حذر عدد من المختصين في مجال الأمن الفكري من الانتشار الكبير الذي حققته مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الأفكار المنحرفة للكثير من المتابعين من الشباب في مختلف مناطق المملكة، وأكد المختصون أن هناك من يندس خلف تلك المواقع لينشر الفكر السام المنحرف لفئة الشباب، مستفيدين من سهولة الوصول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أخذت تشوش على أفكار شبابنا، موضحين في نفس الوقت أن تحقيق الأمن الفكري وحماية الشباب تقع على عاتق الجميع. في البداية أكد ل «عكاظ» وكيل عمادة التعليم العالي في جامعة طيبة الدكتور فهد بن مبارك الوهبي، على ضرورة تحصين عقول الشباب ضد الأفكار المنحرفة والتي تقود في الغالب إلى عدد من الجوانب السلبية في حياة الشاب، وأضاف الوهبي: إن أول الخطوات التي تساهم في تحصين عقول الشباب، هو تزويد الشباب بالقول الشرعي والوطني الوافي والصحيح، والذي يمكنهم من مقاومة محاولات غسل العقول والانحراف الفكري. كما ذكر ل «عكاظ» مدير عام مرور منطقة المدينةالمنورة العميد محمد الشنبري، أن أهمية الأمن الفكري تنبع من خلال ضرورة حمايته من الأفكار الهدامة والشعارات الكاذبة، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة (تويتر وفيس بوك والواتس آب)، وأضاف: إن حماية الشباب هي مسؤولية مشتركة عن طريق التعاون بين كافة مؤسسات المجتمع الدينية والأمنية والتعليمية وغيرها. وذكر مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة اللواء زهير سيبيه، أن وزارة الداخلية حريصة كل الحرص على تحقيق الأمن الفكري وحماية الشباب من الانحراف الفكري، وإبعادهم عن الكثير من الظواهر السلبية، وذلك من خلال تنفيذ البرامج التوعوية المكثفة، وتعزيز الأمن الذي تعيشه بلادنا في ظل قيادتها، بمتابعة شخصية ومستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. من جهته، أوضح أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية الدكتور غازي المطيري، أن شباب هذه البلاد مستهدف من كثير من أصحاب الفكر الضال، وباتوا يحرصون على نشر أفكارهم لشباب هذه البلاد، ويحرصون على نزع فتيل الفتن لينتشر الظلم ويضيع الأمان، وأضاف: يكفي شبابنا فخرا في هذه البلاد أنه يعيش آمنا مطمئنا على نفسه وأهله وأولاده وماله، وهذه النعمة لا يمكن الحصول عليها أبدا في أي بلد من بلدان العالم أجمع، وأكد على ضرورة أن ينتبه شبابنا لمثل هذه الأمثلة التي يرونها ويسمعونها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأن يتعظون بما يدور في المناطق من حولنا، بسبب البعد عن المنهج الصحيح للسلف الصالح، والسير وراء من يرفعون الشعارات البراقة الخداعة التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب. وذكر المطيري أن الشباب هم عماد الأمة، وحصنها المنيع -بعد الله تعالى- في حفظ هذه البلاد من التيارات الهدامة، والشعارات الكاذبة، لذلك هم يحتاجون إلى فهم الأمور بتبصر وتعقل، عن طريق العلماء العاملين الذين يوضحون لهم الطريق، ويحذرونهم من مغبة الانسياق وراء الهوى والحماسة غير المنضبطة بالشرع الحنيف. وأضاف: إن مما يؤكد أهمية الأمن الفكري هو حماية النشء من الوقوع فيما وقع فيه من سبقهم من الشباب، ويكون ذلك بالتوجيه الهادف عن طريق المؤسسات الدينية والاجتماعية في المجتمع، والتي تقوم بدور كبير في وقاية المجتمع والذود عن حياضه، ومن أهم المؤسسات التي تقوم بهذا الشأن، ولها دور وقائي في معالجة مثل هذا الفكر، المسجد، المدرسة، الأندية الثقافية والرياضية.