كشفت دراسة أن تغير المناخ دمر حضارة نهر الميسيسيبي وحولها إلى تلال رملية قبل 1000 عام، بعد أن أثر على الزراعة، فبعد أن ساعد دفء الطقس وسقوط المطر على الرخاء الاقتصادي والاعتماد على حبوب الذرة لسنوات طويلة، حل المناخ البارد، فأصاب المنطقة بالبوار. ازدهار ودمار قال تقرير نشره موقع npr إن "المجتمعات الزراعية المزدهرة كانت ممتدة بداية من شمال منطقة كاهوكيا إلى مدن وقتنا الحالي لويزيانا وجورجيا، ولكنها انتهت حاليا إلى أكوام من الرمال، وأرجعت إحدى النظريات ذلك إلى فيضانات هائلة دمرت هذه المنطقة، والاقتتال الداخلي". وأضاف أن "دراسة أثبتت نظرية جديدة وهي أن تغيرا في المناخ أصاب هذه المنطقة، وأثر كثيرا على الزراعة، وكان السبب في تدميرها". يقول عالم الآثار بجامعة ايلينويز تيموثي بوكيتات، إن "كاهوكيا كانت المركز الثقافي والسياسي للمدن الميسيسيبية التي بنيت في وقت المناخ الدافئ، ومع بداية العصر الجليدي تحول المناخ إلى البرودة بشكل مفاجئ". ولكن عالم المناخ في جامعة إنديانا والمؤلف الرئيسي للدراسة بروكستون بيرد يقول إن "سجلات المناخ القديم لهذه المناطق لم تكن وافية لاختبار هذه الفرضية". حبوب الذرة أبان التقرير أن "المناخ اتسم بالدفء بسبب ازدياد نشاط البراكين في الأرض، وكانت الثقافة الميسيسيبية في قمتها، وانعكس ذلك على الزراعة، حيث أظهرت طبقات قديمة من بلورات الكالسيت في بحيرة مارتن في إنديانا معلومات عن مقدار المطر الذي هطل في الصيف، وهو ما كشف أن حبوب الذرة بدأت في هذا التوقيت بالازدهار". ولفت إلى أن "هياكل عظمية من عدة مدن ميسيسيبية أظهرت نظائر كربونية من حبوب الذرة، التي بينت أن الناس في هذه المدن لم يكونوا فقط يأكلون الذرة بل الكثير منها". يقول بيرد: "في عام 950 شيد سكان كاهوكيا أعظم الأعمال المعمارية، مثل تل الراهب الهائل الطول، وهو ساحة كبيرة كانت تستخدم في الاحتفالات الدينية". تغير المناخ أوضح التقرير أن "عام 1200 شهد مناخ شمال أميركا تغيرا كبيرا، وأصبح التيار الذي كان يوما ما يأتي بالمطر من خليج المكسيك يأتي محملا بالهواء البارد الجاف من القطب الشمالي". يقول بيرد: "تحولت المنطقة إلى قحط عنيف، وكانت تلك بداية العصر الجليدي القصير، واستنادا إلى ترسبات الكالسيت في بحيرة مارتن استمر الطقس البارد الجاف 500 سنة، وأصبح المناخ غير مناسب لنمو وزرع حبوب الذرة". ويعتقد بيرد أن "الجو العام للميسيسيبي بدأ يتزعزع استقراره، حيث أدى تغير المناخ إلى هجرة السكان واستقرارهم في أماكن بعيدة شمالي وشرقي المنطقة المعروفة حاليا بجورجيا، حيث كانت الأوضاع أقل سوءا". ولكن بوكيتات له رأى آخر، حيث قال: "أقر بنظرية تغير المناخ، ولكن القول بأن مقدار المطر هو ما غير كل شيء يبدو غريبا"، مشيرا إلى أن هناك مسببات اجتماعية وسياسية أخرى كانت السبب في دمار الحضارة الميسيسيبية.