انتشر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي ما يعرف ب«ترند Gemini»، وهو موجة من الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدم دمج صوره مع مشاهير عالميين أو شخصيات عامة في لقطات فوتوغرافية مبهرة. ورغم ما يضفيه هذا الترند من متعة وقتية وانتشار واسع بين الشباب، إلا أن خبراء الاجتماع والقانون يحذرون من تبعاته الخطيرة على الخصوصية والأمن المعلوماتي، حيث نص نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية على عقوبات تصل إلى السجن لمدة عام وغرامة نصف مليون ريال في حال استخدام هذه الصور بشكل مسيء للتشهير أو الإضرار بالآخرين. العقوبات القانونية يؤكد المحامي عاصم الملا، أن هذه الممارسات تدخل مباشرة في نطاق الجرائم المعلوماتية متى ما أُسيء استخدامها، موضحًا أن تقنيات «التزييف العميق» (Deepfake) قد تتحول من وسيلة ترفيهية إلى أداة للتشهير أو التضليل أو الابتزاز. ويشير إلى أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في السعودية ينص على السجن لمدة تصل إلى عام، وغرامة تصل إلى نصف مليون ريال، أو إحدى العقوبتين، بحق كل من يسيء استخدام الوسائل التقنية للتشهير أو الإضرار بالآخرين. أما إذا استُغلت الصور المزيفة في وثائق رسمية، فتطبق عليها أحكام نظام التزوير، الذي قد تصل عقوباته إلى السجن عشر سنوات وغرامات مالية كبيرة. كما أن نظام حماية البيانات الشخصية يمنع نشر صور الأفراد أو تعديلها دون إذن صريح، ويتيح للضحايا حق المطالبة بتعويض مادي ومعنوي. وتُشدد العقوبات إذا ارتُكبت الجريمة ضمن عصابة منظمة، حيث يُعتبر ذلك ظرفًا مشددًا يستوجب مضاعفة العقوبة. انتهاك الخصوصية يوضح الأخصائي الاجتماعي عبدالله وليد، أن السماح باستخدام صور الأفراد في محتوى مركب يشكل خرقًا صارخًا لحق الخصوصية، حيث قد يجد الشخص نفسه في مواقف لم يعشها أو مرتبطًا بأشخاص لم يلتقِ بهم من قبل. ويحذر من أن هذه الصور قد تُستغل في حملات تشويه السمعة والتنمر الإلكتروني بين المراهقين، ما يترك آثارًا نفسية عميقة. كما أنها قد تستخدم لنشر الشائعات أو لتحقيق مكاسب سياسية وتجارية، إضافة إلى كونها وسيلة شائعة للابتزاز بتهديد الضحية بنشر صور مسيئة. مسؤولية مشتركة يرى المتخصصون أن المسؤولية لا تقع على الشركات المطورة للتطبيقات وحدها، بل تشمل وعي المستخدمين أنفسهم، مع الحاجة لتشريعات أوضح وأشد صرامة للحد من الاستخدام المسيء لهذه التقنيات، وحماية المجتمع من تداعياتها. • ترند «Gemini» يقوم على دمج صور المستخدمين مع مشاهير باستخدام الذكاء الاصطناعي. • هذه التقنية قد تتحول من وسيلة ترفيه إلى أداة للتشهير، التضليل، أو الابتزاز. • العقوبات النظامية في السعودية تصل إلى السجن والغرامة. • أنظمة مكافحة الجرائم المعلوماتية وحماية البيانات تغطي هذه الأفعال بوضوح. • الأخصائيون الاجتماعيون يحذرون من أثرها على الخصوصية والثقة المجتمعية. • المسؤولية مشتركة بين الشركات والمستخدمين، مع ضرورة وعي وتشريعات صارمة.