تطل علينا المهازل من كل حدب وصوب, فبعد ان اطلت القنوات الفضائية ببرنامج (سوبر ستار) وتكرره في الجزء الثاني, ظهر اليوم برنامج مماثل على محطة أخرى بنفس المعنى ومستنسخ عنه, ولكن باسم مختلف حمل اسم (ستار أكاديمي) وهو يجمع المطربين من جيل الشباب في حمى تنافس شديد لمن يتقلد الصدارة في هذا الموسم. لقد تزايدت حمى التنافس, وتعالى صوت المؤيدين لمثل تلك البرامج والأفكار, فظهرت تقارير إعلامية تقول ان اطلاق برنامج (ستار أكاديمي) تهدف الى منافسة برنامج (سوبر ستار) الذي حقق نجاحا باهرا في لبنان والدول العربية, وظهرت أرقام عن حجم الشباب العربي المشارك, ومنها مشاركة ما يقارب خمسة آلاف شاب وفتاة من الأردن فقط, اما شروط المشاركة في الأردن على سبيل المثال, وهي الشروط لا تختلف في باقي البلاد العربية بحسب اعلانات نشرتها شركة اتصالات للهواتف النقالة ترعى التصفيات المقامة في الأردن, فان شروط الاشتراك: لبسة على الموضة وحفظ ثلاث أغاني, وشكل مقبول لمن يريد الاشتراك.. عندها يتحول المكان الذي يضم هؤلاء الشباب والفتيات الى صالة أزياء أقل ما توصف به انها مخزية. ان ثقافة (السوبر ستار وأكاديمي ستار) تفتح مجددا ملفات التغريب والقيم الهابطة التي باتت جهات رسمية في بعض البلاد العربية والإسلامية تدعم انتشارها بين الجيل الجديد, فقامت جامعات باجراء حفلات تكريم لشباب وفتيات فازوا بجائزة الأغنية الأردنية, بعد ان كانت هذه الجامعات لا تعقد مثل هذه الحفلات إلا للمتميزين عمليا وأخلاقيا. كل هذا الجهد الذاهب هباء يختزل في رسالة إعلامية موجهة بعناية الى أهداف, أهمها: تنمية الاندماج بين الجنسين, وإشعار النشء ألا إشكال في بناء العلاقات والصداقات بين الجنسين, وان قضية تحسس الفتيان من الفتيات وطقوس الفصل بين الجنسين والحدود في علاقاتهم هي أمور لا صحة لها. نعم.. هكذا يريدون. عبدالله محمد الميموني