بعد مضي أكثر من ست سنوات على استخدام الجوال في المملكة يشعر الكثير من الناس بخيبة أمل تجاه هذه الوسيلة الأكثر فعالية في عملية التواصل بين البشر. فالتقارير التي تنشر في وسائل الأعلام كل يوم عن أضرار استخدامه على مختلف أعضاء الإنسان خاصة المخ تجعل من المستخدم يفكر ألف مرة في طريقة تعامله مع هذا الجهاز المفيد - الخطر.! ورغم التحذيرات التي تطلقها هذه التقارير إلا أن فئة كبيرة من الناس لا يعير لها أي اهتمام، فهم يستخدمونه في جميع الأوقات وبشكل خاطئ. ويستخدم الإنسان الغربي جهاز الجوال وغيره من الأجهزة بطريقة صحيحة ومفيدة له ولغيره، فمن جهة جاء هذا الاختراع من قبله فهو أكثر الناس معرفة به ومن جهة أخرى يعتبر التعامل معه سلوكا يوميا يطبقه في جميع نواحي حياته. وتنقل التقارير والصور التي تبث عبر الأقمار الصناعية وفي وسائل الإعلام أن الإنسان الغربي يستخدم جهاز الجوال للمكالمات الضرورية وإذا تحدث مع طرف آخر فإنه ينهي مكالمته خلال ثوان، تحرزاً من المصاريف وتلافياً لأضراره المحتملة. أما استخدامه في المملكة وسائر الدول العربية فإنه يمكن الجزم بأن غالبية الناس لا يستخدمونه بالطريقة المثلى. فحسب استطلاع قامت به اليوم عبر 100 عينة من الشرائح المختلفة تبين أن 79% من هؤلاء يتحدثون لمدة خمس دقائق في المتوسط في مكالماتهم الاعتيادية و 3 دقائق في غالب المكالمات. وهناك 3% منهم يجرون مكالمات طويلة تصل إلى نصف ساعة في المرة الواحدة في حين أن هذه المكالمات غير تجارية وليست ذات طابع مرتبط بإنجاز أعمال مكتبية أو غيره. وتحدث 25% منهم عن سلوكيات متبعة لديهم في إرسال واستقبال المكالمات إذ انه من المهم لديهم الترحيب وإلقاء التحايا المتعارف عليها عند لقاء الأصدقاء والأهل والأقارب، حيث يبدأون المكالمة بالسلام والتحية والسؤال عن الأهل وما إلى ذلك من الأمور التي ينبغي تجنبها في مكالمات الجوال. بينما أصر 6% من العينة على أن هذه المجاملات تفيد في تنمية العلاقات وإن تركها يعتبر أمراً مكروهاً مشيرين إلى أنهم يجرون أغلب هذه المكالمات على حسابهم الخاص وليس على حساب الطرف الآخر، علماً بأن هذه الفئة ليست من ذوي الدخل المرتفع. 1% فقط من هذه الشريحة لديه اعتقاد خاص بأن مكالمات الجوال ينبغي أن تستخدم فقط للتنبيه بوجود الشخص أو للأعمال الضرورية القصوى سواء كان هو المتصل أو غيره، ويرى هذا الشخص ( تاجر لم يكمل تعليمه) أن الفاتورة التي تتجاوز 200 ريال فيها إسراف وتبذير. وكانت شريحة النساء والفتيات 20% من المجموعة وتنوعت استخداماتهم للجوال، ففي المجمل تقضي بضعهن ربع ساعة إلى 25 دقيقة في المكالمة الواحدة في الأوقات العادية، وتصل إلى ساعة بالنسبة للفتاة المخطوبة على سبيل المثال.. وتتراوح مكالمات ذات الربع ساعة بين الطلب من الزوج أغراضا وهو في العمل أو طلب معين من زميلة أو صديقة.. وأشارت 55% من شريحة الفتيات الى أن بعض الأحاديث التي يتبادلنها في الجوال، هي أحاديث مكررة وغالباً ما يتحدثون فيها مرة أخرى في العمل أو الكلية في صبيحة اليوم الثاني. واعتبرت واحدة منهن فقط (طبيبة) أن الجوال للمكالمات الضرورية فقط، واعتبرت أن الرد على المكالمات المستلمة (التي لم ترد عليها سابقاً) هو أمر غير ضروري، إلا إذا عرفت أن صاحب هذه المكالمة يريد أمراً مهماً أو مرتبط معها بعمل. وفي سؤال كامل الشريحة عن معرفتهم بأضرار كثرة استخدام الجوال أجابوا بأنهم يعرفون ذلك وأنهم يقرأون التقارير أو يسمعونها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، إلا أنهم لا يعيرونها اهتماماً كافياً أو لا يفكرون فيها كثيراً، في اعتقاد أن استخدام الجوال ضروري ولا مفر منه. ويرى 9% منهم فقط أن استخدام اللاقطة يقي من بعض الأضرار ولذلك هم يستخدمونها (8 رجال وامرأة واحدة). وأجمعت الشريحة كلها على أهمية إبعاد الجوال عن متناول الأطفال وخلال أوقات النوم عن الأذن، إلا أن 3% فقط (فتيات) أصررن على أن وضع الجوال قرب السرير ضروري لاستخدامه كمنبه أو الرد على المكالمات الضرورية في الأوقات المتأخرة، كما تستخدم 10% من شريحة النساء (فتيات أيضاً) لتبادل الآراء وقت الامتحانات حينما يكون التلفون مشغولاً الأمر الذي يدفعهم لمصاحبة الجوال في كل الأماكن بما فيها غرفة النوم.