تحدثنا في زاوية سابقة عن الشيب وتقدم السن الذي يخشاه الكثير وان كان تغيرا طبيعيا وتقبله أمر مفروغ منه، اذاً ما الذي يطمح الجميع إليه ويتمنون أن يصبح حقيقة؟ إنه الشباب الدائم، الأمر المحير عبر الأزمنة، شاغل الحكايات والأساطير وكذا الباحثون والمفكرون لإتباع كافة السبل العلاجية لجعل هذا الحلم الوردي واقعا. سأتناول في هذا المقال أحد هذه الطرق كونه من أكثر الأدوية التي يطلبها المرضى في العيادة، ظنا منهم انه سيمنحهم الطاقة والنشاط، وسيعالج من الأعراض من آلام في العظام وتساقط للشعر والتهابات في اللثة أعني إنها «الفيتامينات». الفيتامينات والمعادن هي مواد ضرورية يحتاجها الجسم بكميات ونسب بسيطة؛ لنموه الطبيعي واداء وظيفته، ومن السهل الحصول على احتياجنا اليومي منها إذا تناولنا وجبات متزنة وصحية تحتوي على حصص وافرة من الخضار والفاكهة، إلا أن الكثير منا يفشل في ذلك فيستعيض عنها بالحبوب كمكمل غذائي، بينما الحصول عليها من مصادرها الطبيعة أفضل وأشمل للفائدة. من المواد المهمة لسلامة العظام والوقاية من الهشاشة «الكالسيوم» المتوفر في الحليب ومنتجاته، وقد أثبتت الدراسات أن عدم تناول كميات كافية طيلة حياتنا يؤثر على سلامة العظام في المراحل العمرية المتقدمة ويجعلها عرضة للكسور، وتختلف الحاجة بحسب العمر ومرحلة النمو إلا أن الشخص البالغ يحتاج ما يقارب 4 كاسات من الحليب أو الزبادي قليل الدسم يوميا، وكذلك من الضروري الحصول على فيتامين (د) الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم وذلك عن طريق تعرض الجلد لأشعة الشمس أو تناول أطعمة معينة كالسمك، والكبد، والحليب المدعم بالفيتامين، أيضاً ما يصفه الطبيب من جرعات دوائية. أما عن تأثير الفيتامينات كمادة واقية من الأمراض المزمنة وربما الخبيثة كذلك، فلم تثبت حتى الآن فعاليتها مقارنة بعادات صحية أخرى كترك التدخين ومزاولة النشاط البدني، ولا نفع يرجى من مضاعفة كميتها أو تناول جرعات زائدة بل على العكس من ذلك تماما ينبغي توخي الحذر والإلتزام بما نصح به. خلاصة القول إن الفيتامينات هي مواد عرفت طبياً بأهميتها لتعزيز جهاز المناعة وسلامة الأعضاء و الحواس، إلا أن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، وتناول جرعات ضئيلة منها بعد مشوار حياة قد يكون مليئا بأخطاء العناية الصحية والبدنية لن يصلح ما أفسده الدهر، فإنما نحصد ما زرعنا، فلنستثمر في صحتنا باكراً حفظنا الله واياكم.