الارتفاع، من الأطفال والنساء والرجال، في ظل صمت دولي مطبق. وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الوتيرة غير المسبوقة في تدمير ومسح الأحياء السكنية باستخدام العربات المفخخة تؤكد تصميم الاحتلال على تنفيذ خطته المعلنة بمحو المدينة، وسط غياب أي مساءلة أو ضغوط دولية. في السياق الإنساني، تواصل قوات الاحتلال استهداف المستشفيات والطواقم الطبية رغم الاكتظاظ الحاد ونقص الأدوية والمستلزمات. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن نحو 800 ألف مواطن يواجهون ظروفًا "كارثية"، مع تجاوز نسبة إشغال المستشفيات 250%، الأمر الذي يفاقم الضغط على المرافق الصحية المحدودة. كما أفادت شبكة المنظمات الأهلية باستشهاد ثلاثة من العاملين في المجال الإنساني بمدينة غزة خلال الأسبوع الماضي. ومنذ بدء الهجوم البري الثلاثاء الماضي، يواصل الاحتلال تدمير الأبراج والمنازل السكنية بهدف تهجير السكان نحو جنوب القطاع. تكلفة النزوح قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن تكلفة النزوح من مدينة غزة إلى الجنوب تصل إلى 3180 دولارًا، تشمل أجرة النقل وشراء خيمة وتأجير الأرض لإقامتها، وسط اكتظاظ شديد في أماكن النزوح ومنع إدخال المساعدات والوقود منذ أشهر. وأكدت "أونروا" أنّ هذا النزوح يتم وسط ظروف قاسية تشمل شحّ الوقود ومنع إدخال إمداداتها الخاصة بالملاجئ منذ سبعة أشهر، فضلاً عن الاكتظاظ الكبير في المساحات المخصّصة لنصب الخيام، وانعدام الدخل بعد نحو عامين من الحرب. ويأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته البرية وتفجير الأبراج والمباني في مدينة غزة، ما تسبب بعمليات نزوح قسري واسعة. "أونروا" شددت في رسالتها على أنّ "المساحات مكتظة في الأساس ويصعب العثور على أماكن"، مطالبةً المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار فوراً والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، فيما نقلت شهادة أحد موظفيها الذي وصف ملامح الأطفال النازحين بأنها "بؤس وخوف وجوع أشبه بموت بطيء للآباء". شهداء مدنيين قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، إن نحو 15 من كل 16 فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة منذ تصعيد عملياته العسكرية في مارس الماضي "كانوا مدنيين"، وذلك استنادا إلى بيانات جمعتها منظمة "أكليد" المستقلة لتتبع الصراعات المسلحة. ومع استئناف حرب الإبادة في غزة في 18 مارس الماضي، قتل جيش الاحتلال 12 ألفا و622 فلسطينيا وأصاب 54 ألفا و30 آخرين، بحسب بيان لوزارة الصحة بغزة، دون تعيين عدد الشهداء من مدينة غزة بالتحديد. وبينت "أكليد" أن جيش الاحتلال نفذ أكثر من 3500 غارة جوية على قطاع غزة خلال الأشهر الستة الماضية، خلفت أكثر من 9500 شهيد، غالبيتهم من المدنيين، إضافة إلى ما لا يقل عن 40 قائدا وعنصرا رئيسا في "حماس". وأشارت الصحيفة أن معدل وفيات المدنيين الوارد في تقرير "أكليد"، هو "أعلى المعدلات المسجلة خلال الصراع"، مؤكدة أنه سيزيد من الضغط الدولي على "إسرائيل" مع تقدم قواتها إلى مدينة غزة. وأضافت الصحيفة أن تقرير المنظمة أشار إلى أن معدل هدم المباني في غزة، قد "زاد بشكل ملحوظ منذ مارس" أيضا. ومنظمة "أكليد"، مرصد عالمي مستقل، يهتم بجمع وتحليل بيانات بشأن النزاعات والصراعات المسلحة حول العالم. ومنذ إقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون نسمة، في 8 أغسطس الماضي؛ يواصل جيش الاحتلال شن هجوم واسع على مدينة غزة. الاعتراف بدولة فلسطين رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بقرار جمهورية البرتغال الاعتراف بدولة فلسطين اليوم الأحد، واعتبرته قرارا شجاعا ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ويدعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام وتطبيق حل الدولتين. وقالت الخارجية في بيان صدر عنها، امس، "نشكر الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين" مطالبة الدول التي لم تعترف بعد بالمبادرة للاعتراف بدولة فلسطين حماية لحل الدولتين، والانخراط بفعالية في الجهود الدولية المبذولة لتحقيق الوقف الفوري للحرب وحماية المدنيين، وفتح مسار سياسي تفاوضي لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، أسوة بشعوب الأرض وفقا لإعلان نيويورك والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية والقانون الدولي، بما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة. إغلاق معبر الكرامة أعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق معبر الكرامة (جسر الملك حسين) الرابط بين الضفة الغربيةوالأردن لليوم الثالث على التوالي، في الاتجاهين، وذلك عقب مقتل جنديين إسرائيليين في عملية إطلاق نار عند المعبر. وأوضحت الهيئة أن حافلات المغادرين أُجبرت على العودة إلى مدينة أريحا، فيما أُغلق المعبر أمام حركة القادمين والمغادرين. في السياق ذاته، أفاد موقع "تايمز أوف إسرائيل" بأن السلطات أغلقت أيضا معبر نهر الأردن الشمالي حتى إشعار آخر، بينما أبقت معبر رابين قرب إيلات مفتوحا للعمال فقط، ومعبر طابا مع مصر يعمل بشكل طبيعي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، الخميس الماضي، مقتل جنديين في هجوم نفذه سائق شاحنة مساعدات عند المعبر، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وأردته قتيلا. ووفق هيئة البث الإسرائيلية، اتهم نتنياهو الأردن بالمسؤولية عن الهجوم خلال جلسة "الكابنيت"، وأعلن عن إجراءات تفتيش جديدة تشمل إخضاع سائقي شاحنات المساعدات لأجهزة كشف معادن وتفتيش دقيق للشاحنات. كما قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات من الأردن إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، مطالبة عمان بإجراء تحقيق شامل حول المنفذ وخلفيته. بدورها، أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية وقف حركة السفر عبر المعبر بعد إغلاقه من الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الأردن يتعاون حاليا مع التحقيقات الإسرائيلية. ويُذكر أن المعبر ذاته شهد في سبتمبر/2024 عملية إطلاق نار نفذها سائق شاحنة أردني، أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين إلى جانب المنفذ. ويرتبط الأردن وإسرائيل بثلاثة معابر رئيسة: جسر الملك حسين (اللنبي)، الشيخ حسين (نهر الأردن)، ومعبر وادي عربة (إسحاق رابين). اعتقالات وتدمير منازل شنت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر امس، حملة اعتقالات شرسة في الضفة الغربية، طالت عشرات الفلسطينيين، وتركزت بشكل خاص في محافظات الخليل وقلقيلية ونابلس، وسط عمليات اقتحام عنيفة للمنازل، واعتداءات على الأهالي، وتخريب واسع في الممتلكات. في محافظة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال عدة مناطق جنوب وغرب المدينة، ونفذت حملة اعتقالات واسعة في قريتي رابود وأبو العسجا جنوب مدينة دورا، حيث تم اختطاف نحو 70 فلسطينيًا، بالتزامن مع مداهمات عنيفة لمنازل الفلسطينيين في قريتي البرج وبيت الروش التحتا غرب المدينة. في بلدة سعير شمال الخليل، اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال الذين اقتحموا البلدة. كما شهد مخيم العروب شمال الخليل اقتحامًا عسكريًا، تخلله إطلاق نار حي وقنابل صوتية باتجاه الأهالي. وفي منطقة شيوخ العروب، أطلقت قوات الاحتلال قنابل إنارة فوق منازل الفلسطينيين، ما أدى إلى اندلاع حريق في أحد المنازل داخل المخيم. وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت العشرات من الفلسطينيين في حي الظهر، بعد اقتحام منازلهم والعبث بمحتوياتها. كما صادرت قوات الاحتلال تسجيلات كاميرات المراقبة، وحوّلت أحد المنازل إلى مركز تحقيق ميداني. وفي محافظة قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين من قرية حجة شرق المدينة، بينهم رئيس المجلس القروي أمجد بصلات، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها. وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال قرية صرة غرب المدينة، واعتقلت ثلاثة شبان كما داهمت قوات الاحتلال مخيم العين غرب نابلس، واعتقلت مواطنين. أما غرب جنين، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد بقوة عسكرية ترافقها جرافة من نوع D9، وخلفت دمارًا واسعًا في منازل الفلسطينيين المستهدفة. وفي القدسالمحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال أحياء متفرقة في بلدة أبو ديس شرق المدينة، وفتشت منازل الفلسطينيين، وأطلقت قنابل الصوت تجاه الأهالي، ضمن سياسة الترهيب والتنكيل المستمرة في المدينة المقدسة. الاستيلاء على مئات الدونمات استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي،أمس، على مئات الدونمات الزراعية في بلدة نحالين غرب بيت لحم جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وقال مدير دائرة القانون الدولي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، حسن بريجية، إن قوات الاحتلال ستستولي على جزء من حوض رقم (4) في منطقتي بنت عيسى وكليبة غرب البلدة، بمساحة تصل إلى نحو 300 دونم. وأوضح بريجية أن قرار الاستيلاء صدر في 15 أغسطس الماضي، دون إخطار أصحاب الأرض، مشيرا إلى أن الاحتلال أعلن عنه اليوم فقط. وبيّن أن القرار يقضي بتغيير استخدام الأرض من زراعي إلى سكني، بما يشمل بناء وحدات استيطانية جديدة وشق طرق استعمارية، مضيفاً أن أصحاب الأرض منحوا مهلة 60 يوما للاعتراض، لم يتبقَّ منها سوى عشرة أيام. وأكد أن الهدف من الاستيلاء هو إحكام الخناق على بلدة نحالين وتوسيع مستوطنة "جبروت" وربطها بتجمع مستعمرة "غوش عتصيون"، في إطار استهداف متواصل للريف الغربي لمحافظة بيت لحم، ما ينذر بالاستيلاء على مزيد من أراضي حوض (4) في البلدة. ترحيب فلسطيني رحب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح بالقرار الاستثنائي الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، لصالح مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخطاب مسجل في اجتماعها السنوي في دورتها الثمانين. وأكد فتوح أن هذا القرار جاء ردا على قيام الولاياتالمتحدة الأميركية بمنع الوفد الفلسطيني من الحصول على التأشيرات اللازمة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، في مخالفة واضحة لميثاق الأممالمتحدة والتزامات الدولة المضيفة، الأمر الذي يشكل سابقة خطيرة تتعارض مع مبادئ الشرعية الدولية. وعبر فتوح عن تقديره البالغ وشكره للدول التي صوتت لصالح القرار، مؤكدا أن هذا الموقف الدولي يعكس التفافا واسعا ودعما كبيرا من غالبية دول العالم للقضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ارتفعت أسعار تكلفة النزوح إغلاق معبر الكرامة الاحتلال يستولي على الأراضي جنوب الضفة