طالبت القيادة العامة للجيش الليبي في نداء عاجل مساء الجمعة أولياء الأمور وشيوخ القبائل بتسليم أبنائهم الذين شاركوا في عمليات إرهابية ضد الليبيين، وتقديمهم إلى وحدات الجيش الوطني للتحفظ عليهم وإحالتهم إلى العدالة، بدلاً من ملاحقتهم وقتلهم على أيدي الجيش أو أولياء الدم في حالة عدم استجابتهم لهذا النداء. وقال البيان الذي ألقاه الرائد محمد الحجازي الناطق باسم قيادة الجيش الليبي إنه «تم تشكيل وحدات خاصة ستداهم المنازل والمخابئ التي يوجدون فيها»، حسبما ذكرت «بوابة الوسط» الليبية أمس السبت. وأوضح أن «المعلومات المتوفرة لديهم تفيد بهروب أغلب قادتهم من ليبيا وبعضهم حاول اللجوء السياسي، والمتبقي منهم سيكون مضطراً إلى الهروب عبر البحر أو تائهاً في الصحراء في حالة عدم تسليم نفسه»، وأن «دول الجوار والعالم ستساعدهم في القبض عليهم حيث إن وسائل الاستطلاع الحديثة قادرة على تحديد أماكنهم». يذكر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية يقود عملية الكرامة منذ منتصف شهر مايو الماضي لتطهير البلاد من المتطرفين. ومن جهة أخرى، كشف مصدر أمني جزائري عن اعتماد الجزائر سياسة دفاعية جديدة على الحدود مع ليبيا تستند إلى إقامة تحالفات قبلية وسياسية مع القبائل والوجهاء المحليين وربط علاقات قوية مع سكان المناطق الجنوبية الشرقية في ليبيا. وقال المصدر إن هذه الخطوة تأتي بعدما أشارت تقارير أمنية إلى أن أمام ليبيا ليس أقل من 3 سنوات لبسط سيطرة الدولة بالكامل على الإقليم الليبي الشاسع، حسبما ذكرت صحيفة «الخبر»الجزائرية أمس السبت. وأضاف أن مخططاً تم التوصل إليه بالتنسيق بين وزارة الخارجية ومصالح الأمن، يعتمد على التوصل إلى تفاهمات عرفية مع سكان المناطق الجنوبية الشرقية في ليبيا من أجل أن تستقر هذه المناطق على الأقل حتى لا تنتقل القلاقل إلى الحدود الجزائرية، بالإضافة إلى محاولة منع التيارات التكفيرية من السيطرة على المنطقة ومطاردتها. وبدأت الجزائر مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية مع الجارة ليبيا، على ضوء تقارير أمنية حذرت من احتمال تواصل الفوضى في ليبيا لسنوات مقبلة، في ظل زيادة نفوذ الجماعات السلفية الجهادية، وتراجع دور الحكومة الليبية المركزية.