نظمت روسيا أكبر استعراض عسكري في تاريخ البلاد، في الساحة الحمراء بموسكو، وذلك احتفالاً بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والانتصار على ألمانيا النازية. وتابع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من على منصة الشرف الاستعراض الكبير، يرافقه نحو عشرين من زعماء العالم، وفي طليعتهم الرئيس الصيني شي جين بينج، والهندي براناب مخرجي، والمصري عبد الفتاح السيسي، والكوبي راوول كاسترو، فضلا عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. بالإضافة إلى مئات من المحاربين القدامى. وخلال خطابه، شكر الرئيس بوتين حلفاء روسيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال: "أشكر شعوب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على مساهمتهم في الانتصار". وشارك في الاستعراض المثير للجدل في الغرب أكثر من 16 ألف جندي روسي و200 مركبة عسكرية بينها دبابات وحاملات صواريخ اختتمت الاحتفالية بعرض جوي شاركت فيه نحو 140 طائرة. وتحدث بوتين عن اللقاء التاريخي لجنود الاتحاد السوفيتي السابق مع قوات الحلفاء في مدينة تورجاو على نهر الإلبه في نهاية أبريل 1945 وأضاف: "ينبغي الحفاظ على هذه الوحدة وهذه الثقة من أجل الحفاظ على الأمن الدولي". وأضاف بوتين، أن "بعد 70 عاما يذكرنا التاريخ بأنه علينا أن نكون حذرين"، مذكرا بأن الإيمان "بتفوق عرقي هو ما أدى إلى الحرب الدموية" ولا يجب ارتكاب الأخطاء ذاتها. وطغت الأزمة الأوكرانية على احتفالات الكرملين العام الحالي في ظل عقوبات غربية على موسكو بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا المتهمة بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقاطع الرئيس الأميركي باراك أوباما الاحتفالات، شأنه شأن حلفاء آخرين لروسيا خلال الحرب العالمية الثانية، مثل بريطانيا وفرنسا. أما المستشارة الألمانية انغيلا ميركل فلم تشارك في الاحتفالات، ولكنها ستزور موسكو اليوم، حيث ستضع إكليلا من الزهور عند نصب الجندي المجهول وتلتقي بوتين. وشاهد 20 رئيسا خلال 90 دقيقة استعراضا للقوة العسكرية الروسية التي عادت إلى الواجهة العالمية بعد 25 عاما على سقوط الاتحاد السوفياتي. ويتحد الروس من كافة الانتماءات السياسية في هذا اليوم، حيث تتجمع الحشود في وسط موسكو للمشاركة في يوم الانتصار.