الذهب يحقق مكاسبه الأسبوعية الخامسة عقب أول خفض لسعر الفائدة

ارتفعت أسعار الذهب، في إغلاق تداولات الأسبوع الفائت، محققة مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، مع تركيز السوق على مؤشرات أخرى بعد أن قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة لأول مرة هذا العام.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8 % ليصل إلى 3,672.08 دولارًا للأونصة، وارتفعت الأسعار بنسبة 0.8 % للأسبوع الماضي. واستقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر على ارتفاع بنسبة 0.7 % عند 3,705.80 دولارات.
خفض البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، لكنه خفف من حدة هذه الخطوة بتحذيرات من استمرار التضخم، مما أثار شكوكًا حول وتيرة تخفيف السياسة النقدية في المستقبل. عقب هذا القرار، وصلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية إلى مستوى قياسي بلغ 3,707.40 دولارات قبل أن تتراجع في تداولات متقلبة.
وقال بوب هابركورن، استراتيجي السوق في آر جي أو فيوتشرز: «لا يزال الذهب قويًا جدًا هنا، ويشهد حاليًا توقفًا مؤقتًا بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي. ولا يزال الاتجاه الصعودي قائمًا، مع احتمالية تحقيق ارتفاعات جديدة، ومن الناحية الواقعية، قد نشهد وصول الذهب إلى 4000 دولار قبل نهاية العام».
وصرح نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، بأن مخاطر سوق العمل تبرر خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع، واحتمالية إجراء تخفيضات في اجتماعي البنك المركزي المقبلين.
يُقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المُدرة للعائد مثل الذهب. كما يميل المعدن إلى تحقيق أداء جيد خلال فترات عدم اليقين، وقد حقق مكاسب تقارب 40 % حتى الآن هذا العام.
ارتفعت أقساط الذهب العينية في الهند إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر هذا الأسبوع، حيث فشلت الأسعار القياسية قرب موسم الأعياد في ردع المستثمرين عن شراء السبائك تحسبًا لمزيد من المكاسب، بينما اتسعت الخصومات في الصين إلى أعلى مستوى لها في خمس سنوات.
في سياق آخر، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 2.2 % ليصل إلى 42.70 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 1.4 % ليصل إلى 1,403.02 دولارات. واستقر البلاديوم عند 1,150.04 دولارًا، متجهًا نحو خسارة أسبوعية. وأضاف هابركورن: «أرى أن العديد من المستثمرين يتجهون الآن إلى البلاتين والفضة نظرًا لأسعارهما الأرخص من الذهب».
وارتفعت عقود النحاس الآجلة القياسية في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.3 % لتصل إلى 9,983.50 دولارًا للطن، بينما ارتفعت عقود النحاس الأمريكية الآجلة بنسبة 0.2 % لتصل إلى 4.61 دولارات للرطل.
انخفض الذهب بنسبة 1.3 % في الجلستين السابقتين، مع انتعاش الدولار من أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات، بعد أن تبنى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول نبرة حذرة بشأن التيسير الكمي في المستقبل.
وخفض الاحتياطي الفيدرالي يدعم السبائك، بينما انتعاش الدولار يحد من المكاسب. في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يوم الأربعاء، خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي إلى 4.00 %-4.25 %، وهو أول خفض منذ ديسمبر. وأظهرت توقعات «الرسم البياني النقطي» المحدثة للاحتياطي الفيدرالي تخفيضين إضافيين متوقعين قبل نهاية العام، بينما توقع خفضًا واحدًا فقط في عام 2026. عارض ستيفن ميران القرار، داعيًا إلى خفض أكثر حدة بمقدار 50 نقطة أساس. قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع سعر الذهب بشكل حاد، مدفوعًا بتوقعات التيسير النقدي وتزايد المخاوف بشأن استقلال الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل. وكانت الأسواق قد وضعت في الحسبان احتمالات ضئيلة لخفض حاد، وسط مؤشرات على ضعف سوق العمل وارتفاع مخاطر البطالة.
في تصريحاته بعد الاجتماع، وصف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خفض أسعار الفائدة بأنه خطوة «لإدارة المخاطر» استجابةً لتباطؤ سوق العمل. وأكد أن القرارات المتعلقة بالسياسات ستُتخذ على أساس كل اجتماع على حدة، مما يعكس حالة عدم اليقين بشأن استمرار التضخم والنمو الاقتصادي.
انخفض سعر الذهب لجلستين بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي، حيث ارتفع الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، واستوعب المتداولون رسالة باول الحذرة. وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1 %، بعد مكاسب حادة في الجلستين السابقتين.
في سياق آخر، أبقى بنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة عند 0.5 % يوم الجمعة وسط حالة من عدم اليقين السياسي وتحديات الرسوم الجمركية الأمريكية.
وفي تحليل الأسواق عن أحمد عسيري استراتيجي الأبحاث في بيبرستون، الذهب قضى أسبوع هادئ نسبياً، حيث يستقر في نطاق تماسك جديد بعد المكاسب مزدوجة الرقم التي حققها منذ مطلع الشهر. الأسعار تدور حول 3,650 دولاراً للأونصة، دون تغيير يذكر منذ أسبوع، وهو ما يعكس محاولة السوق إيجاد أرضية جديدة بعد موجة الصعود الأخيرة. والتدفقات ما زالت مائلة نحو الشراء، وإن كانت بوتيرة أقل من الزخم السابق لاختراق سقف الحالي عند 3,700 دولار.
والصورة الأوسع تبقى داعمة للمعدن الأصفر. وشكلت قرارات البنوك المركزية وتوقعاتها، محور النقاش هذا الأسبوع، مع تعزيز المخطط النقطي للفيدرالي الأمريكي التوجه نحو خفض عميق نسبياً للفائدة في الفترة المقبلة. هذا المسار، مقترن بقبول التضخم قرب 3 %، وهو ما يرسخ مكانة الذهب كأداة جيدة في البيئة الحالية.
إضافة إلى ذلك، الجدل الدائر حول استقلالية الفيدرالي، وإن لم يكن محركاً فورياً وقصير الأجل، قد يشكل عنصراً داعماً هيكلياً للذهب العام المقبل وعلى المدى الطويل.
في المقابل، عادت الضغوط البيعية إلى سوق السندات الأمريكية عبر المنحنيات سنتين وعشر سنوات وثلاثين عاماً، ما ساهم أكثر في محدودة تعافي الدولار منذ المناطق الأدنى هذا الأسبوع، وهي عوامل تاريخياً تصب في صالح الذهب. تطبيقياً، ما تزال التراجعات في الأسعار تجذب شريحة واسعة من المستثمرين، بين من يبني مراكز طويلة الأجل تدريجياً، ومن يتعامل مع التذبذبات على المدى القصير. في كل الأحوال، تبقى العوامل الكلية كفيلة بوضع الذهب في صدارة المشهد في البيئة الحالية.
ارتفاع الأسهم العالمية
في بورصات الأسهم، اختتمت الأسهم الأسبوع على ارتفاع، مع تسجيل وول ستريت مستويات قياسية. ارتفعت الأسهم العالمية في تداولات متقلبة يوم الجمعة، وحققت مكاسب أسبوعية، مدفوعةً بالمعنويات الإيجابية في وول ستريت عقب قرارات البنوك المركزية الرئيسية. خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، وهو أول تخفيف لها منذ ديسمبر، كما خفضت النرويج وكندا أسعار الفائدة أيضًا.