من الحوية (شرق المملكة) الى كل من يهمه الأمر: يوم أمس الاول الخميس شهدت صحراء المملكة في جزئها الشرقي عرسا لا افخم ولا احلى ولا اكثر فرحا وبهجة. حضر هذا العرس في معية سمو ولي العهد، وجوه المملكة من اصحاب السمو الملكي الامراء واصحاب المعالي الوزراء والفضيلة العلماء والباحثين عن خبر سعودي كبير من اعلاميين محليين وعرب واجانب. وفيما كان مشروع غاز الحوية العملاق يطل بهامة مرتفعة على الحضور كانت كاميرات الصحف والوكالات والتليفزيونات لا تكف عن (الفلاشات) والدوران لترصد هذه اللحظة (البترولية) الوطنية التاريخية. ولما اشتد بهاء هذه اللحظة اشتعل الحماس في خطيبي الحفل: علي النعيمي وعبدالله جمعة، الى درجة ان الاشجار التي تغلف المكان بدت وكأنها كفت عن الحفيف. انصت الحضور لحقائق الكلمات وارقامها: المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالميا باحتياطيات ثابتة من الغاز بلغت 224 تريليون قدم مكعبة.. المملكة قفزت بانتاجها من الغاز من ثلاثة بلايين قدم مكعبة في التسعينيات الى 8ر5 بليون قدم مكعبة حاليا. المملكة موعودة بارتفاع هذه الطاقة الى 7 بلايين قدم مكعبة بعد استكمال مشروع حرض (العملاق الآخر) العام القادم.. معمل غاز الحوية اضاف 4ر1 بليون قدم مكعبة من غاز البيع يوميا والعمل نفسه سيسمح بزيادة المعالجة فيه الى 4ر2 بليون قدم مكعبة.. ومن المعمل انطلق خط انابيب بطول 470 كيلو مترا، عابرا الجبال والوديان والشعاب، ليسقي محطات توليد الكهرباء هناك ويغذي المنطقة الصناعية الثانية في المدينة التي لا تكف عن التطور والقفزات الاقتصادية النوعية. وماذا ايضا؟ يطلق عبدالله جمعة حقيقة ترفع رأس ارامكو السعودية امام قادة واهل البلاد حيث قال وفي فمه طعم الفخر والسكر: منذ انشاء مشروع غاز الحوية بدأت الشركة خطة متكاملة لتدريب الشباب السعوديين على اعمال المشروع اثناء فترة انشائه.. وشارك المهندسون الذين سيتولون العمل فيه في اعمال الانشاء الخاصة به. وقد مكن هذا الاعداد المبكر المهندسين والمشغلين الشباب من تولي اعمال المعمل بكل ثقة ونجاح بدءا من الادارة والاشراف ووظائف التشغيل والصيانة الى ادق الوظائف الفنية التي تتميز بها مثل هذه المشاريع ذات الخصوصية الفائقة. وفي سياق نفس الطعم من الفخر والسكر يعلن رئيس ارامكو السعودية عن نجاح القطاع الخاص السعودي في تنفيذ التجهيزات الاساسية المهمة في المشروع وبناء الخزانات الضخمة وتوفير امدادات الانابيب والفولاذ وتصنيع حوالي ستة وثلاثين في المائة من متطلبات المشروع. وتبقى بشرى مهمة يزفها معالي وزير البترول: لا يزال باطن الارض في هذه البلاد المباركة وحسبما تشير الدلائل يبشر بخير كثير قادم في المستقبل ان شاء الله. ومن الحوية بشارة الحاضر البترولي السعودي، نراكم على خير في بشائر المستقبل. العام القادم في حرض تحيطنا عناية الله ورعاية قادة بلادنا وهمة وحماس شبابنا. وفقنا الله.