كانت الفوضى عارمة بحيث يصعب التعرف على أي أحد عند وصول جثمان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى المقاطعة لدفنه في مقره بمدينة رام الله،إلا أن الشخصية الوحيدة التي كان غيابها مدويا في رام الله هي الشقراء ، زوجته سهى، فلسطينيون كثيرون لا يحبونها لغيابها عن الضفة الغربية وقطاع غزة طوال أربعة أعوام من الانتفاضة ومع ذلك فقد جلبت على نفسها المزيد من غضب الناس لفرضها طوقا من العزلة على زعيمهم المحبوب في أيامه الأخيرة بمستشفى فرنسي،قالت رانيا زبانة (25 عاما) بعد مراسم دفن عرفات وسط مشاهد من الفوضى في مقره برام الله:أنني متأكدة انها تخشى رد فعل الشعب الفلسطيني،ربما كان من الممكن أن يحدث لها أي شيء، ويوجه الفلسطينيون الكثير من الانتقادات الى سهى (41 عاما) معتبرين أنها تتصرف كملكة وأنها نالت من كرامة الرجل الذي يمثل رمز قضيتهم الوطنية وأثارت القلاقل فيما يتعلق بخلافته بحجبها أنباء تطورات حالته عن رفاقه،واتهمت سهى مساعدي عرفات وهم رفاقه الذين لم يتقبلوا أبدا بسهولة زواجه في 1992 من أمرأة في نصف عمره بأنهم يحاولون دفنه حيا. وسمحت سهى فقط لاولئك الذين اعتبرتهم ملائمين بزيارته قبل إعلان موته الخميس،وكانت سهى اتهمت قادة فلسطينيين بانهم يسعون جاهدين لخلافة الرجل الذي يجسد النضال من اجل دولة فلسطينية وضد الاحتلال الإسرائيلي،وقالت سهى عرفات أثناء ظهور على شاشات قناة الجزيرة الفضائية العربية انها تدعو الى إدراك "حجم المؤامرة". ونفت سهى العيش في بحبوحة من العيش بأموال السلطة الفلسطينية فيما يعيش الفلسطينيون في ظروف اقتصادية بائسة وسط أعمال عنف مروعة،وغادرت سهى مع ابنتها زهوة الى باريس في مستهل الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 بعدما أصيب منزلهم في غزة أثناء هجوم صاروخي اسرائيلي على موقع لحرس عرفات القريب. ولم تلحق أي إصابات بالاثنتين. لقد ضاق مسؤولون فلسطينيون ذرعا عندما ظهرت سهى في رام الله لفترة وجيزة يوم 29 أكتوبر من أجل نقل عرفات إلى فرنسا. وأثارت المزيد من الغضب عندما فرضت ستارا من العزلة حول عرفات في باريس وعندما اتهمت رفاقه بالتآمر لقتله،وقال مسؤول :لو جاءت الى رام الله لعرفت كم يكرهها الناس الا انها اذا لم تأت فسينتقدها الناس أكثر، ومن سيارة سوداء تابعت سهى في القاهرة جنازة تشييع عرفات التي حضرها الملوك والرؤساء وكبار الشخصيات من 50 دولة،وانتحبت في قاعدة جوية مصرية فيما كان جثمان عرفات ينقل الى طائرة ستقله الى مثواه الاخير... ثم تفرقت بهما السبل.