تنفس الرأى العام التايوانى الصعداء عقب تراجع الرئيس التايوانى شن شوى عن الموقف المتشدد الذى اتخذه يوم السبت الماضى الداعى لاصدار قانون لاجراء استفتاء من أجل تحديد مصير تايوان وما اذا كانت تعلن استقلالها وتغييره للشعار الذى رفعه بأن تايوانوالصين يمثلان دولة واحدة على كلا الجانبين للمضيق التايوانى لشعار أقل استفزازا يقول أن الجانبين لهما سيادتهما وعلى قدم المساواة. كذلك فان الرئيس التايوانى قد طلب من حزبه الديمقراطى التقدمى تأخير تقديم مشروع القانون الذى دعا اليه لاجراء الاستفتاء. وصرح رئيس وزرائه يو شى كون بأن الحكومة لن تجرى استفتاء الا اذا دفعت الى ذلك دفعا من جانب الصين وان كان قد كرر ما ذكره شن يوم السبت الماضى من أن تايوان لن تقبل اطلاقا مبدأ دولة واحدة بنظامين الذى أعيد توحيد كل من هونج كونج وماكاو مع بكين فى ظله. وقد انعكس ذلك بوضوح على سوق الاوراق المالية فبعد أن كانت قد تراجع مؤشرها 284 نقطة يوم الاثنين الماضى فانه هبط بمقدار 64 نقطة فقط فى اليوم التالى وعاد للارتفاع 148 نقطة بعد أن خفف الرئيس شن من نغمته المتشددة. ويبدو أن الجهود التى بذلها الرئيس وحزبه والمسئولون الحكوميون لاحتواء الضرر الذى ترتب على تصريحه الاستفزازى للصين قد نجحت فى تهدئة الموقف فى تايوان بعد رد الفعل الحاد الذى أبدته بكين والذى ذهب الى حد التهديد باستخدام القوة المسلحة ضد تايوان اذا أجرى الاستفتاء. وقد ساعد على تهدئة الموقف أيضا شعور التايوانيين بالاطمئنان على عدم تأثر علاقتهم بالولايات المتحدة حيث كان رد فعلها هادئا ازاء تصريح شن بينما كان أكثر تشددا عندما أعلن سلفه الرئيس لى تنج هوى نظرية /الدولتين/ عام 01999 وتشجع التايوانيون أيضا بحقيقة أن بكين لم تذهب فى غضبها لحد اتخاذ خطوات عدائية محددة واكتفت بالضجة الكلامية المنتقدة والمحذرة على لسان مسئوليها ووسائل اعلامها. ومع ذلك يحذر المحللون تايوان من المغالاة فى تجاهل الاصداء طويلة المدى لتصريح الرئيس شن مثل ازدياد العلاقات سوءا مع بكين وتنامى عدم الثقة من جانبها فى شخصه مما يجعل تحسين تلك العلاقات أكثر صعوبة فى المستقبل. كذلك فانه فى المدى القصير لايزال من غير المستبعد أن تقدم بكين على اجراءات متشددة للرد على موقفه. ويخشى رجال الاعمال التايوانيون أن تتخذ الحكومة الصينية مواقف ضارة بهم مثل التحقيق فى عمليات التهرب من الضرائب من جانب الشركات التايوانية المستثمرة فى الصين. كذلك فان القوى المؤيدة للاستقلال فى تايوان قد لا ترضخ لهذا التراجع من جانب الرئيس والحكومة فى تشددهما وقد تسعى لدفعهم لتصعيد الموقف مرة أخرى رغم ما أظهرته استطلاعات الرأى من أن أغلبية الشعب تفضل بقاء الوضع على ما هو عليه فى الوقت الحاضر وترى أن الوقت غير مناسب لاجراء الاستفتاء على الاستقلال. ولذا فان الموقف ما زال محفوفا بالخطر رغم التهدئة المؤقتة التى وقعت نتيجة لاحتواء الموقف.