يرى محللون وناشطون أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بسورية، تخطط لبسط سيطرتها دون منازع على المناطق المحاذية للعراق وتركيا، وطرد كل خصم محتمل لها منها. من الشمال حتى الشرق، تقيم "الدولة الإسلامية" التي يتزعمها العراقي أبو بكر البغدادي، حواجز على مقربة من الحدود السورية، وتخوض معارك، بعيداً عن معركتها مع النظام، في مواجهة مجموعات مسلحة أخرى معارضة للنظام ومجموعات كردية مقاتلة، وتحرص على الوجود بأمكنة تتوافر فيها الموارد النفطية والطرق الرئيسة، وعلى إخضاع السكان ولو بالقوة. ويقول تشارلز ليستر، من مركز الدراسات حول الإرهاب وحركات التمرد "آي إتش إس جاينز" البريطاني: "تعمل الدولة الإسلامية (المعروفة باسم داعش) لفرض نفسها بمناطق شمال وشرق سورية منذ أن كشفت عن نفسها في الربيع الماضي. ويشير إلى أن "هذا يتيح لها الوصول بسهولة إلى مجندين جدد وإلى موارد للتمويل والإمدادات"، والحؤول دون استخدام مجموعات مسلحة أخرى لهذه المناطق". وفي إطار استراتيجيتها للسيطرة على هذه المناطق، لا تتردد المواقع الإلكترونية المروجة لها، باتهام مجموعات مقاتلة ضد النظام، ومعظمها ذو توجه إسلامي مثل "كتائب أحفاد الرسول" و"لواء عاصفة الشمال"، بأنها تشبه "مجالس الصحوة" التي أنشأتها الولاياتالمتحدة بالعراق، بسبب تعاونها مع دول غربية أو قبولها دعم غربي. ويقول "هفيدار" الموجود بشمال سورية: "إنهم لا يريدون لأي مجموعة أخرى أن تملك سلاحاً بهدف إنشاء دولة تمتد من شمال سورية إلى العراق". وإلى جانب المعارك المستمرة بين مقاتلي "الدولة الإسلامية" و"لواء عاصفة الشمال" المنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر، منذ انتزاع الأولى السيطرة على مدينة أعزاز القريبة من الحدود التركية من الجيش الحر في بداية أكتوبر الجاري، يخوض مقاتلو "الدولة" منذ أكثر من شهرين مواجهات بمحافظتي الرقة والحسكة (شمال شرق) مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وفي حين التزمت المعارضة السورية الصمت إزاء المناوشات والمواجهات العديدة خلال الأشهر الماضية بين مجموعات مختلفة والمقاتلين الجهاديين، إلا أن سيطرة "داعش" على إعزاز أثارت غضب الائتلاف السوري، فأصدر بياناً ندد فيه ب "الممارسات القمعية" لها. وطلبت ستة ألوية وكتائب مقاتلة ضد النظام أبرزها: "حركة أحرار الشام"، و"جيش الإسلام"، و"لواء التوحيد" -الخميس- من "داعش سحب قواته وآلياته" من أعزاز. ويقول مقاتل بإحدى هذه الفصائل: "نجحت "داعش" في استعداء كل الفصائل، بما فيها الفصائل ذات التوجه الإسلامي. وتسعى إلى التفرد بالسيطرة، لكن ذلك لن يحصل، لأن الكتائب تدرك ما يعني هذا، لا سيما بعد التجربة العراقية".