حكمة أمير عسير تعالج أزمات المنطقة

تدخل فيصل بن خالد ينهي معاناة المياه ويحسم إيصال الكهرباء إلى منازل المواطنين ..والحزم يوقف ظاهرة الدرباوية

بحكمة وتروٍّ عالج أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، أزمات ظهرت في بعض المرافق الخدمية بالمنطقة، ويأتي في مقدمتها القضاء على انقطاعات التحلية حتى وصلت المياه المحلاة إلى عدد كبير من محافظات المنطقة، وإيصال التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين بدون صكوك، وأيضا أزمة الغاز.
يحسب لأمير منطقة عسير متابعته كل ما ينشر في وسائل الإعلام حول أي قصور في مستوى الخدمات التي تمس حياة أهالي المنطقة، من بينها أزمة الغاز التي تتكرر بين حين وآخر من أطراف عدة ترمي بالتهمة على الآخر.
ووجه بتكليف مندوب من الإمارة ومندوب من فرع وزارة التجارة في أبها لمباشرة العمل مع مدير فرع شركة الغاز في المنطقة الجنوبية، والاطلاع على ما تم اتخاذه من إجراء حيال الأزمة الحالية للغاز التي تعانيها المنطقة، وتقديم ما يمكن عمله لإنهاء الأزمة من خلال التواصل مع الإمارة والإدارة العامة بالشركة على فرع شركة الغاز بالمنطقة الجنوبية من خلال تكليف موظفي الشركة بخارج الدوام بما في ذلك الخميس بدوام كامل وكذلك التعيين المباشر بأسرع وقت ومن ثم رفع تقرير مفصل خلال أسبوع.
كما ترأس وكلاء الإمارة اجتماعا مع فرع وزارة التجارة في المنطقة وإدارة فرع شركة الغاز في المنطقة الجنوبية، لبحث أسباب نقص كميات الغاز، فضلا عن إيفاد مراقبين ميدانيين لرفع تقارير عن توزيع الغاز.
إيصال الكهرباء
وتبقى موثوقية التيار الكهربائي واستمرارها بشكل من أولويات ما يحرص على متابعته أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد إضافة إلى تشكيل الأمير لجانا عدة لدراسة آلية إيصال خدمة الكهرباء للقرى والأرياف التي لم تصلها الخدمة وفق الأنظمة التي حددتها قرارات مجلس الوزراء.
وشهدت مناطق تهامة انقطاعات في السنوات الماضية أثناء فترة الصيف بسبب ارتفاع الأحمال، إذ وجه بتشكيل فرق عمل لإعادة الخدمة في أسرع وقت.
كما شكل أمير عسير لجنة رباعية لإيصال الكهرباء إلى المنازل التي لا يملك أصحابها صكوكا، بعد أن اطلع على شكوى بعض المواطنين ممن تقدموا بطلب إيصال الخدمة، ولما تم تداوله في بعض المواقع الإعلامية، ووجه بعقد اجتماع عاجل برئاسة وكيل إمارة المنطقة ومشاركة كل من أمين المنطقة والمدير العام للدفاع المدني ورئيس القطاع الجنوبي للشركة السعودية للكهرباء وبعض المتخصصين من ذوي العلاقة لبحث هذا الموضوع ومعالجة أي معوقات تؤدي إلى تأخر وصول الخدمة إلى هذه المنازل.
وعقد الاجتماع بمقر ديوان الإمارة، إذ جرت مراجعة الإجراءات التي تمت وتبين أن الاشتراطات الواردة في الاستمارة المعدة من قبل الأمانة لا تخرج في مجملها عما تضمنه الأمر الذي نص على ضرورة التقيد بما ورد بالفقرة (السادسة) من البند (ثانيا) من الضوابط المعتمدة بقرار مجلس الوزراء الخاص بضوابط إيصال الخدمة الكهربائية إلى المساكن.
وبناء عليه تمت التوصية بإعادة النظر في الإجراءات القائمة من قبل الأمانة من خلال تقديم الطلبات مباشرة على موقع الأمانة الإلكتروني، وتسجل باليوم نفسه، وتعبئة جميع البيانات اللازمة لذلك والموضحة في استمارة الطلب، ويحتفظ برقم الطلب ثم تدرس الأمانة وبشكل عاجل الطلب، فإن كان مستوفيا للشروط تعمّد شركة الكهرباء بإيصال التيار مباشرة.
وتضمنت الإجراءات كذلك أنه يتم إشعار المواطن بالموعد المحدد لذلك ولا يلزم إحالة أي طلب إلى الدفاع المدني، وإنما يقتصر ذلك على المواقع التي تظهر من واقع المعاينة والدراسة أنها على مجاري الأودية، وربما يشكل وجودها خطرا على ساكنيها أو على مجرى السيل، وعدم الحاجة إلى اعتماد الاستمارة من المحافظات أو المراكز، وإنما يكتفى بتوقيعها من قبل لجان التعديات الموجودة في كل محافظة ومركز.
التوعية الاجتماعية
يشكل ملف الدرباوية ومتجمهري التفحيط أهمية بالغة لدى سمو أمير منطقة عسير، إذ وجه عددا من الجهات ذات العلاقة بالعمل على برامج توعوية من خلال المدارس والجلسات الدعوية وخطب المساجد والعمل بخط متوازٍ على برنامج عقوبات تأديبية لمن يثبت عدم استجابته لأساليب النصح والإرشاد.
كما كان للأمير قرار صارم بعد قيام مجموعة من الشباب بممارسة التفحيط برفقة عدد من الفتيات بالقرب من طريق المحالة بأبها، وتم تكثيف البحث عنهم بعد تسرب مقاطع فيديو لهم من موقع التجمهر، وطالب سموه الجهات الأمنية بالقبض على الشباب والتحقيق معهم وتطبيق أقصى العقوبات عليهم.
معوقات الطرق
لم يخف على الأمير فيصل بن خالد أهمية أن تكون الطرق وآليات التنقل بين عسير سراة وتهامة بجودة عالية، إذ سبق وأن وجه أمانة المنطقة وإدارة الطرق والنقل لإعداد دراسة تربط أبها بالساحل مباشرة بطريق سياحي، وآخر مزدوج يربط نجران وعسير وجازان.
وأكد الأمير في حديث سابق إلى "الوطن" وجود دراسة في مراحلها النهائية تربط عسير مباشرة بجازان كبديل لعقبة ضلع، وبالنسبة لعقبة شعار فالجزء السفلي منها وحتى محافظة محايل تحت الترسية ليكون طريقا مزدوجا، أما بالنسبة للبدائل فالحقيقة أن البدائل كثيرة أولها الطريق المزدوج السريع الذي يربط من دلغان مرورا ببيش وصولا إلى جازان، والثاني عقبة الجوة من السراة مرورا بالفرشة إلى الحقو "المشروع تحت التنفيذ أجزاء منه" التي ستربط بجازان، والثالث عقبة قضى بربيع رفيدة، والرابع عقبة السرو التي تربط من النماص إلى الساحل "تحت التصميم"، وعقبة الخشبة من بلقرن إلى العارضية وهي تحت التنفيذ في أجزاء منها.
وأكد الأمير أن مشروع السكك الحديدية بالمنطقة قطع شوطا في إعداد الدراسات اللازمة لربط منطقة عسير بشبكة السكك الحديدية، وما زال المشروع يخضع للدراسة والتصميم من جميع الجوانب بما فيها الجدوى الاقتصادية، كاشفا أن منطقة عسير لن تستثنى من أي مشروع تنموي، وسوف تنال نصيبها من هذا المشروع المهم أسوة ببقية مناطق المملكة.
كما عقد الأمير اجتماعات عدة مع وزراء النقل، مشددا خلال حديثه على سرعة إنجاز مشاريع الطرق المتعثرة والمتأخرة بالمنطقة، وأن راحة المواطن العسيري من أولوياته.
وتشكل عقبتا شعار وضلع اهتماما لديه، إذ وجه في أكثر من مناسبة بسرعة إنجاز مراحل التوسعة في عقبة ضلع، بالإضافة إلى العمل على دراسات هندسية لتوسعة عقبة شعار.
تحلية المياه
تجاوزت منطقة عسير وعلى يد الأمير فيصل بن خالد مشكلة طالما أرقت المسؤول والمواطن في المنطقة، وتتمثل في نقص الإمدادات المائية خاصة في فترة الصيف، إذ وقف أمير عسير متابعا وراصدا للمشكلة وبذل الكثير من الجهد حتى تحقق الفرج بتشغيل محطة التحلية بالشقيق "المرحلة الثانية"، وبدأت أبها الحضرية على وجه الخصوص تنعم بوفرة المياه، كما سيتم في القريب العاجل إيصال المياه إلى كامل الشريط الجبلي من المنطقة من محافظة ظهران الجنوب جنوبا وحتى سبت العلايا شمالا، كما تم توقيع عقود تغذية محافظتي تثليث وبيشة بالمياه من الآبار الجوفية شرق محافظة تثليث بطاقة تصل إلى 80 ألف متر مكعب في اليوم.
وتحقق للمنطقة الكثير من الإنجازات خلال الأربع السنوات الماضية، إذ بلغت قيمة الأعمال التي تمت ترسيتها خلال هذه المدة 3.891 مليارات ريال، وهي مشاريع تخص أعمالا للمياه والصرف الصحي، مثل الشبكات بملحقاتها ومحطات المعالجة والتنقية والخزانات، إضافة إلى بعض المباني الإدارية للمديرية، بالإضافة إلى ترسية أعمال السدود التي بلغ عددها 46 سدا بقيمة 556.254 مليون ريال. وتعد خدمة إيصال المياه لمحتاجيها من أبرز أولويات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد. إذ أبدى في أكثر من مناسبة إلى وصول المنطقة إلى مرحلة الاستقرار المائي، مشيدا بحرص مسؤولي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على سرعة إنجاز مشروع تحلية الشقيق 2 الذي سيؤمن الحاجة الكافية لمنطقة عسير، ويؤدي إلى انتشار خدمات المياه المحلاة إلى عدد من محافظات ومراكز المنطقة، منوها بأهمية تعاون الجميع لإنجاز المشروع الحيوي المهم.
ومن خلال اللقاءات التلفزيونية أبدى سموه حرصا على مشروع الشقيق 3، إذ قال: "لقد رصدت لمرحلته الثالثة مبلغ 3 مليارات ريال.. ولكن وزير المياه غير رأيه بعد أن أتاه من أقنعه بأن السدود كافية". وأشار إلى أن المنطقة لم تشهد أزمة مياه منذ عامين تقريبا، وأضاف: "لو حصلت أي أزمة مستقبلة فلن أتنازل عن مشروع التحلية في مرحلته الثالثة.. وسأصر عليها".