اعتمد الاتحاد الأوروبي، واحدة من أهم الحزم العسكرية منذ عقود، بهدف تسريع حركة الدبابات والقوات عبر حدود دوله السبع والعشرين. وتأتي الخطوة في ظل قلق متزايد من أن روسيا تعمل بالفعل على اختبار الدفاعات الأوروبية عبر هجمات إلكترونية وتوغلات بطائرات مسيرة وتحرّكات غير مباشرة ضمن المجال الحدودي للاتحاد. والتصعيد الروسي منذ غزو أوكرانيا في 2022 دفع أوروبا إلى التحول من اعتماد طويل على مظلة الناتو إلى بناء قدرة ذاتية على الردع، ضمن ما تعتبره بروكسل «لحظة فاصلة» في أمن القارة. التحذيرات الاستخباراتية وأفاد مفوض الدفاع الأوروبي أندريوس كوبيليوس بأن التقييمات الاستخباراتية ترجّح محاولة روسية لاختبار الاتحاد الأوروبي أو أحد أعضائه خلال فترة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات، إما مباشرة أو عبر وكلاء. ويشير هذا التقدير إلى مخاوف من اختبار فعلي للمادة الخامسة الخاصة بالدفاع المشترك في الناتو، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أمام ضرورة التحرك بشكل أسرع لتعزيز بنيته الدفاعية. وأكدت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، أن الاستثمار في الدفاع حاليًا هو إجراء وقائي، مشددة على أن الضعف يشجع روسيا على التمدد. وترى القيادة الأوروبية أن رفع الجاهزية لا يهدف إلى الحرب، بل إلى منع نشوبها عبر إظهار قدرة ردع حقيقية. 17.65 مليار يورو وتشمل الخطة الجديدة استثمارات بقيمة 17.65 مليار يورو في نحو 500 نقطة اختناق تمتد من بولندا إلى البرتغال. وتشمل هذه المواقع جسورًا وموانئ وأنفاقًا غير مؤهلة حاليًا لاستقبال المركبات الثقيلة أو الكثافة العسكرية المطلوبة في حالات الطوارئ. وللمرة الأولى، ستحصل القوات المسلحة على أولوية مطلقة في استخدام الطرق والمطارات والسكك الحديدية خلال الأزمات، مع تخفيف لوائح نقل المواد الخطرة لضمان سرعة الحركة العسكرية. وترى المفوضية أن هذا التغيير يجعل البنية التحتية الأوروبية جزءًا فعالًا من شبكة الردع، لا مجرد مرافق مدنية. الشنغن العسكرية وأحد أكبر التحديات هو عدم توافق أنظمة النقل الأوروبية. فبعض سكك الحديد تختلف في المقاييس، ما يعرقل انتقال العربات المدرعة من أوروبا الغربية إلى الحدود الشرقية. كما تختلف البروتوكولات واللغات المستخدمة في الموانئ ومحطات القطارات بين الدول، مما يعرقل عمليات الانتشار السريع. ويأمل الاتحاد الأوروبي في بناء ما يسميه كوبيليوس «الشنغن العسكرية»، بحيث تتحرك القوات كما يتحرك المدنيون داخل منطقة شنغن دون قيود حدودية. ولتحقيق ذلك، تحتاج دول الجبهة الشرقية مثل لاتفيا وإستونيا وفنلندا إلى ربط أعمق بالبنى الأساسية للدول القارية كفرنسا وألمانيا. خارطة الطريق الدفاعية وإلى جانب الحزمة، أعلنت المفوضية عن خارطة طريق لتطوير صناعة الدفاع داخل الاتحاد، بهدف توحيد معايير الإنتاج، وتسريع تصنيع الأسلحة والمركبات والأقمار الصناعية والقذائف. وتأتي هذه الجهود ضمن إستراتيجية «الاستعداد 2030» المصممة حول مواجهة العدوان الروسي. وتشير التقديرات إلى أن الإنفاق الدفاعي الأوروبي لعام 2025 سيبلغ نحو 392 مليار يورو، وهو ضعف ما كان عليه قبل أربع سنوات. وتتوقع بروكسل أن تنفق دول الاتحاد نحو 3.4 تريليونات يورو على الدفاع خلال العقد المقبل، ما يجعل الاستثمار المحلي ضرورة إستراتيجية. الموقف الأمريكي وشهدت السنوات الأخيرة تحولا في الإستراتيجية الأمريكية، مع تركيز إدارة ترمب السابقة على أولويات الأمن الداخلي ومواجهة الصين في آسيا، وهو ما دفع واشنطن إلى إبلاغ حلفائها الأوروبيين بأن عليهم تحمل مسؤولية الدفاع عن أنفسهم، وعن أوكرانيا مستقبلا. هذا التحول الأمريكي دعم التوجه الأوروبي نحو بناء قاعدة دفاعية مستقلة وأكثر صلابة. حزم الاتحاد الأوروبي: • استثمار 17.65 مليار يورو لمعالجة 500 نقطة اختناق عسكري. • إنشاء «شنغن عسكرية» لتسريع حركة القوات داخل أوروبا. • توقعات استخباراتية بهجوم روسي أو اختبار للناتو خلال 3 إلى 4 سنوات. • ارتفاع الإنفاق الدفاعي الأوروبي إلى 392 مليار يورو هذا العام. • خارطة طريق لتوحيد الصناعة الدفاعية وتسريع الإنتاج المحلي للسلاح.