رئيس الهيئة المصرية للكتاب: السعودية متميزة في حضورها الأدبي والثقافي وهناك إرث تاريخي كبير للأدباء السعوديين

قال: إن معرض القاهرة للكتاب 2015 سيكون تظاهرة ثقافية و المملكة ضيف شرف

أوضح الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن العلاقات المصرية السعودية جذورها ممتدة، وهناك إرث تاريخي كبير للأدباء السعوديين والمكتبة العربية مليئة بكتاباتهم، وأن الشعب المصري في حاجة للمعرفة الثقافية والأدب السعودي.. مشيرا إلى أن مشاركة السعودية في معرض القاهرة للكتاب في دورته ال46 لعام 2015 ستكون متميزة رغم التحديات، وستفي بالغرض الذي اختيرت من أجله السعودية ضيف شرف، خاصة أن المملكة العربية السعودية غنية بكنوزها الأدبية، وان السعودية تشارك بجناح ونشاط كبير، ومشاركة المملكة كل عام متميزة بطبيعتها وننتظر هذا العام تميزا أكبر.
مضيفا: أتوقع أن يكون هذا العام أفضل من سابقيه، وبالنسبة لتحميل الكتب إلكترونياً فأنا مؤسسة حكومية هدفي نشر الثقافة ووصولها للمواطن وليس الربح. وفي إطار هذا الموضوع كان لنا الحوار التالي:
"انه الكاتب والاديب عبد الله الشباط الذي التقى به "الجسر الثقافي" فكان هذا الحوار:
في البداية سألناه عن العلاقات المصرية السعودية؟
 تتسم العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية بأسس وروابط قوية؛ نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وتؤكد الخبرة التاريخية أن لقاء مصر والمملكة على استراتيجية واحدة ممثلة في التنسيق الشامل، يمكن أن يحقق الكثير للأهداف والمصالح العربية العليا والعلاقات المصرية السعودية جذورها ممتدة، وهناك إرث تاريخي كبير للأدباء السعوديين والمكتبة العربية مليئة بكتبهم، والشعب المصري في حاجة للمعرفة الثقافية والأدب السعودي، وسوف نقدم أجمل ما لدينا من ثقافة وأدب خلال معرض القاهرة للكتاب في دورته القادمة.
الخدمات الثقافية
 ماذا عن اختيار المملكة العربية السعودية ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة عام 2015؟
 مشاركة السعودية في معرض القاهرة للكتاب هذا العام ستكون متميزة رغم التحديات، وستفي بالغرض الذي اختيرت من أجله السعودية ضيف شرف، خاصة أن المملكة العربية السعودية غنية بكنوزها الأدبية. والسعودية ستكون ضيف شرف أكبر معرض في الوطن العربي.. معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين لعام 2015، والمقرر انطلاق فعاليته في الفترة من 28 يناير وحتى 12 من فبراير في نفس العام. ومشاركة المملكة في المعارض السابقة كانت متميزة من حيث المساحة وعدد الناشرين وتقديم الخدمات الثقافية، وسيتم تكريم الأدباء المصريين الذين حصلوا على جوائز سعودية العام الماضي خلال فعاليات المعرض ليكون هناك تعريف بأن السعودية تقدم جوائز علمية وأدبية.
 ماذا يقدم معرض الكتاب للجمهور في دورته 46؟ وما أهم محاوره الثقافية؟
 المعرض سيكون بمثابة تظاهرة ثقافية هي الأضخم على المستوى العربي، وسوف يشهد توسعا في مساحته، كما يشهد تركيزا على أن اللغة هي أساس الهوية، وسوف تتم دراسة إقامة ندوات عن اللغة والهوية بين الدول العربية.
وهناك مقترحات كثيرة حول العنوان الرئيسي للمعرض، ولكن القرار الأخير للجنة العليا للمعرض وهيئة الكتاب تفتح الباب للمثقفين المصريين والسعوديين لاختيار العنوان الأمثل لدورة هذا العام، وكذلك شخصية العام، ويمكن للمملكة العربية السعودية أن ترشح شخصية سعودية لتكريمها هذا العام.
إن جميع الإيجابيات التي طرحت من خلال المعارض السابقة ستقدمها المشاركة السعودية هذا العام بشكل مختلف، سواء كانت كتبا أو نشاطا ثقافيا.
ومشاركة هذا العام ستكون مختلفة تماما من ناحية المظهر والجوهر، من خلال دور النشر بداية من الطفل ومرورا بجميع أنواع الفنون والأدب، وأيضا يشمل المعرض بعض الكتب المتخصصة في الفكر الدعوي الوسطي، ودور النشر التي تهتم بالمحتوى أولًا وتهتم بالطباعة، كما تهدف إلى النشر وليس الربح، وسيكون هناك علاقات ثقافية بين الأدباء السعوديين والمصريين سواء على المستوى الفردي أو العملي.
والمعرض بسبب كونه معرضا دوليا، كان لا بد من ان يلتزم بموعده على الخريطة الثقافية العلمية في العشر الأواخر من شهر يناير، ولهذا فضلنا ان يبدأ في 28 يناير لتشجيع الناشرين والدول على المشاركة. وهذا رابع معرض نعقده على التوالي دون توقف، وننتظر إقبالا وحجم مبيعات أكبر، وتطويرا في الخدمات الإلكترونية للناشرين والزائرين، كما ننتظر مساحة أكبر وشكلا أفضل للمعرض عموما، والسعودية تشارك بجناح ونشاط كبير كل عام وننتظر هذا العام تميزا أكبر.
الأدبي والثقافي
 نريد التعرف على مساحة الجناح السعودي وعدد دور النشر المشاركة للمملكة العربية السعودية؟
 تم الاتفاق على تخصيص مساحة للجناح السعودي بسرايا العرض، بالإضافة إلى جناح المملكة العربية السعودية - الذي سيتم زيادته من 3000 إلى 4000 متر مربع لاستيعاب عدد أكبر من الناشرين، كما سيقوم الجانب السعودي بتقديم برنامج ثقافي متكامل يشارك به نخبة من الأدباء والشعراء، علما بأن المعرض السابق شهد مشاركة 800 ناشر، وهناك اتصالات شبه يومية بين الجانبين لتنظيم هذه المشاركة ومناقشة كل ما هو جديد في الإعداد لمشاركتهم بالمعرض.
ولن يتم التركيز على الجوانب السياسية فقط، وإنما ستكون هناك ندوات عن الثقافة والهوية العربية والخط العربي كمشترك ثقافي.
 ماذا عن إجراءات التأمين الخاص لمعرض الكتاب القادم؟
 هناك تنسيق مع وزارة الداخلية والجهات المعنية في الدولة، إضافة إلى شركات أمن خاصة، ونحن على تواصل مع وزير الثقافة ومع القوات المسلحة للتنسيق معها.. وعن تأمين الشرطة المعرض من الداخل، فهذه تفصيلات تخص الأمن لا أستطيع التحدث عنها، وأؤكد أن تأمين المعرض على أعلى مستوى ولكل مواطن حق المشاركة فى الفاعليات ما دامت وجهات النظر تطرح في إطار أدب الحوار، ومن يخالف سوف يتم التعامل معه.
الظروف الأمنية والأوضاع السياسية تتطور للأفضل من عام إلى عام، وننتظر من المعرض المقبل أن يكون أكثر تميزا عن الدورات الثلاث التي أقيمت بعد الثورة، وأن تزداد حجم المبيعات ويزداد عدد الزائرين، فضلا عن تطوير الخدمات والنشاط الثقافي.
 ماذا تقول للمواطن عن معرض الكتاب الدولي القادم؟
 المعرض عرس ثقافي لا تحرم نفسك من المشاركة فيه، وقد تلافينا مشاكل الأعوام السابقة بشأن التنظيم، وهناك خرائط وعلامات إرشادية للزوار تساعدهم في معرفة وجهتهم داخل المعرض، وأقول للمثقفين: إن المعرض معرضكم وسيظل قلعة استنارة للمنطقة بأسرها، وهو ملككم ولن ندعوكم لما تملكونه.
ما تعليقك على إصدار هيئة الكتاب عدد من الإصدارات لذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة (برايل)؟
 وافقت على شراء بعض الماكينات الخاصة بالطباعة على طريقة (برايل)، ويجري الآن تنفيذ ذلك، كما سيشارك ذوو الاحتياجات الخاصة بمساحات في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل، وسننشر لهم كتبا وأعمالا بطريقتي (برايل) وطباعة ورقية، علاوة على إطلاق مشروع (الكتاب الرقمي المسموع) لهم.
 هل ترى أن هناك اهتماما من المصريين بالثقافة خاصة في ظل الاوضاع التي تعيشها مصر؟
 غالبية المصريين مهتمون بالثقافة ليعرفوا ما يجري حولهم، والكتاب عنصر رئيسي في هذا الأمر، فأنت في حالة ثورة، والثورة تعني وعيا، والوعي يعني ثقافة، والمثقفون باختلاف طوائفهم كانوا هم أوائل من شاركوا في ثورة 30 يونيو ضد الإخوان، وهكذا فأجواء المعرض لها طابع مختلف خاصة النشر الإلكتروني.
 هل تؤثر سهولة تحميل الكتب من الإنترنت سلباً على التوزيع؟
 أتوقع أن تكون هذا العام أفضل من سابقيه، وبالنسبة لتحميل الكتب إلكترونياً فأنا مؤسسة حكومية هدفي نشر الثقافة ووصولها للمواطن وليس الربح، وكتابي ككل مؤسسات وزارة الثقافة ليس غالياً، وعندما ينشر لي كتاب كمؤسسة ثقافية على الإنترنت فهذا لا يعرقلني؛ لأنه سيكون أوسع انتشاراً ويساعد القارئ الذي لا يستطيع الحصول عليه مطبوعاً، أو ليست لديه القدرة على شرائه، إضافة إلى أننا نحاول تفادي ذلك من خلال تنظيم البيع الإلكتروني عبر النشر الإلكتروني للكتب من خلال وسائط تكنولوجية، وهذا ما سيجده الزائرون في المعرض.
النقد الأدبي
 ما الكتب التي يحرص على اقتنائها د. أحمد مجاهد؟ وفي أي المجالات تقرأ؟
 منذ صغري كنت أقتصد من مصروفي طول السنة لأشتري به الكتب من المعرض، وحتى اليوم أحرص على شراء الكتب، خاصة كتب دور النشر العربية أو الأجنبية التي لا أجدها سوى في المعرض، وتعد الكتب الأدبية أهم ما أقرأ فيه، بحكم تخصصي في النقد الأدبي الحديث.
 ماذا عن دعوة قطر وتركيا للمعرض؟
 نحن لا نوجه دعوات للدول، وإنما نقوم بالمعاملة بالمثل عندما توفر لنا دولة مساحة لعرض الكتب، كما يقوم الناشرون الدوليون بملء استمارة للمشاركة، ويجب الفصل ما بين السياسة والثقافة.
 بماذا يطالب رئيس الهيئة العامة للكتاب المثقفين؟
 بتقديم اقتراحاتهم حول محور المعرض وشعاره بما يحقق الهدف من المعرض، وهو تلبية الحاجة الثقافية للمجتمع، وكذلك تقديم اقتراحاتهم حول شخصية العام.
 ما أحدث مشروعات الهيئة التي ستصدر عنها؟
 يصدر عن الهيئة كل من سلسلة "الألف كتاب" وسلسلة الأعمال المترجمة للغة الإنجليزية لكبار الكتاب المصريين، بالإضافة إلى بدء العمل في مشروع "النشر الإلكتروني"، وهو من أهم المشاريع الضخمة التي تعكف على تنفيذها الهيئة الآن، ومنها أعمال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي وكتب في الفن التشكيلي، وسيتضمن الإصدار الورقي للأعمال الكاملة أو الكتب أشعار الأبنودي صوتيا على (سي دي)، وبالنسبة لكتب الفن التشكيلي سنصدر الكتاب متضمنا بعض اللوحات الفنية لمؤلفه، وسنلحق اللوحات الأصلية (الأوريجينال) على (سي دي).