كشف مصدر أمني عن اعتماد الجزائر سياسة دفاعية جديدة على الحدود مع ليبيا، تستند إلى إقامة تحالفات قبلية وسياسية مع القبائل والوجهاء المحليين، وربط علاقات قوية مع سكان المناطق الجنوبية الشرقية في ليبيا. وقال المصدر: إن هذه الخطوة تأتي بعدما أشارت تقارير أمنية إلى أن أمام ليبيا ليس أقل من 3 سنوات لبسط سيطرة الدولة بالكامل على الإقليم الليبي الشاسع، حسبما ذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية السبت. وأضاف: إن مخططا تم التوصل إليه بالتنسيق بين وزارة الخارجية ومصالح الأمن، يعتمد على التوصل إلى تفاهمات عرفية مع سكان المناطق الجنوبية الشرقية في ليبيا من أجل أن تستقر هذه المناطق على الأقل حتى لا تنتقل القلاقل إلى الحدود الجزائرية، بالإضافة إلى محاولة منع التيارات التكفيرية من السيطرة على المنطقة ومطاردتها. وبدأت الجزائر مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية مع الجارة ليبيا، على ضوء تقارير أمنية حذّرت من احتمال تواصل الفوضى في ليبيا لسنوات قادمة، في ظل زيادة نفوذ الجماعات السلفية الجهادية، وتراجع دور الحكومة الليبية المركزية. وأفاد مصدر أمني بارز، أن تقارير أمن جزائرية وغربية تشير إلى أنه حتى في حالة التوصل إلى توافق سياسي محلي في ليبيا، فإن أمام الجارة الشرقية للجزائر ما لا يقل عن 3 سنوات لفرض سيادة الدولة على الإقليم الشاسع. يُذكر أن ليبيا تشهد انفلاتا أمنيا وقتالا بين الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة وبين الجماعات الإسلامية المتطرفة. وتواجه السلطات الليبية، صعوبة كبرى بسبب نقص الكادر الأمني وعدم وجود سياسة دفاعية وعقيدة قتالية واضحة منذ انهيار نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قبل 3 سنوات. على صعيد آخر، طالبت القيادة العامة للجيش الليبي في نداء عاجل مساء الجمعة لأولياء الأمور وشيوخ القبائل بتسليم أبنائهم الذين شاركوا في عمليات إرهابية ضد الليبيين، وتقديمهم إلى وحدات الجيش الوطني للتحفّظ عليهم وإحالتهم إلى العدالة، بدلا من ملاحقتهم وقتلهم على أيدي الجيش أو أولياء الدم في حالة عدم استجابتهم لهذا النداء. وقال البيان الذي ألقاه الرائد محمد الحجازي الناطق باسم قيادة الجيش الليبي إنه "تم تشكيل وحدات خاصة ستداهم المنازل والمخابئ المتواجدين بها"، حسبما ذكرت "بوابة الوسط" الليبية السبت. وأوضح أن "المعلومات المتوفرة لديهم تفيد بهروب أغلب قادتهم من ليبيا والبعض حاول اللجوء السياسي، والمتبقي منهم سيكون مضطرا إلى الهروب عبر البحر أو تائها في الصحراء في حالة عدم تسليم نفسه"، وأن "دول الجوار والعالم ستساعدهم في القبض عليهم حيث إن وسائل الاستطلاع الحديثة قادرة على تحديد أماكنهم". يُذكر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء حفتر يقود عملية الكرامة منذ منتصف شهر مايو الماضي لتطهير البلاد من المتطرفين.