قادني هذا السؤال المفاجئ من صديقة إلى سؤال أعمق ماهو الحب أولا ؟ وأي أنواع الحب هذه التي تسلمك لمصيرك الذهبي (إن كان كذلك)؟ أعتقد في تلك الدراما المعقدة في العلاقات الزوجية أصبح مفهوم الحب كالمادة الهلامية ليس من السهل الإمساك بها . فبعض منا في مرحلة من حياته يبحث عن حب مفقود ويجد ألف وألف سبب ليقنع نفسه بأنه مسلوب الاختيار وانه اقتيد لزواج بالعادة وليس بالاحتياج. وتظل هذه الرغبة في الحب شئنا أم أبينا هي الأقوى رغم كل الأسباب وعلينا احترام ذلك إن كنا من النوع الآدمي، ومن الظلم لوم هؤلاء الذين يبحثون عن قطرة حب في حياة مجدبة. لكنني أرى أيضا أن الحب سابقا أو لاحقا في الحياة الزوجية هو ترف للطبيعة البشرية المسكونة بالجمال والنقاء وكلها رمز لانسان يعلم بأن هناك في مكان ما يسكن أحشاءه قلب رغم كل الأقنعة. الحب يتخطى الجدران ليلتصق بالقلب حينما يكون اختيارنا للطرف الآخر معافى ، ومعافى هنا تعني من متطلبات الآخرين وأحلامهم فينا . فالكثير يطلق مكوك الزواج وهو لايعرف حتى من أين يشتعل لمجرد بعض الواجبات التي يطلقون عليها عائلية . والأكثر إضحاكا أنه يرى نفسه في ذلك مسلوب الإرادة ولا يلبث أن يمضي بعض السنوات التخريبية (أعني التجريبية) لذاته ثم تسقط بين يديه لحظة تذكره بأنه إنسان على فوهة الحياة ومن حقه أن يحب وهنا تقع كارثة سقوط الزواج القائم قلبا إن لم تكن قالبا فيما بعد. وفي اعتقادي أن مايموت هنا ليس الحب لأنه لم يوجد أصلا بل هو السكنى المزيفة لطرف يعيش معك بجسده وروحك عنه ضالة . وعودة للحب الحقيقي ..الحب الذي لايعيقه أي اختيار ولا يخيفه أي قانون للعمر ولا تحطمه الالتزامات الورقية ...نقول ان هذا الحب هو الشيء الذي يبني الحياة حتى قبل أن تفكر فيها لأن فيه لغة مشتركة بين الطرفين ، صدق في التعامل ، مرونة في الخلافات ، تعاضد في الأزمات ، ثقة في ذات الحب قبل أن تكون في الآخر ، تفهم في كل الحالات المقبولة وغير المقبولة فأنت على كل الوجوه بين يدي حبيبك ملاك، إنه تناغم ومشاركة في الاهتمامات ، تلاحم في المخاوف ، فطنة في النظرللمستقبل ، كمال في الروح مهما عبرت السنين فوق خط العمر. ذلك هو الحب الذي لاتفتله السنين مهما صعب حالها ، إنه الحب الذي يصنع الابداع في المناورة مع مشاق الحياة . إنه الشراكة الحقيقية بكل معانيها لتكون الحياة أجمل. يبقى السؤال الأهم : من منا لديه الذكاء أو حتى الاستعداد ليتعلم أن يكون هذا هو أساس اختياره للشريك الآخر ، وهل نحتاج لسنوات العمر لتثبت لنا أن مابني على غير أساس لايصلح للسكنى!! @@ لؤلؤة حبيبي شيء ما يبقيك هنا رغم الأميال ومسافات السفر