في الوقت الذي أعلنت به وزارة الصحة أهمية أخذ لقاح الحمى المخية الشوكية لمن يرغب في أداء مناسك الحج لهذا العام من الداخل والخارج، إضافة للاشتراطات الأخرى الخاصة بكل دولة، استغلت مراكز صحية خاصة في جدة الموقف، ورفعت أسعار لقاح الحمى الشوكية، حيث يتراوح سعره من 280 : 320 ريالا، مستغلين ضعف الرقابة، مما دفع مستثمرين في القطاع الصحي إلى نفس الاتجاه، والتلاعب في الأسعار، فأصبحت اللقاحات تجارة مربحة تتنافس عليها المنشآت الصحية الخاصة. من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل"الوطن" إن "اللقاحات والتطعيمات بكافة أنواعها تقدمها الدولة بالمجان عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية، والمستشفيات الحكومية، أما في المستشفيات والمراكز الأهلية فإن اللقاحات مثل الأدوية يتم تسعيرها من قبل هيئة الغذاء والدواء، وتظهر الأسعار على هذه المستحضرات كالعادة". وأضاف أن "الاختلاف في أسعار التطعيمات قد ينشأ من قيمة كشف الطبيب حسب تخصصه سواء كان اختصاصيا أو استشاريا، ونوع الخدمة المقدمة التي قد يطلبها المريض، ووزارة الصحة تقوم وبشكل دوري بمراقبة هذه المرافق لضمان تقديم الخدمات المطلوبة وفقاً للأنظمة، مع حملات التوعية الصحية التي تقام على مدار العام"، مشيرا إلى أن إجراءات الصحة الرقابية تقضي بمحاسبة كل من لا يلتزم بالأسعار المحددة لمختلف الأدوية. في الوقت ذاته، أكد ممرض في مستوصف خاص بحي الصفا بجدة "فضل عدم ذكر اسمه" أن "المنشآت الصحية مع دخول موسم الحج كل عام ترفع أسعار اللقاح الخاص بالحمى المخية الشوكية، فأصبح سعره يتراوح ما بين 280 -320 ريالا"، مبررا ذلك بادعاء المستثمرين في القطاع الصحي بأن اللقاح المتوفر لدي المنشآت الصحية الخاصة متطور، وسريع المفعول، ويتم شراؤه من شركات أدوية عالمية مختصة في إنتاج اللقاحات والأمصال المتطورة. وكشف أن "هذه الادعاءات عارية من الصحة، فاللقاحات المتوفرة بالمراكز الصحية الأهلية مطابقة تماما للتطعيمات التي توفرها وزارة الصحة في كافة المستشفيات الحكومية، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، والتي تتوفر للمواطنين بالمجان"، مضيفا أن نفاذ اللقاحات في المنشآت الصحية الحكومية يدفع القطاعات الصحية الخاصة لفرض نفوذها، واستغلال زيادة الطلب برفع السعر. وحصلت "الوطن على نسخة من الاشتراطات الصحية التي فرضتها وزارة الصحة هذا العام على القادمين لأداء مناسك الحج، حيث ركزت على عدة محاور، من أهمها تشديد الرقابة الصحية لمنع دخول فيروسات إيبولا، وكورونا، والحمى الصفراء، والحمى المخية الشوكية. من جهته، قال استشاري الأمراض المعدية في مستشفي الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور عبدالله الحقيل ل"الوطن"، أن "استغلال المراكز الصحية الخاصة حاجة الباحثين عن لقاح الحمى المخية الشوكية مخالف لأخلاقيات مهنة الطب، إلى جانب أن ذلك يعتبر تجاوزا لابد أن يعاقب من يرتكبه"، مشيرا إلى أن ضبط أسعار اللقاحات مسؤولية وزارة الصحة، مؤكدا أهمية أن يكون هناك رقابة دورية لضبط المخالفين وتغريمهم. وأوضح أن "التهاب السحائية الذي يعرف ب"الحمى المخية الشوكية" من الأمراض المعدية الخطيرة، وله مضاعفات كثيرة، وهناك نوعان من اللقاحات اللذين يتم توفيرهما يتميزان بكفاءة عالية، ومن ينوي أداء مناسك الحج لابد أن يأخذ هذا اللقاح، حفاظا على صحته"، مشيرا إلى أن أخذ اللقاح قبل الحج بيومين أو ثلاثة لا يعطي الفائدة المرجوة، والصحيح أخذه قبل ذلك بأسبوعين حتى يستفيد منه الشخص.