الشجاعة عنصر نفسي يساعد على الاقدام في مواقف اتخاذ القرار. وعندما نذكر الشجاعة فان القصد هو الاقدام بنفس غير مبالية وبعزيمة خالية من الرجوع الى الملف او الوقوف بنفس النقطة. نحن بأمس الحاجة الى الشجاعة في كثير من فترات حياتنا فبدونها نكون غير قادرين او مؤهلين للوصول الى الهدف المنشود الجيوش التي انتصرت كان جنودها شجعانا والطالب الذي حصل على معدل مرتفع كان شجاعا في تغلبه على صعوبات كثيرة اثناء دراسته ورجل الاعمال الناجح الذي وصل الى القمة كان شجاعا في مواقفه عندما انتصر على فيروس التردد. كل خطوة تقدم لايدفعها غير الشجاعة. والاقتصاد العالمي ملئ بالشجعان ولا جود للجبناء. المترددين او الموسوسين في دائرة النمو والرفعة والازدهار. لقد عاصرت فترة نمو العقار مدة من الزمن وعايشت اناسا وصلوا بشجاعتهم الى اعلى درجات الرفعة وبين الاقتصادين واصبحوا يملكون الملايين والعقارات والخبرة في الاستثمار نعم ان الشجاعة دواء فعال في كثير من رجال الاعمال واذا علمت او سمعت ان هناك رجل اعمال ناجح في العقارات اوفي غيرها فتأكد ان نجاحه جاء بتوفيق من الله ثم بشجاعته في اتخاذ القرار لان اقدامه على العمل من خلال شجاعته جاء من خلال رؤية ثاقبة وعلم متزامن مع سنوات الخبرة ان اي عقار مرتفع الثمن اثناء الشراء فسوف يكون مناسب الثمن مستقبلا. الجبناء والمترددون هم الذين بقوا داخل الحفر يرجعون ما حصل لهم بالحظ السيء او غيرها من المبررات التي لا يصدقها الا هم او امثالهم. التجارة في العقار مجال واسع متنوع وهناك وسطاء ومستثمرون وايضا هناك الطفيليون من العقاريين وهم الذين لا يملكون غير التجول بين المكاتب وكسب اكبر قدر من المعلومات ونقلها من مكتب الى مؤسسة الى فرد مما يساعد ويكثر ويساهم على انتشار الاشاعات والمزايدات وعدم المصداقية. وانا شخصيا اعتبرهم خطرا على الكثير من مراحل نمو العقار وهؤلاء يفقدون الشجاعة في انشاء مكتب او مقر لهم وغلب عليهم الاكتفاء بالتجوال وكسب السعي دون اية مسئولية او تكاليف مادية. يراجعني في مكتبي العقاري اشخاص منذ عشرات السنين وهم يبحثون عن فرص عقارية ولكن شعورهم بالانهزام والجبن يسبب لهم الاعاقة والتردد وعدم الاقدام على الشراء والاستثمار بشكل واسع ومازالوا حتى وقتنا هذا وهم يعتذرون بارتفاع السعر مرة وبعدم جدواها مرة واي عذر يناسب ترددهم وقلة شجاعتهم وكما يقول المثل (طارت الطيور بأرزاقها وهم مكانك سر لا شراء ولا بيع وغيرهم وصلوا بشجاعتهم الى ما يريدون وكونوا الثروات بسبب قناعتهم بان العقار لا يعرف المترددين ولا الجبناء. التوكل على الله والاستخارة عاملان مطلوبان في اي صفقة بيع او شراء لكن الذي حصل عند الكثيرين اثناء بيع العقار او الشراء هو وجود قلق وتشاؤم واضطرابات نفسية وتراكم وهمي خلطت هذه العوامل وافرزت امراضا نفسية سببت في عدم الاقدام والوسوسة في الاستثمار. الدول الغنية والمتطورة اقتصاديا وعلميا لم تصل الى هذا التطور والنمو بشعوب مريضة, ولا بشعوب جبانة او مترددة لقد قامت على الشجاعة والاقدام من خلال الدراسات العميقة والخبرة دون ان يسبب هذا العامل اندفاعا او عائقا للرفض او الامتناع. نعم انها حقيقة تلازمنا في كل مراحل الحياة سواء على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي او اي مستوى الا وهو الحاجة الماسة الى اتخاذ القرار واتخاذ القرار لابد ان يكون مبنيا على ثقة والتزام وصلاحية وتأهيل وهي العوامل التي تدفع صاحب القرار في اتخاذ قراره! اذا كان هناك احتمال نسبي في خطورة القرار فان عدم اتخاذه يحمل الخطأ كله وخيرا ان نقرر تمشى بعض امورنا بدلا من ان نتردد وتتعطل امورنا كلها انت وانا وهو بحاجة الى شجاعة وقرار صائب في الاستثمار والسفر والعلاج والعمل وكل شيء وبدون شجاعة وقرار صائب من الافضل ان نعتكف في منازلنا حتى يأتي من لديه القرار والشجاعة ليطعمنا. والله الموفق.