فكرت كثيرا ومرارا في البحث عن فلسفة تربوية نفسية تحقق لأبنائنا من المراهقين حياة مستقرة هادئة تجنبهم التعرض للأزمات النفسية والانفعالية وذلك لأن المراهق اذا لم تتح له هذه الحياة المستقرة فانه يعاني الصراع والقلق ويكون سلوكه غير متكيف وملائم بحيث يسبب الكثير من المشكلات لنفسه السليمة؟ ويمكن ان يكون ذلك عن طريق فهم مشاعرهم أفضل.. مما يساعدنا على معرفة الأسباب والنزاعات التي تدفعهم الى القيام بما يعملون وتوجه سلوكهم وتعرف كيف بدأت متاعبهم ومشكلاتهم وما أهم حاجاتهم التي يسعون اليها وعلينا أيضا ان نعرف مشاعرنا نحن تجاه أولادنا وكيف نريدهم ان يكونوا.. فالحياة مع الأبناء المراهقين ليس معناها اعطاؤهم أساليب الحياة وان نحيا لأجلهم ونضحي بحياتنا لهم ولكن ان يدرك كل منا الآخر ويتقبله بجميع سلبياته وايجابياته وان نمنحهم الحنان والمساندة في لحظات ضعفهم وأخطائهم وان نتمتع معهم بحياة ملؤها السعادة والهدوء وهذا هو دور الوالدين والأسرة في توجيه سلوكيات المراهق والتقرب منه ونصحه. وانتقل تفكيري بعد ذلك الى ظاهرة العنوسة.. واستعرضت الأقلام الكثيرة التي تناولت هذه المشكلة التي يتعرض لها العديد من فتياتنا.. وهي ظاهرة خطيرة سببها يعود الى الاعتقاد بتباين العادات والتقاليد في المجتمعات العربية داخل المجتمع الواحد والخوف من الشباب او الفتاة من الاصطدام بواقع هذه العادات والتقاليد.. وانعدام الثقة عند كلا الجنسين وبقدرتهما على التعبير عن رأيهما.. والهروب من الزواج كوسيلة للابتعاد وحل المشكلة.. بدون المواجهة للمشكلة ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة.. لكن قد تخفف هذه المشكلة والتي قد نجد لها حلا بالسماح في الاختيار حسب رغبة الفرد وعدم معاملته كآلة تحرك بالأيادي ومحاولة التقرب من أولياء أمورهم وتقليل الفجوة والتعرف والاطلاع على أفكاره ونظرة الطرفين الى الزواج قبل التسرع في الحكم وجعل الماديات هي الأساس في البحث عن الزواج لما دعا اليه ديننا الحنيف ومبادئه القيمة الكريمة في تحريك العواطف الإنسانية والعيشة الزهيدة والعمل للآخرة قبل الدنيا وتقدير الظروف التقدير الصحيح.. لكي تزول هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي ويعيش الأفراد بكل الفرح والسرور.