في تطور ميداني لافت، توغلت قوة إسرائيلية، أمس (السبت)، في قرية الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة الجنوبي، حيث أقامت حاجزاً مؤقتاً عند المدخل الغربي للبلدة، وذلك في وقت تؤكد فيه دمشق أن المفاوضات مع تل أبيب تقترب من الوصول إلى اتفاق برعاية أميركية. وذكرت وسائل إعلام سورية أن الجنود الإسرائيليين أوقفوا عدداً من السيارات المدنية وطلبوا من الركاب إبراز بطاقاتهم الشخصية، وقاموا بتفتيش المارة بدقة دون أن يُسجَّل وقوع اعتقالات. وأشارت المصادر إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عمليات توغل مماثلة في مناطق متفرقة من ريفي درعا والقنيطرة قبل أن تنسحب لاحقاً. ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك قصف متفرق لمواقع عدة، فضلاً عن توغلات محدودة في المناطق الجنوبية، خصوصاً ريفي درعا والقنيطرة. وتتهم دمشق تل أبيب باستغلال حالة الفراغ السياسي والأمني بعد انهيار النظام للسيطرة على مناطق حساسة قرب الحدود. وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، فيما نص اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 على إقامة منطقة عازلة تحت إشراف الأممالمتحدة. غير أن إسرائيل أعلنت مؤخراً أن هذا الاتفاق "انهار عملياً"، بعد توسع عملياتها داخل المنطقة العازلة. وعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس السوري أحمد الشرع في تصريحات لصحيفة "مللييت" التركية: إن المفاوضات الجارية بوساطة الولاياتالمتحدة"أوشكت على التوصل إلى اتفاق قد يُوقّع قريباً"، مؤكداً أن الاتفاق المرتقب سيكون مشابهاً لاتفاق 1974، لكنه شدد على أن"ذلك لا يعني تطبيع العلاقات مع إسرائيل". وأكد الشرع أن سوريا"تعرف كيف تحارب لكنها لم تعد تريد الحرب"، في إشارة إلى رغبة دمشق في إنهاء حالة التصعيد دون التنازل عن موقفها من الاحتلال.