شيء فعلا مؤسف ان تتعاطى المحطات الفضائية العربية مع مسألة التعليق السياسي والتحليل لمجريات الأحداث في منطقتنا والتي تعد واحدة من أهم ادوات صناعة الرأي العام بأسلوب شيوخ الطريقة.. والاسوأ هوحالة الطلب اللي مالها اول ولا آخر على كوكبة من الاسماء التي تجيد تسويق نفسها على المحطات كأساطين لا يشق لها غبار في امور الحرب والسلام والعولمة وايديولوجيا اقتصاديات المعلومات الرقمية الخ.. تطور العمل الاعلامي من خلال الرساميل الخاصة للفضائيات واستقلالية اجندتها عن رقابة الحكومات وان كانت تحسب كانجاز الا ان نوعيةواساليب التخطيط والبرامج ظلت مقلدة في الشكل لافي المضمون للاعلام الدولي.. خذوا على سبيل المثال حرب العراق الراهنة وقبلها الحرب على الارهاب والمشهد الافغاني، والتعاطي الارتجالي للفضائيات العربية تحديدا مع الحدثين بتداول مجموعة اسماء لكتبة رأي في القاهرة وبيروت والرياض وابوظبي ودون ان تسأل على الاقل عن عمق اطلاع واسلوب تفكير هؤلاء وهي تقدمهم كنخبة مشكلة للرأي العام ومحددة لاتجاهات الشارع العربي في المنطقة.. وهذا في نظري توجه خطر وتقصير بحق الرأي العام نفسه عندما لاتقوم الوسيلة الاعلامية بدورها المسؤول في هذا الجانب المؤثر حتى على سياسات ومواقف صناعة القرار في المنطقة.. اليوم محطات التلفزة المؤثرة في العالم تتعاطى بذكاء وبأساليب احترافية مع اتجاهات جمهورها ووعيهم بارتباطها بمراكز دراسات فكرية ومعاهد استراتيجية متخصصة وهي تستقطب معلقين ومحللين للبرامج والسياسات والاحداث.. فالمحطة لا تجلب شخصا متابعا للاحداث او يكتب مقالة رأي في صحيفة ليطل على جمهورها معبرا عن خواطره واحاسيسه وارائه لانها تؤمن بجودة منتجها والذي يرتقي بوعي الناس والنخب وصناع القرار.. الماكينة الاعلامية الامريكية على سبيل المثال كالسي ان ان او البي بي سي البريطانية تستقطب باحثين ومشاركين نشطين في مراكز بحثية رصينة هي معاهد دراسات جادة لها رؤية وخط تفكير يميني او معتدل او ليبرالي.. بحسب ميولها وحساباتها وربما مصالحها كما تقول.. ولعلي اكمل غدا ان شاء الله.