أعادت اللجنة السياحية في ينبع أهالي المحافظة إلى خمسة عقود مضت، عندما خصصت جزءا في المنطقة التراثية للعبة "المدريحة" التي اندثرت منذ أكثر من 50 عاما، وشدت اللعبة الصغار والكبار على حد سواء، ولم يألف الصغار أن يلعبوا بألعاب خشبية في هذا الزمن بعد تعودهم على الألعاب الحديثة والإلكترونية المختلفة، فيما أعادت الحنين والشوق عند الكبار إلى ذلك الزمن الجميل وممارستهم لهذه اللعبة في الحارات القديمة وفي أيام الأعياد والمناسبات قديما. وجاء اختيار اللجنة المنظمة للمهرجان لإدراج هذه اللعبة ضمن فقراته لتكون مفاجأة للزوار، فيما حرص كبار السن على الحضور إلى الساحة لمشاهدة الألعاب الشعبية القديمة واسترجاع الذكريات، يقول العم أبو إبراهيم - أحد كبار السن -: إن عينه دمعت عندما شاهد لعبة المدريحة تتصدر موقع المهرجان، وعاد بذاكرته إلى الوراء مستحضرا هذه اللعبة التي كان يتنافس بها مع رفاق دربه الذي فارق بعضهم الحياة، مبينا أن اللعبة عبارة عن ذراعين من الخشب بقاعدتين وعارضة يتدلى منها حبل ويقف على القاعدتين شخصان متقابلان متحدين بعضهما البعض. ورصدت "الوطن" خلال جولة لها على المهرجان تسابق الكبار لإعادة ذكرياتهم بركوب "المدريحة" وتزاحمهم على حجز أدوارهم مع أصدقائهم للعبها بالوضع الذي يختزلونه بذاكراتهم. إلى ذلك، تتواصل في المنطقة التاريخية الفعاليات التراثية والحرف اليدوية، وأوضح أمين لجنة السياحة بينبع يوسف الوهيب، أن الفعاليات الرجالية تقام في سوق الليل، فيما النسائية في بيت بابطين، أما العائلية ففي ساحة احتفالات العيد سابقا، لافتا إلى أن الفعاليات ركزت هذا العام على الألعاب الشعبية والحرف القديمة والفنون الينبعاوية وعلى تسويق المنتجات الأسرية، إضافة إلى عروض السيارات القديمة والأكلات الشعبية ومسرح الطفل، كما تم توزيع جوائز يومية، داعيا الأهالي وزوار ينبع إلى الحضور والاستمتاع بفعاليات المهرجان.