من البداية نقول اننا ندعو إلى تعديل استراتيجية الولاياتالمتحدة في حربها ضدالإرهاب. السبب ان المنتصرالوحيد والخاسرالوحيد في الكفاح الذي يطلق عليه الأميركيون الحرب ضد الإرهاب مهما طال أمده هم المسلمون. وأن على الدور الأميركي في هذه الحرب أن يتقلص تدريجيا لكي يشكل ساحة المعركة لتلك المنافسة بدلا من خوض الحرب على الطريقة الأميركية. وسوف تظل تلك الحقيقة قائمة سواء كان الفائز في الانتخابات المقبلة بوش أم كيري. و يتوجب على الإدارة القادمة أن تعيد صياغة استراتيجية جديدة من شأنها أن تضع الحكومات والمؤسسات الإسلامية على الخط الأمامي لحرب أهلية داخل الإسلام كانت الولاياتالمتحدة قد استدرجت إليها في سبتمبرعام 2001 . أن آلية التعبئة للحرب قد نفذ مفعولها ، وأن الاستمرار في استخدام هذة الآلية لإغراض خطابية أو تنظيمية من شأنه أن يحجب المسؤوليات الأخلاقية والسياسية والاجتماعية التي تدفع المجتمعات الإسلامية لتولي مهمة تطهير أنفسها من الجماعات المتطرفة. إن جدلا موسعا قد دار حول الإرهاب وتعريفه وذهب خطأ إلى أنه عمل تكتيكي أكثر من اعتباره عدوا فعليا. ونقول إن الإرهاب ليس عملا تكتيكيا بل يتمثل في مجموعة من الدوافع والقيم الإنسانية تدفع اولئك الذين يخططون للتفجيرات الانتحارية واختطاف الرهائن وجز الرؤوس أمام الكاميرات. خلاصة القول إن هذه الحرب لابد أن يكون لها شعار وأن هذا الشعار يجب أن يكون هو التسامح بما ينطوي عليه من احترام وحماية للعقائد المختلفة والهويات المتباينة.