الوقاية خير من العلاج في كل حالة, ولا شك في ان وقاية شباب الأمة من الأفكار الشاذة المنحرفة من خلال اعطائهم جرعات كافية من التحصين كفيلة بحفظ المجتمع من مغبة انخراط شريحة من شرائحه في مسالك الإرهاب ودهاليزه المظلمة, وتلك مسؤولية لا تقع اعباؤها على المؤسسات الرسمية بالدولة المعنية بتربية الأجيال وتعليمهم فحسب, ولكنها تقع على الجميع, فالمسجد له دور, والأسرة لها دور, والإعلام له دور, ومختلف الأنشطة المجتمعية لها دور في تشكيل وتوجيه وضبط سلوكيات شباب الأمة وتهيئتهم للمستقبل, ولا شك في ان تفجير المحيا الأخير بالرياض هو أكبر دليل على أهمية ان يضطلع المجتمع بأسره بدور ريادي في تحصين وتوعية شباب الأمة حتى لا يقعوا ضحية الموتورين والمهووسين من حملة الأفكار المنحرفة الشاذة عن الدين والأعراف والقوانين والقيم والمثل الإنسانية والأخلاقية المتعارف عليها, فالجريمة التي حدثت انما تعكس بوضوح فقدان تلك الفئة للتحصين والتوجيه والارشاد فأقدموا على فعلتهم الشنيئة تلك, فثمة استغلال بشع لمثل تلك الفئات المفتقرة لمبادىء التوعية والتحصين من أولئك الحاقدين على الإسلام والمسلمين لايقاعهم في دائرة شباكهم لتنفيذ أهداف شريرة من شأنها قتل البشر وترويع الآمنين وتقويض المنجزات الحضارية لأي مجتمع من المجتمعات, والضرورة تستدعي في هذه الحالة تحصين شباب الأمة للحيلولة دون انسياقهم مع تلك التيارات والأفكار الهدامة والمنحرفة.