في الحروب الشاملة او في حروب العصابات تكون (الشائعة) من بين أهم الأسلحة التي تستخدمها الجيوش والعصابات وتجند بعض العصابات والخارجين عن القانون بعض ضعاف النفوس ليبثوا الشائعات في المجتمع ويؤثروا سلبا على الحياة والاقتصاد, ناهيك عن البلبلة واثارة الفتن والقلاقل بين الناس, كما ان هناك بعض من يريد ان يصطاد في الماء العكر ليروج الشائعات طوعا. علينا ان نعترف اولا ان شريحة كبيرة من مجتمعنا تتميز بالبساطة وبالبعد عن الخبث, وهذه الشريحة هي المعرضة لاستقبال الشائعات وهي الحاضن الأكبر لتفريخها والمساهمة في انتشارها, كانتشار النار في الهشيم. كما ان علينا ان نعترف ثانيا ان هناك فئة جاهلة في المجتمع تريد ان تظهر امام الناس وكأنها تعرف كل شيء, وهذه الفئة هي وقود الشائعة التي تهز المجتمع وتربك الأسر كبارا وصغارا, رجالا ونساء. وثالثا وهو الأهم في نظري فانه الظرف الذي يسمح بانتشار الشائعة وخاصة غياب المعلومة من الجهات المختصة. وقد عانينا في سنوات ماضية من ذلك لكن والحق يقال فانه خلال السنتين الاخيرتين, اصبحت الشفافية من اهم مبادىء الجهات الحكومية ذات الاختصاص سواء كانت صحية او اجتماعية او أمنية, ومع ذلك فان غياب المعلومة احيانا تتطلبه المصلحة العامة فاذا كان بيان وزارة الداخلية غير كاف فليس لانها لا تريد ان تقول الحقيقة بل لأنها في حرب ضد الارهاب وتسريب اي معلومة قد يستفيد منها الارهابيون او المجرمون ثم ان غابت المعلومة لهذا السبب فليس ذلك سببا لتبادل الشائعات وتكبيرها. وعلى سبيل المثال فأنا اعيش في حي الحزام الذهبي وكنت اتلقى اتصالات من المنطقة وخارجها تسأل وتتحدث عن ان المطلوبين مختبئون في البيت (الفلاني) وان البيت محاصر وان الرصاص لم يتوقف في الوقت الذي ارى البيت الذي يتحدثون عنه امامي وأهله يدخلون ويخرجون بأمان ولا هو محاصر ولا (يحزنون) وكل ما في الأمر هو (شائعة) اطلقها مريض وصدقها آخرون, حتى تعدت حدود اهل الحي والمدينة لتصل لوكالات الأنباء وتناقلتها وسائل الاعلام التي صورت الحزم الذهبي على انه ثكنة عسكرية مع اننا كنا نعيش وضعا طبيعيا وابناؤنا يذهبون للمدارس مع سائقهم دون مشاكل او خوف, ولم يتأثر في هذا الحي سوى البيوت الملاصقة للمجمع المستهدف. لقد كذب البعض وتناقلوا الشائعات دون ان يدركوا خطورة ما يفعلون بالناس والاطفال وهذا هو المرفوض. ولكم تحياتي